فالاصل بالجواب البت في هذا على باب الايجاز، حتى لا يجتهد السائل في المسألة ويخرج بنتيجة امكان اثبات مثل هذا الكلام لله بلا بينة وحجة.
الوجه الثاني: قولكم حفظكم الله (فيحتاج طالب العلم إلى معرفة هذا الأمر وهل ورد فيه آثار صحيحة أم لم يرد؟ وإن وردت فما صحتها؟).
إن طالب العلم المذكور كان يمكن تنبيهه على الأصول والقاعد في هذا، والتي تقوم على أصل المعتقد من التزيه وبيان عدم ثبوت شيء من ذلك في السنة.
الوجه الثالث:قولكم (ينظر هذا الحديث في مستخرج أبي عوانة
حدثنا عباس الدوري قال: ثنا يحيى بن معين قال: ثنا حجاج بن محمد، عن ابن جريج ح، وحدثني عبد الله بن أحمد بن حنبل، وأحمد أخي قالا: ثنا إسحاق بن منصور قال: ثنا روح قال: ثنا ابن جريج قال: ثنا أبو الزبير، أنه سمع جابر بن عبد الله يسأل عن الورود فقال: نحن يوم القيامة - فذكر مثله - فيقولون حتى ننظر إليك «فيتجلى لهم يضحك، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:» حتى يبدو لهواته أو أضراسه فينطلق ربهم فيتبعونه ويعطى كل إنسان منهم منافق أو مؤمن نورا وتغشى - أو كلمة نحوها - ثم يتبعونه وعلى جسر جهنم كلاليب وحسك تأخذ من شاء الله، ثم يطفأ نور المنافقين، ثم ينجو المؤمنون، فينجو أول زمرة وجوههم كالقمر ليلة البدر سبعون ألفا لا يحاسبون، ثم الذين يلونهم كأضوأ نجم في السماء ثم كذلك، ثم تحل الشفاعة فيشفعون حتى يخرج من النار من قال: لا إله إلا الله، وكان في قلبه من الخير ما يزن شعيرة، فيجعلون بفناء الجنة ويجعل أهل الجنة يرشون عليهم الماء، ثم ينبتون نبات الشيء في السيل فيذهب حراقه، ثم يسئل حتى يجعل لهم الدنيا وعشرة أمثالها «هذا لفظ حديث روح).
لي عليه ثلاث ملاحظات سريعة:
الأولى: أن هذا النص ليس فيه لفظ (اللسان).
الثانية قول المصنف هذا (لفظ حديث روح).فقد رواه مسلم في صحيحه (191) فقال حدثني عبيد الله بن سعيد وإسحاق بن منصور كلاهما عن روح قال عبيد الله حدثنا روح بن عبادة القيسي حدثثنا ابن جريج قال اخبرني ابو الزبير أنه سمع جابر وذكر مثله إلا أنه لم يذكر هذه اللفظة (حتى تبدو لهواته وأضراسه).
ورواه ابن مندة (850) وعبد الله بن أحمد في السنة (457) من طريق أحمد بن حنبل ثنا روح بن عبادة مثله به ولم يذكر اللفظة كذلك.
الثالثة: أن الإمام ابن مندة نبه على عدم ذكر عامة أهل العلم لها في كتاب الإيمان: (2\ 825) فقال: (ولم يذكر من تقدم هذا، وقال: نحن يوم القيامة على كذا وكذا صح).
وسرد رحمه الله اللفظ الذي رواه الأئمة في ذلك لبيان نكارتها وغرابتها في الرواية.
وبعد كل هذا: فإن الرواية ليس فيها ما يدل على موضع السؤال، والله أعلم.
ـ[توبة]ــــــــ[11 - 03 - 08, 10:27 ص]ـ
بارك الله فيكم.
وقد ثبت أن لله تعالى عينان وله يدان وغير ذلك
فما الذي يستغرب من وجود اللسان لو ثبت
والقاعدة في كل هذا إثبات ما صح منها من غير تكييف ولاتشبيه ولا تعطيل.
الشيخ الفاضل الفقيه، وفقنا الله و اياكم للحق
ما ثبت من الصفات قد علمناه،و ما سوى ذلك فالخوض فيه تجاوز و شبهة بل هوفتنة عظيمة.
وإن أتى مبتدع بمثل هذا فهو المطالب بالاتيان بالدليل المثبت لصحة دعواه و ليس نحن،
ولنا في سلفناالصالح أسوة: قف حيث وقف القوم، فإنهم عن علم وقفوا، وببصر نافذ كفوا، ولهم على كشفها كانوا أقوى، وبالفضل لو كان فيها أحرى؛ فلئن قلتم: حدث بعدهم؟ فما أحدثه إلا من خالف هديهم، ورغب عن سنتهم، وقد وصفوا منه ما يشفي، وتكلموا منه بما يكفي، فما فوقهم محسر، وما دونهم مقصر، لقد قصر عنهم قوم فجفوا، وتجاوزهم آخرون فغلوا، وإنهم فيما بين ذلك لعلى هدى مستقيم).
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[11 - 03 - 08, 10:44 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
وما ذكره الشيخ الفاضل العاروري ففيه خير كثير فبارك الله فيه على ما أفاد
والأمر يبقى أن السائل يجاب عن سؤاله على ما يتبين من حاله
ومدارسة المسائل التي تشكل على طالب العلم أو على غيره مشروعة كما قال تعالى (فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لاتعلمون)
.
وقد تكلم أهل العلم في مسائل كثيرة في باب الصفات بناء على الحاجة لها سواء كان للرد على أهل البدع أو غير ذلك.
¥