ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[30 - 04 - 08, 02:11 م]ـ
لكن يقال مثلا: قول اشتهر فقاله بغير تحرير فلما تبيّن له عواره تركه بل وردّه
وهل هذا القول الذي اشتهر فقاله شيخ الإسلام بغير تحري قبل أن يتبين له عواره=هل هو لفظ ابن سينا ومعناه، أم اللفظ دون المعنى (؟؟؟؟)
إن قلت: لفظه ومعناه فقد ثبت أنك كنت تعتقد أن الشيخ يقول بقول ابن سينا على نفس مقصود ابن سينا .. وهو محل إنكار من أنكر عليك ..
وإن قلتَ: بل هو لفظ ابن سينا دون معناه،يقال لك: فهذا أعجب شئ قيل، فإذا كان الشيخ قد قال بلفظ ابن سينا دون معناه فأي عوار ذلك الذي سيتبين له (؟؟؟)
إنما العوار في لفظ ابن سينا ومعناه معاً ....
وإذا كان الشيخ قد قال بلفظ ابن سينا دون معناه فهل يكون قد اتبع المشهور بغير تحرير (؟؟؟؟)
لا بالطبع لأن المشهور الباطل المحتاج للتحرير هو لفظ ابن سينا ومعناه معاً ...
وهذا الباطل الذي تركه شيخ الإسلام ورده بعد أن كان يقول به هل هو لفظ ابن سينا دون معناه أم اللفظ والمعنى (؟؟؟)
الثابت واللائح في كلامك أنه لفظ ابن سينا ومعناه لأنه هو الذي انصب عليه رد شيخ الإسلام، وبالتالي يكون منصوص كلامك أن الشيخ كان يقول بلفظ ابن سينا ومعناه وهذا هو محل إنكار من أنكر عليك ..
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[30 - 04 - 08, 02:22 م]ـ
لا أدري ما العجب والفساد في أن أقول لمن قال ذلك، هذا قول الفلاسفة بغض النظر عن مقصوده؟
فمثلا لو قال واحد من أهل الفضل:
الله موجود في كل الوجود
فأقول له: هذا قول الحلولية بغض النظر عن مقصوده بل مع علمي بأنه لا يقصد ما قصده أهل الحلول
فهل إذا رجع عن قوله لتبينه عوار هذا القول، نقول هذا دليل على أنه كان يقصد المعنى الذي قصده الحلولية؟
ولو قال واحد من اهل الفضل:
الله كان ولا مكان
فأقول له: هذا قول المعطلة بغض النظر عن مقصوده بل مع علمي بأنه لا يقصد ما قصده أهل التعطيل
فهل إذا رجع عن قوله لتبينه عوار هذا القول، نقول هذا دليل على أنه كان يقصد المعنى الذي قصده المعطلة؟
ألم يقل الإمام أحمد عن قولهم: خلق الله آدم على صورته أي صورة آدم أو صورة المضروب
ألم يقل: هذا قول الجهمية؟
أتدري كم من المنتسبين إلى عقيدة السلف قال بهذا القول الذي جعله الإمام قول الجهمية؟
لا أقول لك في عصره ولا قبله، بل هل تدري عدد من قال ذلك من المنتسبين إلى عقيدة السلف بعد الإمام أحمد من لدن أبي بكر بن خزيمة إلى أبي بكر الجزائري مرورا بالعشرات من أهل الفضل؟
فهل نقول: هؤلاء جهمية لأن القول يستلزم اللفظ والمعنى معا كما تقول؟
أم نقول: هؤلاء قالوا بقول الجهمية وإن لم يوافقوهم في مقصودهم، فالجهمية مقصودهم نفي الصورة لنفي الصفات عموما، وهؤلاء مقصودهم نفي تشبيه الله بخلقه مع إثباتهم للصورة والصفات بالأحاديث الأخرى؟
أم أن كلام الإمام أحمد من أعجب العجب وأفسد الفساد؟ ويلزمه ما ذكرت:
بل هو لفظ ابن سينا دون معناه، يقال لك: فهذا أعجب شئ قيل، فإذا كان الشيخ قد قال بلفظ ابن سينا دون معناه فأي عوار ذلك الذي سيتبين له (؟؟؟)
وللتوسع في هذا موضع آخر
والله الموفق
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[30 - 04 - 08, 02:29 م]ـ
وبعيدا عن الوقوف في بنيات الطريق، أقول:
هذا كلامي الأصلي قبل الجدل الذي أكثره عقيم: فقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في مجموع الفتاوى (2/ 30): "والعلة الغائية هي المقصودة التي هي أعلى وأشرف بل هي علة فاعلية للعلة الفاعلية"
وقد كرر شيخ الإسلام رحمه الله هذا المعنى في أكثر من موضع في كتبه وفتاواه.
فقال في مجموع الفتاوى (18/ 309):
"ولهذا كانت العلة الغائية علة فاعلية للعلة الفاعلية"
وفي رسالة الزهد والورع والعبادة (1/ 27):
"ولهذا يقال: العلة الغائية علة فاعلية فإن الإنسان للعلة الغائية بهذا التصور وهذه الإرادة صار فاعلا للفعل وهذه الصورة المرادة المتصورة في النفس هي التي جعلت الفاعل فاعلا فيكون الإنسان متبعا لها"
وتابعه على ذلك تلميذه الحافظ ابن القيم رحمه الله فقال في شفاء العليل (1/ 189): "العلة الغائية علة فاعلية للعلة الفاعلية"
قلت: وهذا القول مشهور في كتب الفلاسفة، وهو خلاف مقتضى العقل وخلاف ما عليه جمهور أهل السنة وعقلاء المتكلمين؛ فإنهم لا يجعلون العلة الغائية علة فاعلية؛ لأن ذلك يستلزم إما التسلسل في العلل وإما الدَّور وكلاهما ممتنع عقلا، ولكنهم يقولون: إن السابق في الذهن هو تصور العلة وإرادتها وليس ذاتها.
وقد خالف شيخ الإسلام رحمه الله قوله السابق وردَّه، بل ونسبه إلى الفلاسفة ـ كما ذكرتُ ـ في درء تعارض العقل مع النقل (5/ 231) فقال:
"وجمهور العقلاء يقولون: السابق هو تصور العلة الغائية وإرادتها. وأما ابن سينا ونحوه من الفلاسفة فيقولون: بل نفس العلة هي السابقة في الذهن ويقولون: العلة الغائية علة فاعلية للعلة الفاعلية. وجمهور العقلاء لا يجعلونها علة فاعلية بل يقولون: تصور الفاعل لها وإرادته لها به صار فاعلا فلولا تصور الغاية والإرادة لها لما كان فاعلا."
وكأنَّ هذا ما انتهى إليه قوله في هذه المسألة والله أعلم، وهو الصواب إن شاء الله تعالى. فهذا نص كلامي الأصلي كما هو بغير زيادة ولا نقصان
فأين الخطأ فيه؟
لقد ذكرت أمورا، فليحدد لي من يناقش ما يخالفني فيه منها حتى لا يصير الجدال عقيما، وأذكرها في نقاط:
1 - قول: (العلة الغائية علية فاعلية للعلة الفاعلية) مشهور في كتب الفلاسفة. (فهل من معترض؟)
2 - جمهور أهل السنة وعقلاء المتكلمين لا يجعلون العلة الغائية علة فاعلية (فهل من معترض؟)
3 - ردَّ شيخ الإسلام هذا القول في درء التعارض ونسبه إلى الفلاسفة (فهل من معترض؟)
4 - نسبة هذا القول إلى الفلاسفة وردّه هو ما انتهى إليه قول شيخ الإسلام في هذه المسألة، والله أعلم، وهو الصواب إن شاء الله تعالى (فهل من معترض؟)
¥