تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وفيه حجة لأهل السنة أن عليا كان مصيبا في قتاله والآخرون بغاة لاسيما مع قوله صلى الله عليه وسلم [يقتلهم أولى الطائفتين بالحق] وعلى وأصحابه الذين قتلوهم

وفي هذا الحديث معجزات ظاهرة لرسول الله صلى الله عليه وسلم فإنه أخبر بهذا وجرى كله كفلق الصبح

ويتضمن بقاء الأمة بعده صلى الله عليه وسلم وأن لهم شوكة وقوة خلاف ما كان المبطلون يشيعونه وأنهم يفترقون فرقتين وأنه يخرج عليه طائفة مارقة وأنهم يشددون في الدين في غير موضع التشديد ويبالغون في الصلاة والقراءة ولا يقيمون بحقوق الإسلام بل يمرقون منه

وأنهم يقاتلون أهل الحق وأن أهل الحق يقتلونهم وأن فيهم رجلا صفة يده كذا وكذا

فهذه أنواع من المعجزات جرت كلها ولله الحمد.

. شرح النووي (7/ 167)

4 - قال ابن حجر: عن أبي سعيد [تمرق مارقة عند فرقة من المسلمين تقتلها أولى الطائفتين بالحق]

أخرجه هكذا مختصرا من وجهين

وفي هذا وفي قوله صلى الله عليه وسلم

[تقتل عمارا الفئة الباغية] دلالة واضحة على أن عليا ومن معه كانوا على الحق وأن من قاتلهم كانوا مخطئين في تأويلهم والله أعلم.

فتح الباري (6/ 618)

5 - قال ابن كثير: فهذاالحديث من دلائل النبوة إذ قد وقع الأمر طبق ما أخبر به عليه الصلاة والسلام وفيه الحكم بإسلام الطائفتين أهل الشام وأهل العراق لا كما يزعمه فرقة الرافضة والجهلة الطغام من تكفيرهم أهل الشام وفيه أن أصحاب علي أدنى الطائفتين إلى الحق وهذا هو مذهب أهل السنة والجماعة أن عليا هو المصيب وإن كان معاوية مجتهدا وهو مأجور إن شاء الله ولكن على هو الإمام فله أجران كما ثبت في صحيح البخاري من حديث عمرو بن العاص أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا اجتهد الحاكم فأصاب فله أجران وإذا اجتهد فأخطأ فله أجر وسيأتي بيان كيفية قتال علي رضي الله عنه للخوارج وصفة المخدج الذي أخبر عنه عليه السلام فوجد كما أخبر ففرح بذلك علي رضي الله عنه وسجد للشكر

6 - -قال ابن حجر:

قوله [تدردر] بفتح أوله ودالين مهملتين مفتوحتين بينهما راء ساكنة وآخره راء وهو على حذف إحدى التاءين وأصله تتدردر ومعناه تتحرك وتذهب وتجيء وأصله حكاية صوت الماء في بطن الوادي إذا تدافع وفي رواية عبيدة بن عمرو عن علي عند مسلم فيهم رجل مخدج اليد أو مودن اليد أو مثدون اليد (والمخدج) بخاء معجمة وجيم

(والمودن) بوزنه

(والمثدون) بفتح الميم وسكون المثلثة وكلها بمعنى وهو الناقص

وله من رواية زيد بن وهب عن علي

1 - وغاية ذلك أن فيهم رجلا له عضد ليس له ذراع على رأس عضده مثل حلمة الثدي عليه شعرات بيض

2 وعند الطبري من وجه آخر فيهم رجل مجدع اليد كأنها ثدي حبشية

3 - وفي رواية أفلح بن عبد الله فيها شعرات كأنها سخلة سبع

4 - وفي رواية أبي بكر مولى الأنصار كثدي المرأة لها حلمة كحلمة المرأة حولها سبع هلبات

5 - وفي رواية عبيد الله بن أبي رافع عن علي عند مسلم منهم أسود إحدى يديه طبى شاة أو حلمة ثدي فأما الطبي فهو بضم الطاء المهملة وسكون الموحدة وهي الثدي

6 - وعند الطبري من طريق طارق بن زياد عن علي في يده شعرات سود والأول أقوى

وقد ذكر صلى الله عليه وسلم للخوارج علامة أخرى ففي رواية معبد بن سيرين عن أبي سعيد [قيل ما سيماهم قال سيماهم التحليق]

وفي رواية عاصم بن شمخ عن أبي سعيد فقام رجل فقال يا نبي الله

[هل في هؤلاء القوم علامة قال يحلقون رؤوسهم فيهم ذو ثدية]

وفي حديث أنس عن أبي سعيد

[هم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا قيل يا رسول الله ما سيماهم قال التحليق]

هكذا أخرجه الطبري وعند أبي داود بعضه

قوله [يخرجون على خير فرقة من الناس] كذا للأكثر هنا وفي علامات النبوة وفي الأدب

[حين] بكسر المهملة وآخره نون

[وفرقة] بضم الفاء ووقع في رواية عبد الرزاق عند أحمد وغيره

[حين فترة من الناس] بفتح الفاء وسكون المثناة ووقع للكشميهني في هذه.

فتح الباري

7 - - وقال ابن حجر أيضاً:

(دعه فإن له أصحابا) ليست الفاء للتعليل وإنما هي لتعقيب الأخبار والحجة لذلك ظاهرة في الرواية الآتية

وقوله (لا يجاوز)

ويحتمل أنه لكونه لا تفقهه قلوبهم ويحملونه على غير المراد به

ويحتمل أن يكون المراد أن تلاوتهم لا ترتفع إلى الله

وقوله (يمرقون من الدين)

أن كان المراد به الإسلام فهو حجة لمن يكفر الخوارج

ويحتمل أن يكون المراد بالدين الطاعة

فلا يكون فيه حجة

وإليه جنح الخطابي

وقوله (الرمية) بوزن فعيلة بمعنى مفعولة وهو الصيد المرمي شبة مروقهم من الدين بالسهم الذي يصيب الصيد فيدخل فيه ويخرج منه ومن شدة سرعة خروجه لقوة الرامي لا يعلق من جسد الصيد شيء

وقوله (ينظر في نصله) أي حديدة السهم (ورصافه) بكسر الراء ثم مهملة ثم فاء أي عصبه الذي يكون فوق مدخل النصل والرصاف جمع واحدة رصفة بحركات

(ونضيه) بفتح النون وحكى ضمها وبكسر المعجمة بعدها تحتانية ثقيلة قد فسره في الحديث بالقدح بكسر القاف وسكون الدال أي عود السهم قبل أن يراش وينصل وقيل هو ما بين الريش والنصل قاله الخطابي

قال بن فارس سمي بذلك لأنه برى حتى عاد نضوا أي هزيلا

وحكى الجوهري عن بعض أهل اللغة أن النضي النصل والأول أولى

(والقذذ) بضم القاف ومعجمتين الأولى مفتوحة جمع قذة وهي ريش السهم يقال لكل واحدة قذة ويقال هو أشبه به من القذة بالقذة لأنها تجعل على مثال واحد وقوله (آيتهم) أي علامتهم

وقوله (بضعة) بفتح الموحدة أي قطعة لحم

وقوله (تدردر) بدالين وراءين مهملات أي تضطرب والدردرة صوت إذا اندفع سمع له اختلاط وقوله (علي حين فرقة) أي زمان فرقة وهو بضم الفاء أي افتراق وفي رواية الكشميهني على خير بخاء معجمة وراء أي أفضل وفرقة بكسر الفاء أي طائفة وهي رواية الإسماعيلي ويؤيد الأول حديث مسلم من وجه آخر

عن أبي سعيد [تمرق مارقة عند فرقة من المسلمين تقتلها أولى الطائفتين بالحق]

أخرجه هكذا مختصرا من وجهين

وفي هذا وفي قوله صلى الله عليه وسلم

[تقتل عمارا الفئة الباغية] دلالة واضحة على أن عليا ومن معه كانوا على الحق وأن من قاتلهم كانوا مخطئين في تأويلهم والله أعلم.

فتح الباري (6/ 618)

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير