عليه،،،)).
وقال الذهبي في كتاب العلو في تقرير مذهب السلف: ((فإن أحببت يا عبد الله الإنصاف فقف مع نصوص القرآن والسنة، ثم انظر ما قاله الصحابة والتابعون وأئمة التفسير في هذه الاَيات وما حكوه من مذاهب السلف،،، إلى أن قال: فإننا على اعتقاد صحيح وعقد متين من أن الله تعالى تقدس اسمه لا مثل له، وأن إيماننا بما ثبت من نعوته كإيماننا بذاته المقدسة؛ إذ الصفات تابعة للموصوف، فنعقل وجود الباري ونميز ذاته المقدسة عن الأشباه من غير أن نعقل الماهية، فكذلك القول في صفاته نؤمن بها ونتعقل وجودها ونعلمها في الجملة من غير أن نتعقلها أو نكيفها أو نمثلها بصفات خلقه تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً. فالاستواء ـ كما قال مالكٌ الإمامُ وجماعةٌ ـ معلوم، والكيف مجهول)).
وانظر في تقرير مذهب السلف: اعتقاد أئمة الحديث للإسماعيلي: 50، مقالات الإسلاميين 1/ 345ـ350، الاعتقاد للبيهقي: 88، النصيحة في صفات الرب للواسطي: 8.
وقد اشتهر عند كثير من متأخري النظار والمتكلمين تفسير مذهب السلف بالتفويض المطلق لنصوص الأسماء والصفات دون إثبات لمعناها، بل اعتبارها من المتشابه لفظا ومعنى، ومن أقدم من فسر مذهب السلف بالتفويض إمام الحرمين الجويني في العقيدة النظامية: 32 حيث قال في ظواهر نصوص الأسماء والصفات: ((وذهب أئمة السلف إلى الانكفاف عن التأويل وإجراء الظواهر على مواردها ... وقد درج صحب رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ورضي عنهم ـ على ترك التعرض لمعانيها ودرك ما فيها،،،)).
وكذلك الغزالي انظر: إلجام العوام للغزالي: 62 ضمن القصور العوالي، الملل والنحل للشَّهْرَسْتَانِيِّ: 44، والرازي في أساس التقديس: 236؛ حيث قرر أن حاصل مذهب السلف في آيات الصفات أنه ((يجب القطع فيها بأن مراد الله تعالى منها شيء غير ظاهرها، ثم يجب تفويض معناها إلى الله تعالى، ولا يجوز الخوض في تفسيرها))، وإيضاح الدليل لابن جماعة: 92.
والسيوطي في الإتقان: 3/ 14؛ حيث يقول: ((وجمهور أهل السنة ـ منهم السلف وأهل الحديث ـ على الإيمان بها وتفويض معناها المراد منها إلى الله تعالى، ولا نفسرها مع تنزيهنا له عن حقيقتها)).
وقد تابع عدد من الباحثين المعاصرين المتكلمين في تفسير مذهب السلف بالتفويض؛ انظر: الشنقيطي: استحالة المعية بالذات: 70، محمود خَطَّاب السبكي: إتحاف الكائنات: 5، الزرقاني: مناهل العرفان: 2/ 287؛ حيث زعم أن مذهب السلف يُسمَّى مذهبَ المفوِّضَة، محمد البهيُّ: الجانب الإلهي من التفكير الإسلامي: 37 وما بعدها، عبد الحليم محمود: التفكير الفلسفي: 98 وما بعدها، والتوحيد الخالص له: 143؛ حيث استدل بتفسير الرازي لمذهب السلف في أساس التقديس، ود/ عوض الله حجازي في كتابه: ابن القيم وموقفه من التفكير الإسلامي؛ فقد صرح بأن ((السلف لم يكونوا يفهمون معاني الآيات المتشابهة، وأنهم فوضوا معناها إلى الله تعالى))، ودراسات في العقيدة الإسلامية له: 194، البوطي في كبرى اليقينيات الكونية: 114 وقد أسرف ـ عفا الله عنه ـ في المنع من حمل النصوص على الظاهر ونفى أن يكون مذهبَ سلفٍ ولا خَلَفٍ!!
وانظر في الجواب عن هذا التفسير لمذهب السلف: درء التعارض: 1/ 116ـ120، الإكليل في المتشابه والتأويل ضمن مجموعة الرسائل الكبرى: 2/ 8 وما بعدها وفيها فصل حافل ماتع عن المتشابه حقيقته وأقسامه وهل الأسماء والصفات منه أم لا؟ وتفسير سورة الإخلاص: 239.
http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=9558
ـ[أبو شهاب الأزهري]ــــــــ[26 - 02 - 08, 06:01 م]ـ
سؤال آخر:
"ومن قال: الظاهر منها غير مراد، قيل له: الظاهر ظاهران: ظاهر يليق ببالمخلوقين ويختص بهم، فهو غير مراد، وظاهر يليق بذي الجلال والإكرام، فهو مراد، ونفيه تعطيل" هل هذا الكلام كلام ابن رجب أم الخطابي؟
ـ[المقدادي]ــــــــ[26 - 02 - 08, 07:01 م]ـ
¥