تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ولكن جمعًا من هؤلاء الجماهير ينفونها عن الله عز وجل = ينفون الحكمة (حاشاه سبحانه) وليس هذا محل بيانه.

===

فصورة الكرسي وإرادة وجوده = سابقة في ذهن النجار عن فعله، ولولا التصور والإرادة للكرسي ما فعله.

وكذلك كل فاعل متعمّد للفعل= تحصل له إرادة الغاية أو تصور الغاية قبل الفعل.

فبهذا الاعتبار يصح أن نقول

العلة الغائية علة فاعلية للعلة الفاعلية= العلة الغائية سابقة على العلة الفاعلية.

أي بمعنى: حصول صورة الغاية في الذهن = سابق على نفس الفعل.

أو: إرادة الغاية = سابق على نفس الفعل.

وهذا واجب قوله ..

إذ لولا الإرادة والتصور = ما كان ليفعل.

فهذا يعني أن هذا التصور وهذه الإرادة علة للفعل.

لا بمعنى: نفس الغاية (أي ذاتها) سابق في الوجود على نفس فعلها، لأن هذا محال ببداهة العقل.

===================

وأما الإشباه في السؤال فقد وقع من أجل الآتي:

1 - أن السائل لم يحدد مراده بالعلة الغائية، هل يريد نفس العلة الغائية، أم يريد حصول صورتها في الذهن وإرادتها؟؟

2 - أن السؤال على صورته هذه لا سباق له ولا لحاق يفهم منه أي تقييد أو استثناء أو غير ذلك.

===================

تنبيه مهم جدًّا:

معلوم عند الجميع أن اقتطاع جملة من سباقها ولحاقها يوقع هذا الاشتباه كان من كان القائل.

فإن قال قائل:

يقول الله تعالى: (لا تقربوا الصلاة)

ثم قال: وهذا مخالف في ظاهره لقول الله تعالى: (وأقيموا الصلاة).

فإنه يقال له: اقتطاعك الجملةَ الأولى من سباقها ولحاقها حصل بسببه الإشباه على السامع أو القارئ.

فالتقييد قد يحصل من السباق أو اللحاق أو السياق كما هو معلوم ..

ولو قال قائل: إن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (لا توطأ حامل حتى تضع)، فيجب على الزوج أن يعتزل زوجته الحامل إلى أن تضع.

قيل له:

وسبب ورود النص يدخل في النص دخولا أوليًّا.

وإغفالك لسبب الورود = يعني أنك أغفلت جزء النص فحصل بذلك الإشباه.

=================

والناظر في كلام شيخ الإسلام ابن تيمية الذي نقله أخونا عيد يجد سباقه أو لحاقه دالاً دلالة قطعيّة غير محتملة وبصورة فجّة على أن شيخ الإسلام لم يقل (نفس العلة الغائية علة فاعلية للعلة الفاعلية).

بل شيخ الإسلام يقول (وهذا كالنص من كلامه): (حصول صورة العلة الغائية أو إرادة العلة الغائية= علة فاعلية للعلة الفاعلية).

وهذا صحيح، بل يجب القول به على ما سبق شرحه.

وسباق كلام شيخ الإسلام ولحاقه = فيه التقييد المذكور وإغفاله واقتطاع الجملة = مثل من يقول (لا تقربوا الصلاة)، ومثل من يقول (لا توطأ حامل ... ).

فشيخ الإسلام لم يقل كلمة مطلقة كما يقول أخونا عيد، بل كلامه مفصّل مبيّن في نفس سياقه لا من خارجه.

كما كانت جملة (لا تقربوا الصلاة) مفصلة مبينة في نفس سياقها.

=================

ومما سبق يُعلم أنه ليس لشيخ الإسلام في المسألة قولان، كما قال أخونا عيد في أول الموضوع، بل هو قول واحد، وهو قول جماهير العقلاء.

ويمكن أن نعرض كل المنقول عن شيخ الإسلام مع التركيز فيه إذا كان أخونا عيد قد انتهى من الأسئلة والحوار فيأذن بذلك.

والله الموفق وهو وحده المستعان لا رب سواه.

ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[28 - 04 - 08, 08:30 م]ـ

الحمد لله وحده ...

فالحاصل من كلامي هو:

** أن لشيخ الإسلام قولاً واحدًا لا قولين كما قال أخونا عيد.

**أن هذا القول هو: (حصول صورة العلة الغائية في الذهن، أو إرادة العلة الغائية علة فاعلية للعلة الفاعلية).

أي أن الغاية متقدمة في التصور متأخرة في الوجود.

** أن هذا منصوص شيخ الإسلام بشرط عدم اقتطاع كلامه من سياقه، حيث نص على هذا في نفس كلامه.

** أن هذا القول يجب على كل عاقل أن يقول به.

** أن الخطأ هو قول الفلاسفة: (نفس العلة الغائية علة فاعلية للعلة الفاعلية).

وهذا سفه ..

بل نقل شيخ الإسلام عن ابن سينا الضال أنه يقول:

(نفس العلة الغائية سابقة في الذهن)!!! كما في الدرء (10/ 51).

وهذا القول والله لا يمكن للعاقل تصوره فضلا عن القول به، وهو الذي يستنكره شيخ الإسلام ويرد عليه في الدرء.

ـ[عيد فهمي]ــــــــ[28 - 04 - 08, 08:34 م]ـ

كلام طيب لا غبار عليه

والسؤال الثاني:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير