[المزيد على خلاصة المستفيد من القول المفيد]
ـ[أبو بكر التونسي]ــــــــ[05 - 02 - 09, 05:30 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أما بعد، فهذه بعض الفوائد من كتاب القول المفيد على كتاب التوحيد للشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى وهي استكمال لعمل الشيخ على الفضلي -جزاه الله خيرا- في خلاصته الماتعة.
فأسأل الله تبارك وتعالى أن ينفع بها وأن يكتب لنا الأجر إنه ولي ذلك و القادر عليه.
الفائدة الأولى: معان "الأمة" في القرآن
قال رحمه الله تعالى:
[وتطلق الأمة في القرآن على أربعة معان:
أ- الطائفة: كما في هذه الآية.
ب- الإمام، ومنه قوله تعالى: {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتاً لِلَّهِ} [النحل: من الآية120].
ج- الملة: ومنه قوله تعالى: {إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ} [الزخرف: من الآية22].
د- الزمن: ومنه قوله تعالى: {وَادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ} [يوسف: من الآية45].اهـ
الفائدة الثانية: لا يلزم من ثبوت الفضل للشيء أن يكون غير واجب
باب فضل التوحيد وما يكفر من الذنوب
قال رحمه الله تعالى في:
وهنا ذكر المؤلف فضل التوحيد، ولا يلزم من ثبوت الفضل للشيء أن يكون غير واجب، بل الفضل من نتائجه وآثاره. ومن ذلك صلاة الجماعة ثبت فضلها بقوله صلى الله عليه وسلم " صلاة الجماعة أفضل من صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة "متفق عليه. ولا يلزم من ثبوت الفضل فيها أن تكون غير واجبة، إذ إن التوحيد أوجب الواجبات، ولا تقبل الأعمالإلا به، ولا يتقرب العبد إلى ربه إلا به، ومع ذلك، ففيه فضل. اهـ
الفائدة الثالثة: الشهادة لا تكون الا عن علم سابق
قال رحمه الله في نفس الباب:
قوله: " من شهد أن لا إله إلا الله ": الشهادة لا تكون إلا عن علم سابق، قال تعالى: {إِلاَّ مَنْ شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} وهذا العلم قد يكون مكتسبا وقد يكون غريزيا.
فالعلم بأنه لا إله إلا الله غريزي، قال صلى الله عليه وسلم " كل مولود يولد على الفطرة ".
وقد يكون مكتسبا، وذلك بتدبر آيات الله، والتفكر فيها. اهـ
الفائدة الرابعة: ما أضافه الله لنفسه
قال رحمه الله في نفس الباب:
واعلم أن ما أضافه الله إلى نفسه ينقسم إلى ثلاثة أقسام:
الأول: العين قائمة بنفسها، وإضافتها إليه من باب إضافة المخلوق إلى خالقه، وهذه الإضافة قد تكون على سبيل عموم الخلق; كقوله تعالى: {وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً مِنْهُ} 1 وقوله تعالى: {إِنَّ أَرْضِي وَاسِعَةٌ} وقد تكون على سبيل الخصوص لشرفه، كقوله تعالى: {طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ} وكقوله تعالى: {نَاقَةَ اللَّهِ وَسُقْيَاهَا} وهذا القسم مخلوق.
الثاني: أن يكون شيئا مضافا إلى عين مخلوقة يقوم بها، مثاله قوله تعالى: {وَرُوحٌ مِنْهُ} فإضافة هذه الروح إلى الله من باب إضافة المخلوق إلى خالقه تشريفا، فهي روح من الأرواح التي خلقها الله، وليست جزء أو روحا من الله، إذ إن هذه الروح حلت في عيسى عليه السلام، وهو عين منفصلة عن الله، وهذا القسم مخلوق أيضا.
الثالث: أن يكون وصفا غير مضاف إلى عين مخلوقة.
مثال ذلك قوله تعالى: {إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالاتِي وَبِكَلامِي}.
فالرسالة والكلام أضيفا إلى الله من باب إضافة الصفة إلى الموصوف، فإذا أضاف الله لنفسه صفة، فهذه الصفة غير مخلوقة، وبهذا يتبين أن هذه الأقسام الثلاثة: قسمان منها مخلوقان، وقسم غير مخلوق.
فالأعيان القائمة بنفسها والمتصل بهذه الأعيان مخلوقة، والوصف الذي لم يذكر له عين يقوم بها غير مخلوق، لأنه يكون من صفات الله، وصفات الله غير مخلوقة.
وقد اجتمع القسمان في قوله: "كلمته، وروح منه"; فكلمته هذه وصف مضاف إلى الله، وعلى هذا، فتكون كلمته صفة من صفات الله. وروح منه: هذه أضيفت إلى عين; لأن الروح حلت في عيسى، فهي مخلوقة. اهـ
الفائدة الخامسة: مفتاح الجنة: لا إله إلا الله
قال رحمه الله: قال بعض السلف عند قول النبي صلى الله عليه وسلم " مفتاح الجنة: لا إله إلا الله ": (لكن من أتى بمفتاح لا أسنان له لا يفتح له).
قال شيخ الإسلام: إن المبتغي لا بد أن يكمل وسائل البغية، وإذا أكملها حرمت عليه النار تحريما مطلقا، فإذا أتى بالحسنات على الوجه الأكمل، فإن النار تحرم عليه تحريما مطلقا، وإن أتى بشيء ناقص، فإن الابتغاء فيه نقص، فيكون تحريم النار عليه فيه نقص، لكن يمنعه ما معه من التوحيد من الخلود في النار، وكذا من زنى، أو شرب الخمر، أو سرق، فإذا فعل شيئا من ذلك ثم قال حين فعله: أشهد أن لا إله إلا الله أبتغي بذلك وجه الله، فهو كاذب في زعمه، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن "فضلا عن أن يكون مبتغيا وجه الله.
وفي الحديث رد على المرجئة الذين يقولون: يكفي قول: لا إله إلا الله، دون ابتغاء وجه الله. وفيه رد على الخوارج والمعتزلة، لأن ظاهر الحديث أن من فعل هذه المحرمات لا يخلد في النار، لكنه مستحق للعقوبة، وهم يقولون: إن فاعل الكبيرة مخلد في النار. اهـ
يتبع ان شاء الله