تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[29 - 04 - 08, 10:26 م]ـ

بارك الله فيك يا شيخ فيصل ...

وأرجو من الشيخ عيد إجابة سؤالي ... هل كان يرى أن شيخ الإسلام قائل بقول ابن سينا فكان هذا محل انتقاده ...

ثم رجع عن هذا وبات محل انتقاده نفس قول العبارة وإن كان قائلها يقصد بها معنى صحيحاً (؟؟؟؟)

ـ[عيد فهمي]ــــــــ[29 - 04 - 08, 10:28 م]ـ

بالمثال يتضح المقال

لو قال قائل: ((غاية العبد هي التخلق بأخلاق الله)) وهذا قول معروف لبعض الفلاسفة وغلاة الحلولية، ويروون في ذلك أثرا لا يصح ولا يقوم على ساق

لكن اغتر بهم بعض أرباب السلوك وأهل الفضل فذكر هذا الكلام في كتبه وهو لا يقصد به المعنى الفاسد الذي أراده أولئك بل لو سألته عن مراده هل يقصد الاتصاف بالكبرياء والجبروت وهما من صفات الله؟ فسيقول: لم أقصد ذلك بل قصدت أن نتحلى بالعفو والمغفرة والرحمة وغيرها من صفات الله التي ينبغي أن نتصف بها.

فهل سنقول له: قولك صواب؟

كلا بل يقال له: قصدك حسن، لكن قولك نفسه لا يصح حتى لو قصدت به ذلك لأن من قالوه قصدوا به معنى لا يصح فيكون نفس القول خطأ بغض النظر عن مقصود قائله.

أما المعترض عامله الله بما يستحق فما زال يجتهد كي يستفذني ويخرجني عن النقاش العلمي ولو كان ذلك بالكذب والتدليس الذي لا يحسن غيره.

فقد اقتبس من كلامي ما يوافق هواه وهو قولي:

وأما ابن سينا ونحوه من الفلاسفة فيقولون: بل نفس العلة هي السابقة في الذهن ويقولون: العلةالغائية علة فاعلية للعلة الفاعلية.

فمن قال: العلةالغائية علة فاعلية للعلة الفاعلية. فهو قائل بقول ابن سينا ومن معه، وهو واضح لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد.

وقد قال شيخ الإسلام رحمه الله في رسالته في الزهد والورع:

(ولهذا كانت العلة الغائية علة فاعلية للعلة الفاعلية)

وكرره في غير موضع، ولا أرى فرقا بين نص عبارته ونص عبارة ابن سينا إلا العصبية التي تعمي وتصم، وتضر ولا تنفع

ووقف عند هذا الحد وأعرض عما وراءه، فلم يكمل الكلام؛ لعلمه أنه لو أكمله لظهر فساد سريرته للعيان فبقية كلامي بعد هذا مباشرة:

وقد قال شيخ الإسلام رحمه الله في در التعارض: (وجمهور العقلاء لا يجعلونها علة فاعلية)

فمن جعلها علة فاعلية فقد خالف جمهور العقلاء بغض النظر عما أراد، والأصل في باب العقائد هو وضوح الكلام وتبيينه، والبعد عما فيه خلط أو التباس بغيرهفكلامي كله منصب على الجملة ولم أتعرض لما قصده شيخ الإسلام بها، بل واحترزت عن ذلك بقولي تصريحا: (بغض النظر عما أراد)

وبيّنت بعدها أن محل الاعتراض على كلام موهم وليس على قصد سيئ أو فهم خاطئ فقلت نصا ولفظا: (والأصل في باب العقائد هو وضوح الكلام وتبيينه، والبعد عما فيه خلط أو التباس بغيره)

لكن هذا الـ ... لم يخفَ عليه ذلك بل تعمّد مواراته للتدليس الذي أصبح سمة له في كل ردوده.

وسأكتفي بالكتابة في هذا الموضوع عند هذا الحدّ

فلم أعد أملك مع هذا الـ ... إلا الدعاء واللجوء إلى من يعلم ما في نفسي ونفسه:

اللهم إن فيصل يتعمد إيذائي وليس بيني وبينه سابق معرفة ولا تطاولتُ عليه قبل ذلك ولا لقيتُه في طريق، وأنت أعلم بذلك مني.

اللهم وأنت أعلم بما يخفي صدره، فهو واحد من خلقك، ولن يعجزك هربا

اللهم فاكفنيه بما شئت، وردّ عني أذاه بما شئت، واحفظني من كيده بما شئت.

اللهم إني أعوذ بك من شره، وهمزه ولمزه، وحقده وحسده، وما أنت أعلم به مني.

والحمد لله رب العالمين

ـ[عيد فهمي]ــــــــ[29 - 04 - 08, 11:30 م]ـ

بارك الله فيك يا شيخ فيصل ...

وأرجو من الشيخ عيد إجابة سؤالي ... هل كان يرى أن شيخ الإسلام قائل بقول ابن سينا فكان هذا محل انتقاده ...

ثم رجع عن هذا وبات محل انتقاده نفس قول العبارة وإن كان قائلها يقصد بها معنى صحيحاً (؟؟؟؟) معذرة يا مولانا قد عزمت على عدم الكتابة هنا

لكن لا مانع من التوضيح وتكون آخر مشاركاتي إلا أن يشاء الله

لقد بينت أن شيخ الإسلام وافق قوله قول ابن سينا ونظرائه فهو قائل بذلك القول بغض النظر عن مقصوده

ثم عندما تأمل القول في درء التعارض وعرف عواره وفساده أبطله وبيّن أن جمهور العقلاء لا يجعلون العلّة الغائية علّة فاعلية كما هو صريح ذلك القول

ونحن لم نؤمر بأن نشق عن صدور الناس كما ذكرت قبل ذلك.

فمن قال هذه الجملة فقد قال بقول ابن سينا بغض النظر عن مقصوده.

فإن بيّن لنا أن مقصوده بالعلة الغائية هو تصورها وإرادتها وليس نفس العلة الغائية أعلمناه أن قصده صحيح لكن نفس هذا القول غير صحيح لأن الذين أطلقوه من الفلاسفة أرادوا به معنى باطلا وهو أدلّ على مقصودهم منه على مقصوده، وإن كان مقصودهم باطلا ومقصوده صحيحا

أمّا دعوى أنّي أردت أن شيخ الإسلام أراد بهذه الكلمة نفس ما أراده ابن سينا فلم يكن مني قط

بل كررت كلمة (بغض النظر عن مقصوده) احترازا من ذلك.

فابن تيمية وافقهم في قولهم وهو واضح، أما الموافقة في القصد فأين هو؟

وعندما ذكرت أننا نأخذ بظواهر الناس ونكل سرائرهم إلى الله قصدت نفس الأمر أننا نتعامل مع ظاهر الكلام وليس مع المقصود منه، فإنا لم نؤمر بأن نشق عن صدور الناس

فإذا قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انْظُرْنَا}

فمن قال للنبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بعد نزول هذه الآية: (راعنا) كان قوله خطأ لمشابهته لقول اليهود بغض النظر عن مقصوده؛ لأنا لم نؤمر بأن نشق عن صدره لنعلم مقصوده

والكلام قد زاد وطال ولم أعد أدري هل من يعترض يوافق أصلا على عدم صحّة إطلاق هذه العبارة أم ماذا؟

والله المستعان

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير