تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

والثالث من الشروط: الذي ذكرناه هو أن تكون متضمنة على مدح كامل مطلق غير مختص، وهذا يعني به أنّ المدح، أن أسماء الله جل وعلا هي متضمنة لصفات، وهذه الأسماء لابد أن تكون متضمنةً للصفات الممدوحة على الإطلاق، غير الممدوحة في حال والتي قد تذم في حال، أو ممدوحة في حال وغير ممدوحة في حال أو مسكوت عنها في حال.

وذلك يرجع إلى أنّ أسماء الله جل وعلا حسنى؛ يعني أنها بالغة في الحسن نهايتَه، ومعلوم أن حُسن الأسماء راجع إلى ما اشتملت عليه من المعنى؛ ما اشتملت عليه من الصفة، والصفة التي في الأسماء الحسنى والمعنى الذي فيها لا بد أنْ يكون دالا على الكمال مطلقا بلا تقييد وبلا تخصيص.

فمثل اسم القديم، هذا لا يدلّ على مدحٍ كامل مطلق، ولذلك لما أراد المصنف أنْ يجعل اسم القديم أو صفة القِدم مدحا قال (قَدِيمٌ بِلَا ابْتِدَاءٍ)، وحتى الدائم هنا قال (دَائِمٌ بِلَا انْتِهَاءٍ)، لكن لفظ القديم قيّده بكونه (بِلَا ابْتِدَاءٍ) فهذا يدل على أن اسم القديم بحاجة إلى إضافة كلام حتى يُجعل حقا وحسنا ووصفا مشتملا على مدح حق.

لهذا نقول: إنّ هذا الأسماء التي تُطلق على أنها من الأسماء الحسنى يجب أن تكون مثل ما قلنا صفات مدح وكمال ومطلقة غير مختصة، وأمّا ما كان مقيّدا أو ما كان مختصا المدح فيه بحال دون حال، فإنه لا يجوز أن يطلق في أسماء الله.

ولهذا مثال آخر أبْيَن من ذلك، مثل المريد والإرادة، فإنّ الإرادة منقسمة إلى:

(إرادة محمودة؛ إرادة الخير إرادة المصلحة، إرادة النفع، إرادة موافقة للحكمة.

(والقسم الآخر إرادة الشرّ، إرادة الفساد، إرادة ما لا يوافق الحكمة، إلى آخره.

وهنا لا يسمّى الله جل وعلا باسم المريد، لأنّ هذا منقسم، مع أن الله جل وعلا يريد سبحانه وتعالى، فيُطلق عليه الفعل، وهو سبحانه موصوف بالإرادة الكاملة، ولكن اسم المريد لا يكون من أسمائه لما ذكرنا.

وكذلك اسم الصانع لا يقال أنه من أسماء الله جل وعلا؛ لأن الصّنع منقسم إلى ما هو موافق للحكمة، وإلى ما ليس موافقا للحكمة، والله سبحانه وتعالى يصنع وله الصنع سبحانه، كما قال ?صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ? [النمل:88] وهو سبحانه يصنع ما يشاء وصانع ما شاء كما جاء في الحديث «إِنّ اللّهَ صَانِعٌ مَا شَاءَ» سبحانه وتعالى، ولكن لم يسمَّ الله جل وعلا باسم الصانع لأنّ الصُّنع منقسم.

أيضا اسم المتكلم، المتكلم لا يقال في أسماء الله جل وعلا المتكلم؛ لأن الكلام الذي هو راجع إلى الأمر والنهي، منقسم: إلى أمر لما هو موافق للحكمة؛ أمرٍ بمحمود، وإلى أمرٍ بغير ذلك، ونهي عمّا فيه المصلحة؛ نهي عمّا فيه الخير، ونهي عما فيه الضرر، والله سبحانه وتعالى نهى عمّا فيه الضرر، ولم ينهَ عما فيه الخير جل وعلا، بل أمر بما فيه الخير، ولذلك لم يُسمَّ الله جل وعلا بالمتكلم.

هذه كلها أطلقها المتكلمون على الله جل وعلا، فسموا الله بالقديم، وسموا الله جل وعلا بالمتكلم، وسموا الله جل وعلا بالمريد، وسموا الله جل وعلا بالصانع، إلى غير ذلك من الأسماء التي جعلوها لله جل وعلا.

فإذا تبين لك ذلك فإن الأسماء الحسنى هي ما اجتمعت فيها هذه الشروط، واسم القديم لم تجتمع فيه الشروط؛ بل لم ينطبق عليه شرط من هذه الشروط الثلاثة.

والمؤلف معذور في ذلك بعض العذر؛ لأنّه قال (قَدِيمٌ بِلَا ابْتِدَاءٍ).

الخالق غِير والصانع غِير.

الخالق أولا جاء في النص، والصّانع ما جاء.

ومن جهة المعنى الصُّنع فيه كَلَفَة؛ فليس ممدوحا على كل حال، والخَلق هذا إبداع وتقدير فهو ممدوح.

الخلق منقسم إلى مراحل، وأمّا الصنع فليس كذلك؛ والله الخالق البارئ المصور، فالخلق يدخل من أول المراحل، والصنع لا، الصنع ليس كمالا، ممكن يصنع ما هو محمود ويصنع ما هو مذموم، يصنع بلا برء ولا انفاذ، وقد يصنع شيئا لا يوافق ما يريده.

فلهذا اسم الخالق يشتمل على كمال ليس فيه نقص، وأما اسم الصانع فإنه يطرأ عليه أشياء فيها نقص من جهة المعنى ومن جهة الانفاذ، لذلك جاء اسم الله الخالق ولم يأتِ في أسماء الله الصانع].

انتهى من شرح معالي الشيخ صالح آل الشيخ " شرح الطحاوية ".

ـ[أبو حاتم المدني]ــــــــ[19 - 02 - 07, 01:38 م]ـ

باب الإخبار أوسع إذ يُخبر عن الله بما هو اسم وبما هو صفة

والضابط في جواز الإخبار ألا يكون معناه سيئا كما نبه على ذلك شيخ الأسلام

ـ[أبو حاتم المدني]ــــــــ[19 - 02 - 07, 01:43 م]ـ

باب الإخبار أوسع إذ يُخبر عن الله بما هو اسم وبما هو صفة

والضابط في جواز الإخبار ألا يكون معناه سيئا كما نبه على ذلك شيخ الأسلام

ـ[أبو حاتم المدني]ــــــــ[19 - 02 - 07, 01:45 م]ـ

باب الغخبار أوسع إذيخبر عن الله بما هو اسم وبما هو صفة

والضابط في جواز الإخبار ألا يكون معناه سيئا

ـ[علي الفضلي]ــــــــ[19 - 02 - 07, 02:10 م]ـ

وللفائدة:

[وعَنْ أَبِي ذَرٍّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى شَاتَيْنِ تَنْتَطِحَانِ فَقَالَ يَا أَبَا ذَرٍّ هَلْ تَدْرِي فِيمَ تَنْتَطِحَانِ؟ قَالَ: لَا قَالَ لَكِنَّ اللَّهَ يَدْرِي وَسَيَقْضِي بَيْنَهُمَا وسيحكم بينهما) رواه أحمد.

قال: (ولكن الله يدري) ودراية الله جل وعلا بـ (فيم ينتطح الكبشان أو العنزان) يعني: علمه سبحانه وتعالى بذلك. ومعلوم أن باب الإخبار أوسع من باب الوصف، فإن لفظ أو صفة (الدراية) لا يوصف الله جل وعلا بها لكن يطلق على الله جل وعلا من جهة الإخبار أنه سبحانه وتعالى يدري بهذا الشيء لأنها من فروع العلم.

فهناك صفات لها جنس، فالعلم جنس تحته صفات، فجنس ما هو ثابت يجوز إطلاقه على الله جل وعلا من جهة الخبر].

انتهى من شرح " أصول الإيمان للإمام محمد بن عبد الوهاب" لمعالي الشيخ صالح آل الشيخ - حفظه الله تعالى -.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير