ـ[أمجد الفلسطينى]ــــــــ[20 - 01 - 09, 11:26 م]ـ
وقال الإمام أبو إسحاق الشاطبي رحمه الله في الموافقات 147/ 1:
"أن يتحرى كتب المتقدمين من أهل العلم المراد فإنهم أقعد به من غيرهم من المتأخرين وأصل ذلك التجربة والخبر.
أما التجربة فهو أمر مشاهد في أي علم كان فالمتأخر لا يبلغ من الرسوخ في علم ما يبلغه المتقدم وحسبك من ذلك أهل كل علم عملي أو نظري فأعمال المتقدمين -في إصلاح دنياهم ودينهم- على خلاف أعمال المتأخرين وعلومهم في التحقيق أقعد فتحقق الصحابة بعلوم الشريعة ليس كتحقق التابعين والتابعون ليسوا كتابعيهم وهكذا إلى الآن ومن طالع سيرهم وأقوالهم وحكاياتهم أبصر العجب في هذا المعنى.
وأما الخبر ففي الحديث: "خير القرون قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم" وفي هذا إشارة إلى أن كل قرن مع ما بعده كذلك وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم: " أول دينكم نبوة ورحمة ثم ملك ورحمة ثم ملك وجبرية ثم ملك عضوض" ولا يكون هذا إلا مع قلة الخير وتكاثر الشر شيئا بعد شيء ويندرج ما نحن فيه تحت الإطلاق.
وعن ابن مسعود أنه قال: "ليس عام إلا الذي بعده شر منه لا أقول عام أمطر من عام ولا عام أخضب من عام ولا أمير خير من أمير ولكن ذهاب خياركم وعلمائكم ثم يحدث قوم يقيسون الأمور برأيهم فيهدم الإسلام ويثلم".
ومعناه موجود في "الصحيح" في قوله: "ولكن ينتزعه مع قبض العلماء بعلمهم فيبقى ناس جهال يستفتون فيفتون برأيهم فيَضلون ويُضلون".
وقال عليه السلام: "إن الإسلام بدأ غريبا وسيعود غريبا كما بدأ فطوبى للغرباء ". قيل: من الغرباء؟ قال: "النزاع من القبائل ".
وفي رواية: قيل: ومن الغرباء يا رسول الله؟ قال: "الذين يصلحون عند فساد الناس ".
وعن أبي إدريس الخولاني: "إن للإسلام عُرى يتعلق الناس بها وإنها تمتلخ عروة عروة".
وعن بعضهم: "تذهب السنة سنة سنة كما يذهب الحبل قوة قوة".
وتلا أبو هريرة قوله تعالى: "إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ" ثم قال: "والذي نفسي بيده ليخرجن من دين الله أفواجا كما دخلوا فيه أفواجا ".
وعن عبد الله قال: "أتدرون كيف ينقص الإسلام؟ " قالوا: نعم كما ينقص صبغ الثوب وكما ينقص سِمَن الدابة فقال عبد الله: "ذلك منه".
ولما نزل قوله تعالى: "اليوم أكملت لكم دينكم" بكى عمر فقال عليه السلام له "ما يبكيك؟ " قال: يا رسول الله إنا كنا في زيادة من ديننا فأما إذا كمل فلم يكمل شيء قط إلا نقص فقال عليه السلام: "صدقت".
والأخبار هنا كثيرة وهي تدل على نقص الدين والدنيا وأعظم ذلك العلم فهو إذًا في نقص بلا شك.
فلذلك صارت كتب المتقدمين وكلامهم وسيرهم أنفع لمن أراد الأخذ بالاحتياط في العلم على أي نوع كان وخصوصا علم الشريعة الذي هو العروة الوثقى والوَزَر الأحمى وبالله تعالى التوفيق". ا. هـ
ـ[أبو حفص ماحية عبد القادر]ــــــــ[28 - 03 - 09, 11:08 ص]ـ
بارك الله فيك و حماك و أثابك الحسنى و رعاك
فكل من لزم الإنصاف و جانب طريق الإعتساف و حكّم الشرع و تحاكم إليه و لزم السنة الصحيحة و اللغة الفصيحة و ألغى الهوى و تخلى قال بالحق و لو على نفسه؛ و هذا تالله ظاهر في علماء الملة و أئمة الشرعة كابن حزم و شيخ الإسلام و من سبقهم من أطواد العلم و الدين و ممن جاء بعدهم من أهل الرسوخ و التقوى.
و قد مررت بكلام شبيه بهذا حذو القذة بالقذة إلاّ يسيرا لبن حزم رحمه الله تعالى و أعلى درجته و سائر المؤمنين في كتابه الفصل في الملل و الفرق و النحل.
و ربّما أنقله قريبا حتى تزيد الفائدة و تكثر العائدة.
أسأل الله تعالى أن يبارك عليكم و أن يمتعكم بأسماعكم و أبصاركم و يعصمكم من الهوى.
وفقكم الله و رعاكم و سددكم و أصاب بكم
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.