تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وكان للطريقة الكتانية ممثلة بمقدميها ومريديها دور كبير في إذكاء روح الجهاد بين الشرائح المغربية ضد الاستعمارين الفرنسي والإسباني، كالشريف عبدالسلام بن الفاضل العلوي، والمجاهدين: ابن مومن بن العود الزموري، ودحد العلمي الزموري وغيرهم. وكذلك عن طريق الرسائل والمحاضرات التي كان يلقيها شيوخها.

ولا تخفى الصلة الوثيقة بين شيوخها وبين الزعيمين موحا وحمو الزياني، ومحمد بن عبدالكريم الخطابي.

أما أثناء نفي الملك محمد الخامس فيما يصطلح عليه بـ: "الأزمة المغربية الكبرى"؛ فقد ألقى زعماء الطريقة الكتانية: محمد المهدي بن محمد الكتاني، ومحمد الباقر بن محمد الكتاني، ومحمد إبراهيم بن محمد الكتتاني عدة بيانات، وأرسلوا عدة رسائل إلى رئيس الجمهورية الفرنسية وهيئة الأمم المتحدة تستنكر نفي الملك محمد الخامس، وتدعو إلى إرجاعه ملكاً على المغرب وإعلان استقلال البلاد.

المدرسة والكلية الكتانية بقسنطينة: بمدينة قسنطينة وعمالتها شرق الجزائر عدة ضرائح ومدارس عليها أوقاف وتوابع، مشهور نسبتها للشرفاء الكتانيين. منها ضريح القطب الصالح مولاي عبدالله بن هادي بن يحيى الثالث الكتاني (تـ490)، وعليه مزارة حافلة، وله شهرة عظيمة، ولهذا الضريح خدام يخدمونه، وبجواره مسجد للخطبة، تصلى فيه الجمعة، وتعقد به الدروس، جدد بناءه "صالح باي" نحو سنة 1197.

وبجوار هذا الضريح والمسجد مدرسة تنسب إليه؛ تسمى "المدرسة الكتانية"، لها أوقاف وناظر، وبها مقابر لبعض أهل العلم وغيره. ومن أهم من درس بهذه المدرسة وجامعها: أبو مدين شعيب التلمساني (تـ589)، والعلامة المفتي المولود بن الموهوب، والشيخ عبدالحميد بن باديس الذي أخذ بها ودرس بجامعها الأعظم.

وفي أوائل القرن الرابع عشر الهجري تحولت هذه المدرسة إلى كلية شرعية باسم "الكلية الكتانية" على يد العلامة المصلح الشيخ عمر بن الحملاوي.

المدرسة الكتانية بالرباط:

تعد المدرسة الكتانية بالرباط أول مدرسة وطنية حرة بعد دخول الاستعمار الفرنسي، كان تأسيسها سنة (1331/ 1914) وكان المقصود منها: تدريس العلوم العصرية الحديثة مع الاعتناء بالدروس الدينية واللغوية، وتزكية المواطنين بالروح الوطنية الخالصة، والأخلاق الإسلامية النبيلة، ومقاومة الاستعمار.

مؤسس المدرسة الكتانية بالرباط هو العلامة الصديق بن محمد الشدادي (تـ1379)، مقدم الطريقة الكتانية بالرباط، ومقرها كان أولاً بالزاوية الكتانية بالرباط، ثم بالزاوية المعطاوية. وقد تخرج منها جملة من العلماء والمثقفين في حقبة الحماية، وكان لهم دور مهم في محاربة المد الثقافي الاستعماري بالمغرب.

وممن درس بهذه المدرسة: محمد بن التهامي الرغاي، وقاسم الحاجي، ومحمد المكي الناصري، ومحمد بن محمد ملين. وكان مديرها المذكور معتنياً باستدعاء كبار العلماء لحضور امتحاناتها وأفواج الخريجين؛ أمثال: العلامة محمد المدني ابن الحسني، والفقيه محمد بن عبدالسلام السائح، والفقيه محمد بن الحسن الحجوي).


(عبدالحي بن عبدالكبير الكتاني: محدث حافظ، وأحد رواد النهضة الحديثية والفكرية في مغرب القرن العشرين، ورجل من رجال التصوف البارزين، يعرف "بالمكتبة المتنقلة".
ولد بفاس في جمادى الثانية عام 1302/ 1883، وأخذ عن كبار علمائها ومن كان يفد على الزاوية الكتانية الكبرى من أعلام المشرق وإفريقيا ورجالاتها السياسيين. وحصل له اغتباط وإقبال على العلوم الحديثية وأدواتها، من اصطلاح وأصول، وفقه وتصوف، وتاريخ بأنواعه، وجرح وتعديل وأنساب، فجعلها عش الغرام، حتى بها عرف واشتهر. واستكتب الكتب الغريبة النادرة من الخزائن المغربية وغيرها، وقيد وضبط، وحبب الله إليه لقاء الشيوخ والمعمرين؛ فكان لهم عليه إقبال، واستكثر من الرواية واستجازة الرحالين والمسندين، وكاتب أهل الآفاق البعيدة؛ فحصل على أمر عظيم في هذا الباب بحيث استجاز أكثر من خمسمائة شيخ في المشرق والمغرب، وانفرد بعلو الإسناد وعلومه في وقته، وكتب في سبيل ذلك كتابه "فهرس الفهارس والأثبات ومعجم المعاجم والمشيخات والمسلسلات ".
وعين بظهير ملكي عام 1320 مع ثلة علماء الطبقة الأولى الذين يقرؤون الحديث بالضريح الإدريسي صبيحة كل يوم، وهو لما يتجاوز عشرين عاماً من عمره.
¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير