ـ[أبوحاتم]ــــــــ[22 - 12 - 06, 07:29 م]ـ
أشكر أخي الفاضل/ سلطان بن عبدالرحمن العميري
على هذا البحث العلمي العميق، ولا غرابة في ذلك فقد عرفته مجدا مجتهدا
رزقنا الله وإياه العلم النافع.
تيسيرا على القراء وضعت البحث على ملف مرفق، ومعه الخط العثماني.
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[23 - 12 - 06, 03:29 م]ـ
من قرأ في كتاب "تنبيه الرجل العاقل" لشيخ الاسلام ابن تيمية في مجلدين، و الذي لم يُعثر عليه إلاَّمؤخَّراً، عن نسخة هندية عرف قدر الرجل في ذلك العلم.
فهو بالحق أعجوبة من الأعاجيب، فلا والله لا ابن رشد و لا الغزالي و لا ابن الطفيل و لا ابن سينا و لا غيرهم بلغوا في هذا العلم ما بلغ، ولكنه حين مخر عباب البحر أدرك الساحل، و أولئك غرقوا في لجته.
نعم الغزالي نقد الفلسفة في ت"هافته"، و صارعها الشهرستاني في "مصارعته"، لكنهما لم يأتيا بطائل، و ردَّعليهما كل من ابن رشد و نصير الكفر الطوسي، و لكن الغزالي و الشهرستاني غرقا فيس علم الكلام، نعم ألف الغزالي بأخرةٍ " إلجام العوام عن علم الكلام " لكنه لم يفند مقدماته و لم يقدح في ضروراته، بل كان ردُّه من قبيل التسليم للشرع لا مقارعة ذلك العلم.
حتى جاء البحر الزاخر و الدر الفاخر و علامة الأوائل و الأواخر شيخ الاسلام علم الأعلام أبو العباس تقي الدين أحمد بن عبدالحليم ابن تيمية فمخَر عُباب ذلك الباب، و أخرج مكنون تلك الفنون.
فنقد الفلسفة الإغريقية، و الطريقة الأفلاطونية، ثم كسر الوثن الذي لم يجترئ أحدٌ على المساس به و هو منطق أرسطو ففرقه شذر مذر، و ألحقه بمن غبر، لا سيما في كتابه الفذ درء تعارض العقل و النقل، و في الرد على المنطقيين ونقض المنطق و غير ذلك من كتبه.
و في ذلك الوقت كان قد انتشر بين الفقهاء طريقة منطقية جدلية عُرفت باسم جدل الفقهاء اخترعها أبو اليسر البزدوي الأصولي فوأد شيخ الاسلام الفتنة في مهدها و ذلك في كتابه " التنبيه " أو "تنبيه الرجل العاقل" مِمَّا يُعلم به مقدار تمكنه في علم الكلام، بل والله لا أرى أرسطو نفسه قد خطرت تلك الخواطر أو انقدحت في ذهنه تلك الاشكالات التي بين بها تهافت منطق القوم و قلة فائدته، و قال في ذلك مقالته المشهورة: أن منطق أرسطو لا يحتاج ِإليه الذكي، و لا ينتفع به البليد، و قد صدق و الله.
فيا لله ذلك الرجل، ما أعظم النفع به في هذه الأمَّة، ...... رحم الله شيخ الاسلام، فقد كان أمَّةً وحده.
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[23 - 12 - 06, 03:55 م]ـ
من الطرائف العلمية:
أن شيخ الاسلام في كتابه: "درء تعارض العقل و النقل" تتبع "مناهج الأدلة " لابن رشد لفظة
لفظة، و ردَّ عليه بما لا مزيد عليه، و لكن العجيب أن كتاب شيخ الاسلام هذا ألَّفه في السجن بعد أن أخِذت منه جميع كتبه، أي أنه كان يستظهر بل يستحضر كتب المناطقة من ذاكرته؟.
هذا مع العلم أن "مناهج الأدلة" لابن رشد ليس من مشاهير متون المنطق كايساغوجي مثلا أو مواقف الشهرستاني، عدا ذلك الجمع الهائل من النقولات من كتب المناطقة التي ساقها رحمه الله في كتابه العجيب "درء التعارض" أو "موافقة العقل الصريح للنقل الصحيح ".
ـ[سلطان العميري]ــــــــ[24 - 12 - 06, 12:47 ص]ـ
أخي الكريم: محب البو يحياوي.
أشكر لك قراءتك للبحث , وتقويمك له.
وأما توضيح ما طلبت توضيحه فهو كما يلي:
مما لاشك فيه أنه ما من باطل إلا ويمكن أن يبن بطلانه من وجوه كثيرة , وقد تكون بعض هذه الأوجه أقوى من بعض في بيان البطلان لاعتبارات معينة , والتميز في الحقيقة هو أن تذكر كل هذه الأوجه التي يمكن أن يبين بها بطلان الباطل أو أغلبها على الأقل , ومن التميز أيضا أن يذكر الوجه الأقوى في بيان البطلان عند الاقتصار على بعض الأوجه , هذا من جهة.
ومن جهة أخرى: فإن ذكر جهات متعددة في بيان بطلان الباطل يدل على تصور واسع لهذا الباطل , وكلما زاد المرء علما بالباطل وتصورا له =كلما زاد علما بأوجه بطلانه , وزاد نقده عمقا وإنصافا واعتدالا.
وهذا ما حصل من ابن تيمية –رحمه الله – بخلاف غيره ممن سبقه في نقد المنطق من علماء السنة أو من غيرهم , فنقدهم لم يجتمع فيه مثلما اجتمع في نقد ابن تيمية من الجهات التي تبين بطلان المنطق.
ومن جهة ثالثة: فنحن نحتاج في بيان فساد الباطل إلى أقوى السبل التي تحقق لنا هذا الغرض , وخاصة فيما يتعلق بالمنطق لأنه علم شاع التسليم به , وقبوله عند جمهور عريض من الأمة , وإذا كان الحال كذلك فإن الاعتماد في نقد المنطق على الدليل المجمل ككونه لم يعرف عند السلف , أو كونه مدخلا إلى الفلسفة , أو كونه مشتملا على مصطلحات بدعية , أو نحو ذلك من الأدلة , فهذا كله لا يحقق لنا الغرض المطلوب من نقد المنطق على الوجه الأكمل, نعم قد تنفع في النقد المجمل , ولكن النقد المجمل عند الإفتتان بالعلم الباطل لا ينفع.
والمحصل مما سبق عدة أمور:
1 - أن كون ابن تيمية قد تميز عن غيره بذكر هذه الجهات لا يلزم منه إثبات الجهل لمن لم يذكرها , ولكنها في الحقيقة تدل على سعة علم اين تيمية وفضله على غيره.
2 - أن القول بعدم أولوية الإقتصار على بعض الجهات التي نقد بها المنطق بعض من سبق ابن تيمية لا يلزم منه الحكم على هذه الأدلة بالبطلان , ولكن لا شك أن الأنفع و الأميز عدم الإقتصار عليها فقط , وإثبات التميزهو المراد إثباته في هذا البحث.
¥