ـ[الدرويش]ــــــــ[10 - 02 - 07, 04:45 م]ـ
اسمع يا مقدسي .. ما علينا في تحقيق من هم أهل السنة والجماعة .. فلا مشاحة في الاصطلاح .. وهذا شأنك .. إنما يهمني المضمون ..
حاصل المقال: أنك خلطت بين كون الشيء مؤثرا بذاته استقلالا، وبين كون الشيء سببا .. أعني أنك خلطت وجعلت نفينا كون الشيء مؤثرا بنفسه هو نفي للآخر، وضممته إليه ..
وهذا سوء فهم ...
ثم اعلم أن الأحكام ثلاثة:
حكم عادي، وحكم عقلي، وحكم شرعي.
وحديثنا الآن متعلق بالحكم العادي، فلا حاجة بنا للتطويل في المقامين الآخرين ..
والحكم العادي هو إثبات أمر لأمر أو نفيه عنه بواسطة التكرار والعادة مع إمكان التخلف في بعض الأوقات لعارض من معجزة أو نحوها
وكون النار محرقة .. حكم عادي أي أنك ربطت وجود الحرق عند وجود النار ..
هذه مسألة ..
أما ما نحن بصدده، فهو النظر في أقوال الناس في حقيقة الؤمثر - بالكسر -.
فقلنا: أن الله تعالى هو المؤثر وجعل هذه الأمور سببا لحصول الأثر، لا أنها تؤثر بنفسها استقلالا دون أن يكون لله اختيار في ذلك - حاشا لله.
أما الفلاسفة فيقولون: أن هذه الأمور تؤثر بنفسها وبذاتها، وهذا كفر صراح ...
أما المعتزلة: فنسبوا التأثير لهذه الأمور ولكن لا بذاتها إنما بواسطة القوة التي أودعها الله فيها، والراجح عدم كفرهم بهذا القول.
وأريد أن أقف معك أيها الأخ الكريم بين حديثين ظاهرهما التعارض ولكن لا تعارض حقيقة بالرجوع إلى هذا الفهم:
حديث: (لا عدوى ولا طيرة ولا صفر)
وحديث: (فر من المجذوم فرارك من الأسد)
أرأيت يا ذا الفهم الثاقب لو أن رجلا صحيحا جالس مجذوما ثم جذم هو الآخر.
فهل أثر المجذوم بنفسه وذاته في الآخر حتى أصبح مجذوما ..
أم أن الله تعالى أمرض الرجل الصحيح بالجذام وجعل المجذوم سببا ظاهريا لحصول العدوى، مع أنه يمكن أن يمرضه بدون هذا السبب؟
فلو قلت بالأول لأثبت أن ليس لله اختيار في ذلك .. وهذا خلاف معتقد أهل السنة أجمع، وأكبر دليل على هذا عندما رد رسول الله قول القائلين مطرنا بنوء كذا لأنهم جعلوا النوء مؤثرا في إنزال المطر وهذا وذاك يقتضيان إثبات العجز لله وهو محال عليه تعالى.
وأعتقد أنك لا تقول به .. بل تقول بالقول الثاني الذي هو معتقدي.
أما الحديثان فإن الجمع بينهما أن حقيقة الأمر أن الله هو المؤثر في حصول المرض فلا عدوى، لكنه قد يجعل المريض سببا لمرض الصحيح وهذا تأويل الحديث الثاني
فيتضح من ذلك أن ما أقوله هو ما تقوله لكنك أسأت الفهم وحسب ...
ثم ما الضير في استشهادي بقوله تعالى: (والله خلقكم وما تعملون)؟ إلا أن تكون معتزليا بأن الله لا يخلق أفعال العباد .. فماذا تقصد يا رجل.؟؟؟
ـ[أبو القاسم المقدسي]ــــــــ[11 - 02 - 07, 08:01 ص]ـ
ما وجدت أشعريا قط إلا وهو متكبر ..
فأخاطبك بأخي .. وتتكلم بلهجة استعلاء .. وتقول اسمع يا مقدسي .. إلخ
أما اتهامك إياي بسوء الفهم .. فلو أن كلامك مستقيم .. لما احتجت لتوضيحه
فالأشاعرة يقولون بالاقتران .. أي أن السبب قرين للمسبب لا غير .. والعلة والمعلول نفس الأمر ..
فلا وجه للتفريق بينهما إلا بالتكلف .. وهذا عسف يأباه الشرع والفطرة
وينزعون التأثير .. بالكلية .. حتى أن بعض علمائهم النحويين نفى أن يكون هناك لام للتعليل!
وأهل السنة .. كما يقولون في القدر
يقولون في الأسباب ..
فهم وسط .. بين طرفين
فيقولون إن النار سبب للإحراق .. وعلة له
ويقولون في ذات الوقت إن الله خلق النار وخلق تأثيرها
ويثبتون للمخلوق مشيئة .. "وما تشاؤون"
ويثبتون في ذات الوقت أن هذه المشيئة تابعة لمشيئة الله تعالى"إلا أن يشاء الله"
وتالله لقد أتى شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه الإمام الهمام ابن القيم على حجج الأشاعرة فخسف بها
فتهاوت كبيت قارون
أما ادعاؤك أن هذا كلام أهل السنة والجماعة ..
فيكفي في الرد عليه أن السلف لم يعتمدوه منهجا بل قال الشافعي "حكمي في أهل الكلام أن يطاف بهم في العشائر ويضربوا بالجريد ويقال هذا جزاء من أعرض عن الكتاب والسنة وأقبل على الكلام"
وأما حديث فرّ من المجذوم فرارك من الأسد ..
وحديث لا عدوى ولا طيرة
هو منسجم لما قررناه ..
من أن الجذام .. سبب .. ولكن قد لايشاء الله أن يصيب الداء .. فلا يقع لأن مشيئته فوق كل سبب
ـ[أبو براء العزابي]ــــــــ[11 - 02 - 07, 04:48 م]ـ
بارك الله فيك يا أخي
على ها الموضوع