ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[30 - 04 - 08, 01:23 ص]ـ
بارك الله فيك ...
اسمع مني يا محب ..
1 - لم أجد عبارة: ((بغض النظر عن مقصوده)) في أصل الموضوع، وكأنك ذكرتَها بعد استدراك الأخ فيصل.
2 - لقد بينتُ أن شيخ الإسلام وافق قوله قول ابن سينا ونظرائه فهو قائل بذلك القول بغض النظر عن مقصوده
هذا الكلام من أعجب ما قرأتُ لك ولم أقرأه لغيرك ...
القول هنا هو اللفظ واللفظ بإزائه معنى ....
فلا يقال: قال شيخ الإسلام بقول ابن سينا إلا إذا كان لفظ شيخ الإسلام ومعناه هو ذاته لفظ ابن سينا ومعناه ...
فإن وافق شيخ الإسلام ابن سينا في اللفظ دون المعنى يُقال وافقه في اللفظ دون المعنى وحينئذٍ تكون الموافقة في العبارة فقط ... وهذا ديدن أهل العلم ... أما أن يقال: وافق قوله قول ابن سينا ونظرائه فهو قائل بذلك القول بغض النظر عن مقصوده
فهذا لا يقوله أحد ولا يصنعه أحد ...
3 - قلتَ: ثم عندما تأمل القول في درء التعارض وعرف عواره وفساده أبطله
وهذا صريح في أنك ترى أن شيخ الإسلام كان أولاً على غير الحق ثم تأمل وعرف العوار بعد أن لم يكن يعرفه وعرف الفساد بعد أن لم يكن يعرفه وأبطل القول بعد أن لم يكن يُبطله ..... فهل عندك في هذا من جواب (؟؟؟)
4 - ونحن لم نؤمر بأن نشق عن صدور الناس كما ذكرت قبل ذلك.
فمن قال هذه الجملة فقد قال بقول ابن سينا بغض النظر عن مقصوده.
اسمح لي يا شيخ عيد فهذا من أبطل الباطل وأفسده .... فأنا أفهم أن من نطق بلفظ يشبه لفظ مبتدع قد ُيمنع من إطلاق اللفظ سداً للذريعة أما أن يقال: ما دام قال بلفظ المبتدع فقد قال بقوله وإن لم يوافقه في اللفظ والمعنى جميعاً فهذا ما لا أعلم أن أحداً يقول به ...
5 - قلتَ: وعندما ذكرت أننا نأخذ بظواهر الناس ونكل سرائرهم إلى الله قصدت نفس الأمر أننا نتعامل مع ظاهر الكلام وليس مع المقصود منه،
وهذا أيضاً من أبطل الباطل وأفسده ....
وظاهر الكلام الذي يتبادر إلى فهم السامع والقارئ شئ،والذي يُريده المتكلم بكلامه شئ آخر .... ومن جعل فهمه لكلام المتكلم حكماً على ما يُريده المتكلم فقد أفسد ولم يُصلح ...
والواجب على كل من نظر في كلام متكلم أن يبذل في وسعه في فهم ما أراد المتكلم بكلامه فإن ظهر له أنه أطلق لفظاً وأراد به معنى معيناً لم يكن لهذا الناظر أن يحاسبه على ظاهر اللفظ دون ما يتضمنه اللفظ من معاني ..
6 - قلتَ: لأنا لم نؤمر بأن نشق عن صدره لنعلم مقصوده
ومن ذا طلب منك أن تشق صدر المتكلم لتعلم مقصوده (؟؟؟)
غاية ما أُمرتَ به أن تتأمل كلام المتكلم: سباقه ولحاقه، وقرائنه اللفظية الداخلية والخارجية ... وأن تجمع كل ذلك في صعيد واحد؛لتعلم مراد المتكلم بكلامه على وجه يسوقك إلى العدل في فهم الكلام ... وتلك سنة خير في فهم كل كلام لكل متكلم من الكلام الإلهي إلى الكلام النبوي مروراً بالكلام البشري العادي ... وهذا أمر بعيد كل البعد عن شق الصدور والسرائر وما إلى ذلك ...
والذي يظهر لي -وقد أكون على خطأ-: أنك ظننتَ الشيخ أخطأ ووافق ابن سينا أولاً .. ثم أبطل قوله لما تبين له خطأه ورجع إلى القول الحق، ثم لما بين لك الشيخ فيصل أن القول من الشيخ متحد صائب في غاية المفارقة لابن سينا=فزعتَ إلى ما ذكرتَ من تخطئة القول بقطع النظر عن مقصوده ...
وهذا مسلك باطل كما بينتُ لك؛لأن القول هو اللفظ والمعنى معاً وقطع القول عن مقصود قائله غير متصور أصلاً إلا إذا وضعت كلمة: القول محل كلمة: اللفظ ... وحينئذ تكون العبارة: لفظه لفظ ابن سينا ...
وهذا لا يتم أيضاً في كلام شيخ الإسلام ... وإن تم فلا يُشتغل به لأن سياق كلامه واضح في مراده ... والشيخ-رحمه الله -كان يخاطب أقواماً لا يشتبه عليهم كلامه ومراده أصلاً ...
فالعيب ليس عليه ... وإنما العيب على من يقطع قوله عن سياقه ثم يقطعه عن معناه ثم يؤاخذه به ...
دمت موفقاً ...
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[30 - 04 - 08, 03:28 ص]ـ
بارك الله فيك ...
اسمع مني يا محب ..
1 - لم أجد عبارة: ((بغض النظر عن مقصوده)) في أصل الموضوع، وكأنك ذكرتَها بعد استدراك الأخ فيصل.
نعم؛ لأنني في أصل الموضوع لم أتعرض لنية شيخ الإسلام ولا لقصده، ولكن لما اعترض المعترض بذلك ذكرت هذه العبارة، بيد أنه ظل يعترض بعدها بنفس الاعتراضات ويقتبس من كلامي ما يؤيد به كلامه معرضا تماما عن هذه الجملة التي تنسف اعتراضاته اللاحقة فهل وضح الأمر؟
وهذا صريح في أنك ترى أن شيخ الإسلام كان أولاً على غير الحق ثم تأمل وعرف العوار بعد أن لم يكن يعرفه وعرف الفساد بعد أن لم يكن يعرفه وأبطل القول بعد أن لم يكن يُبطله ..... فهل عندك في هذا من جواب (؟؟؟)
إن كنت تقصد: (كان على غير الحق) أنه كان يقصد نفس ما قصده ابن سينا فهذا ما لم أقله قط، ولا أظنك تظن ذلك فيّ.
وإن كنت تقصد: (كان على غير الحق) لإطلاقه للكلمة التي أرى عدم صحة إطلاقها بغض النظر عن قصد قائلها، فنعم لكن مثل هذا لا يسمى: (كان على غير الحق) لكن يقال مثلا: قول اشتهر فقاله بغير تحرير فلما تبيّن له عواره تركه بل وردّه وهذا معنى ما قلت في أصل موضوعي
وأكتفي بذلك؛ لأن كل ما ذكرته بعد ذلك يدور في فلك واحد دون أن تبين لي، ولا غيرك ممن شارك:
هل توافقون على عدم صحة إطلاق هذه الكلمة: (العلة الغائية علة فاعلية للعلة الفاعلية) أم لا توافقون؟
فهذا طريق أقصر للوصول إلى الحق لمن أراده فعلا فلماذا لم يسلكه أحد؟
والله المستعان
¥