تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب، وإن العالم ليستغفر له من في السموات ومن في الأرض، وكل شيء حتى الحيتان في جوف الماء، إن العلماء ورثة الأنبياء، إن الأنبياء لم يورثوا دينارا، ولا درهما، وأورثوا العلم فمن أخذه أخذ بحظ وافر» وعن عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: سألت أبي رحمه الله عمن طلب العلم ترى له أن يلزم رجلا عنده علم، فيكتب عنه أو ترى أن يرحل إلى المواضع التي فيها العلم فيسمع منهم؟، قال: يرحل يكتب عن الكوفيين والبصريين، وأهل المدينة ومكة يشام الناس يسمع منهم.

وعن عبد الرحمن بن محمد بن حاتم، قال بلغني أن إبراهيم بن أدهم، قال: إن الله تعالى يرفع البلاء عن هذه الأمة برحلة أصحاب الحديث. وعن الشعبي، قال: «لو أن رجلا سافر من أقصى الشام إلى أقصى اليمن فحفظ كلمة تنفعه فيما يستقبله من عمره رأيت أن سفره لا يضيع»

فالرحلة لطلب العلم سنة الأنبياء والصحابة والتابعين تظهر قدر العلم في نفس الطالب وتحمل المشاق من أجله ومكابدة طول الغربة والبعد عن الأهل والأحباب فهذا مما يبرز قيمة العلم عند الإمام مما له الأثر البالغ في حياته رحمه الله في سعيه الحثيث لبناء المساجد والمدارس ونشر العلم بين الناس مدة خمسا وعشرين سنة والتكفل بطلبة العلم والبعثات العلمية إلى تونس و مصر والشام والحجاز. وبلغ عدد الطلبة 161 طالب والصراع المستميت مع الحكومة الصليبية المحتلة للمطالبة بحرية التدريس والتعليم.

قال رحمه الله:" .. ولن يرجى لهم أي المسلمين ـ شيء من السعادة الإسلامية إلا إذا أقبلوا على التعليم الديني فأقاموه في مساجدهم كما يقيمون الصلاة وكما كان النبي صلى الله عليه وسلم يفعل من إقامتها بمسجده .. لما كانت الحاجة إليه عامة فوجوب إقامته وجوب عام على الأمة بجميع طبقاتها، ولا يسقط الوجوب عن أحد إلا إذا قام بالتعليم أهله فكفوا الباقين، ومن الواجب على المتولي أمر العامة أن يبعث فيها من يعلمها أمر دينها كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يفعل، فإذا قصر ذلك المتولي كان على الجماعة أن تقوم به، فإن قصرت لحق الإثم كل فرد .. لابد للجزائر من كلية دينية يتخرج منها فقهاء بالدين، يعلمون الأمة أمر دينها ..

وقال:" .. لا بقاء للإسلام إلا ببقاء علومه ولا بقاء لعلومه إلا بوجود من يتعلمها ويعلمها.

فرحل الإمام فلقي فحول الرجال أئمة الإسلام كالعلامة محمد النخلي القيرواني ت 1342 والعلامة الملقب بشيخ الإسلام محمد الطاهر بن عاشور ت 1393 وتخرج من الزيتونة بشهادة التطويع العالمية ولم يكتف بما سمعه من الزيتونة فاستزاد من العلم بما فتح الله عليه حتى بلغ من العلم على ما أبداه على طرق التعليم في الزيتونة كما سيأتي بحول الله.

وطار به الشوق إلى حج بيت الله الحرام فحجّ وبعد الحج اتصل بعلماء الحرمين فسمع منهم وأجازوه منهم العلامة المحدث حسين الهندي، وذات الوقت كان الإمام يلقي دروسا بالمسجد النبوي

يا ليتنا نقف على أسماء طلبة الشيخ بالمدينة وبعد عودته إلى الجزائر عملا بنصيحة العلامة المحدث حسين الهندي رحمه الله تعالى مر بالقاهرة فاجتمع بالعلامة المحدث محمد بخيث المطيعي رحمه الله وسلمه كتابا من شيخه العلامة حمدان فكتب له الشيخ بخيث إجازة بخط يده موجودة في دفتر إجازات الإمام

ولما رجع إلى الجزائر جلس للتدريس فأولى عنايته بالقرآن والحديث والتوحيد والأصول والآداب وعلوم العربية.

فأملى تفسير القرآن العظيم في خمس وعشرين سنة بالجامع الأخضر بقسنطينة فأتمه في الثالث عشر من ربيع الثاني عام 1357، تتجلى بوضوح شخصية المفسر البصير بكلام الله تعالى أملاه إملاء ليس بين يديه كتاب غير كتاب الله تعالى. يقول صاحبه العلامة الإمام محمد البشير الإبراهيمي رحمه الله تعالى:"أتم الله نعمته على القطر الجزائري بختم الأستاذ عبد الحميد بن باديس لتفسير كتاب الله الكريم درسا على الطريقة السلفية، وكان إكماله إياه على هذه الطريقة في خمس وعشرين سنة متواليات مفخرة مدخرة لهذا القطر وبشرى عامة لدعاة الإصلاح الديني في العالم الإسلامي كله .. وإذا كان من دواعي الغبطة ختم تفسير القرآن على هذه الطريقة في القطر الجزائري، فإن من دواعي الأسف أنه لم ينتدب من مستمعي هذه الدروس من يقيدها ولو وجد من يفعل ذلك لربحت هذه الأمة ذخرا لا يقوم بمال

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير