تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

عَلِيمٌ} يعني لابد أن يكون ذلك، هذه المعاني كلها جعلت ابن خلدون يعتبر أن إصلاح الفكر مبني على إصلاح العمل يعني لا يمكن لأمة أن تبدع فكرية إذا كانت في العمل لا تتوفر لها شروط العمل الحر الفِعل الحر للإنسان، في حين أن ابن تيمية يعكس لا يمكن للأمة أن يكون لها هذه الشروط في الحرية إذا كانت عقيدتها تقول بالجبرية إذاً لابد من تغيير نظرة .. العقيدة ولابد من تغيير مفهوم الضرورة في فعل الإنسان، فعل الإنسان لا يخضع للضرورة وإنما يخضع للحرية ومن هنا تأتي ثورته على وحدة الوجود في التصوف لكن بهذا المعنى ..

مالك التريكي: طيب ..

أبو يعرب المرزوقي: إذا سمحت لا يمكن أن يتهم ابن تيمية بالرجعية ابن تيمية الذي يُتهم بالرجعية هو استعماله الفقهي الذي لم يفهم، عندنا ابن تيمية قد ألغى كل المذاهب الفقيه، ابن تيمية بالنسبة إلي كل المذاهب الفكرية إذا استعملتها كمذاهب هذا تقليد ويتنافى مع الحرية هو عودة إلى المصدريين الأساسيين السُنة والكتاب معا هما مصدر واحد، المصدر الثاني هو إجماع الأمة وإجماع الأمة ينبغي أن يُفهم بالنسبة إلى ابن تيمية ليس على أنه اتباع الحاصل من الأفعال وإنما اتباع فعل السن الذي يحقق الإجماع، أي إن الأمة عندما تُربى تربية دينية راشدة تصبح قادرة على التشريع الذي يخضع لقيم القرآن بدون أن يكون من الضرورة أن يكون في تشريعها نص معين على أخلاق القرآن هذا طبعا لم يستعمل من ابن تيمية.

مالك التريكي: يعني فعل الإجماع وليس نتيجته بالضرورة كتراكم تاريخي؟

أبو يعرب المرزوقي: نعم فعل الإجماع، فعل الإجماع من شروطه أن يكون الأفراد أحرار حتى يكون الإجماع ذا معنى وإلا فإن الإجماع سيصبح إخضاع وليس إجماع، إجماع المؤمنين الأحرار هو شرط عصمة الأمة وهو الذي يشرع حتى عندما يقبل التشريع السماوي فهو قد شرع لقبوله تشريعا.

مالك التريكي: طُلب إليك أن تلخص فكر ابن تيميه طبعا هذا لا يمكن لكن لو طلب إليك أن تختار عبارة تكون أكثر دلالة من غيرها على فكره ماذا تكون؟ بالاعتبار أنك قبل زمن طويل طُلب إليك ذلك عن ابن خلدون وقلت عبارة السياسة العقلية في فكر ابن خلدون هي ربما أكثر دلالة على فكره بالنسبة لابن تيميه ماذا تقول؟

أبو يعرب المرزوقي: أظن يمكن قياسا على هذه الجملة السياسة العقلية هو العمل الخُلُقي، يعني ابن تيميه يعتبر فعلا حرفيا الإسلام رسالة كونية وظيفتها الشهادة على العالمين بمعنى جعل الفعل مستند إلى الاعتقاد الحر المبني على التبين العقلي من المعاني القرآنية بتفسير يكاد يكون بنيويا للقرآن من حيث هو وحده وليس لآيات معزولة بعضها عن البعض. وهنا أتى بنظرية فورية في نظرية اللسان وهو أنه في اللسان لا وجود للمقابلة بين حقيقة ومجاز، كل اللسان يمكن إما أن يعتبر حقيقة أو أن يعتبر مجاز أي إنه يحدد المعاني بالاستعمال، الاستعمال هو الذي يحدد معنى اللغة ولا يمكن أن نميز بين ما هو مجازي وحقيقي فتسقط كل التأويلات التي أدت إلى المذاهب والاقتتال بين المذاهب تصبح كلها محتملة لأن كل المعاني التي كانت مستعملة بحسب قوانين اللغة العربية مقصودة في القرآن.

مالك التريكي: أليس في هذا نوع، ربما تستغرب سؤالي هنا، أليس في هذا نوع من القرب إذا أردنا أن ننتقل تاريخيا بضعة قرون من البراغماتية المعروفة في الفلسفة الأميركية والإنجليزية؟

أبو يعرب المرزوقي: هو قرب من البراغماتية من حيث توجه الفكر ولكن من حيث الأسس لا يختلف لأن البراغماتية تعتبر أن لا وجود للحقيقة وإنما هناك وجود لوجود لنظريات ناجحة ..

مالك التريكي: ناجعة؟

أبو يعرب المرزوقي: ناجحة وناجعة ابن تيميه يعتقد أن هناك حقيقة، لكن اللغة التي تُعبر عن الحقيقة لا نستطيع أن نصفها بكونها حقيقة أو مجاز لماذا؟ لأنه يرفض المقابلة بين الذات والعرضي لما كنت تقول بالذات والعرضي يصبح الذاتي تقوله لغة عندما تتكلم عن الحقيقة والعرضي يقوله المجاز لكن هو رفض هذه المقابلة فينتج عن ذلك نظرية جديدة في اللغة قريبة جدا من النظريات اللغوية الحديثة وهو أن اللغة لا تفيد إلا بالاستعمال وكل معانيها مجازية إن شئنا مجازية لأنها هي تسمية للعلامات وليست قولا للحقائق.

ـ[محب البويحياوي]ــــــــ[25 - 01 - 07, 06:02 ص]ـ

أبو يعرب المرزوقي الرقم القادم بعد كل أرقام الحداثيين المتوالية و الذين جبن كبراؤهم من علي حرب الى الجابري عن مواجهة شيخ الاسلام وجها لوجه و كتبه التي تفضح تلاعبهم بأصول و أسس المنظومة الشافعية و تبين الفرقان بجلاء بين منهج اهل الحق من أتباع النور و الوضوح و بين منهج الباطنيين من أتباع الظلمات و الغنوصية و جاءت عملة المرزوقي لترفع و الله وحده يعلم على أي وجه ستستقر أعلى بيان هيمنة الميزان الذي بينه أهل الحديث أم على لي أعناق هذا البيان وضرب بعضه ببعض شأن اعدائهم من الباطنية و منافقي الملاحدة

و الله أعلم بالحال و المآل

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير