تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

النسائي، وقال صلّى الله عليه وسلّم أيضا:" مَنْ أَحْدَثَ في أَمْرِنا هَذا ما لَيس مِنهُ فَهو رَدٌّ ". رواه البخاريّ ومسلم، وفي رواية لمسلم:" مَنْ عَمِلَ عَمَلاً لَيسَ عَلَيهِ أَمرُنا فَهو رَدٌّ ". قال ابن رجب في جامع العلوم والحكم عند هذا الحديث:" فهذا الحديث يدلُّ بمنطوقه على أنَّ كلَّ عملٍ ليس عليه أمر الشارع فهو مردود، ويدلُّ بمفهومه على أنَّ كلَّ عمل عليه أمره فهو غير مردود، والمراد بأمره هاهنا: دينُه وشرعُه ". فالإحداث في الدين نوعان: ما هو منه ومخرّج على الأصول فهو مقبول وهو من إحياء الشرع وتجديده، والثاني ما ليس منه وهذا هو المردود وهو كلّه ضلالة وسواء في ذلك أن رآها النّاس حسنة أو أن كان لمن أحدثه نيّة حسنة فكم من مريد للخير لم يدركه، فأحاديث رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم تفسّر بعضها فالمحدثة والبدعة والضلالة في الحديث الأوّل هي ما جرت على غير أصل في الشرع وما خلت من مستند ثابت فيه، يفسّره الحديث الثاني، وليس حديث أحقّ بالطاعة من آخر والكلّ وحي، وهذا ما يفهم من قول عمر: "نعمت البدعة" وقول الحسن البصري:"القصص بدعة ونعمت البدعة" وهو قول الشافعي وغيره، رضي اللّه عن المؤمنين.

7ـ أنّه سمّاها بدعة إصطلاحا من عنده ولا مشاحة في الإصطلاح فلربّما خوفا أو شكّا في تصويب فعله أو إلجاما لنفسه حتّى لا تزيّن له صواب إجتهاده، فما أتقاه لربّه وما أخوفه من ذنبه!!

8ـ ربّما أراد عمر رضي اللّه عنه هضم نفسه أو إلزامها الأدب مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم لمّا دعا إلى سنّة القيام وعلى الدوام في ليالي رمضان وذلك خشية أن يكون باجتهاده رضي اللّه عنه قد زاد شيئا على سنّة الرّسول صلّى اللّه عليه وسلّم، فما أعظم إيمانه وأدبه!!

9ـ وأخيرا أنبّه أنّ تعيين المراد باللّغوية في وصفها بالبدعيّة هو قول الجمهور العريض من العلماء المحقّقين قديما وحديثا وفيهم من أصّل لمفهوم البدعة وحدّد تقاسيمها وحارب أهلها، فتذكّره!! واللّه أعلم بالصّواب، وإليه المرجع والمآب.

ـ[توبة]ــــــــ[07 - 05 - 08, 01:24 ص]ـ

سبحان الله كانت لي مشاركة هنا فأين ذهبت؟؟

أهل البلاغة في علم البديع يقولون: "المشاكلة اتحاد اللفظ مع اختلاف المعنى حقيقةً كان أو تقديراً" يعني كأن عمر -رضي الله عنه- خشي أن يقال له: ابتدعت يا عمر، فقال: "نعمت البدعة" إن كانت هذه بدعة فنعمت البدعة، وهذا تقدير،

استدلال الشيخ حفظه الله - بعيد جدا و تقدير في غير محله،و هذا واضح جلي لكل من تأمل في كلامه.

ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[07 - 05 - 08, 01:31 ص]ـ

@ ما ذكره الشيخ عبد الكريم حفظه اللّه كلام خطأ لا يستقيم أرجو من الشّيخ مراجعته ثمّ مسحه وأسأل اللّه أن يغفر له، فقد خرج كلامه على حدّ قول الشافعي رضي اللّه عنه: رام نفعا من غير قصد * ومن البرّ ما يكون عقوقا

وأعني به دعوى ثبوت المشاكلة في الكتاب والسنّة واستدلاله بآية الشورى 40 وآية التوبة67 كمثال على ذلك، وهل هذا إلاّ ما يريده أهل التحريف في الصّفات وأصحاب اللّعب بالتأويل فإذا ما حوججوا تذرّعوا بالمشاكلة؟! أليس هذا ممّا يفرح به أهل البدعة في كلّ زمان ومكان؟!

فما هذا الذي هو ثابت في الكتاب والسنّة؟! أهو التحريف لآيات الصفات واللّعب فيها بالتأويل خشية التشبيه تحت غطاء المشاكلة؟! أهو أن يثبت الفعل الإختياري للّه عزّ وجلّ بصريح في المعنى من لغة العرب ثمّ نحرّفه بدعوى المشاكلة؟! أهو أن يخبر المولى عن نفسه أنّه نسي من نسيه عدلا منه وجزاء وله في ذلك الحكمة البالغة والنّسيان هنا بمعنى الترك كما في لغة العرب، ثمّ ندّعي أنّ النسيان من العبد معلوم والنسيان من اللّه ظاهره غير مراد؟! أفلا يقدر الربّ العظيم ترك من تركه وقد يفعل العبد الضعيف ذلك؟! خاب الظنّ في مخمصة الشيطان، وأسأل اللّه العفو والعافية.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير