تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[كلام السلف في إثبات الصفات الاختيارية (كان ولم يزل)]

ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[04 - 03 - 09, 03:46 م]ـ

[كلام السلف في إثبات الصفات الاختيارية (كان ولم يزل)]

إن الحمد لله, نحمده ونستعينه ونستغفره, ونعوذ بالله من شرور أنفسنا, وسيئات أعمالنا, من يهده الله فلا مضل له, ومن يضلل الله فلا هادي له, وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له؛ وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أما بعد:

من المسائل المهمة التي قررها السلف في باب الأسماء والصفات إثبات أن الله كان متصفا بصفات الكمال ولا يزال متصفا بها؛ ومن ذلك الصفات الفعلية – الاختيارية - التي مرجعها إلى مشيئته واختياره.

وقد ضل في هذه المسألة أهل الكلام فالجهمية ردت الأسماء والصفات والمعتزلة أثبتت الأسماء وردت الصفات؛ والكلابية والأشاعرة أنكروا اتصاف الله بالصفات الفعلية والاختيارية والكرامية اثبتت الصفات الاختيارية لله كالكلام ولكن أثبتت اتصافه بذلك بعد أن كان غير متصف بها.

وقد هدى الله أهل السنة للقول الحق الفصل بين هذه الطوائف؛كما قال الطحاوي في عقيدته: ما زال بصفاته قديما قبل خلقه لم يزدد بكونهم شيئا لم يكن قبلهم من صفاته وكما كان بصفاته أزليا كذلك لا يزال عليها أبديا ليس بعد خلق الخلق استفاد اسم الخالق ولا بإحداث البرية استفاد اسم الباري له معنى الربوبية ولا مربوب ومعنى الخالقية ولا مخلوق ,وكما أنه محيي الموتى بعدما أحياهم استحق هذا الاسم قبل إحيائهم كذلك استحق اسم الخالق قبل إنشائهم.

وقد جمعت بعض أقوال أئمة أهل السنة في هذه المسألة (كان ولم يزل) وهذه المسألة ترتبت على مسألة إثبات الصفات الفعلية لله التي أنكرها كثير من أهل الكلام ويسمونها بمسألة حلول الحوادث وقد اعترف الرازي من أئمة الأشاعرة: بأن أكثر العقلاء يقولون بقيام الحوادث بالرب وإن أنكروه باللسان.

درء التعارض (1

336)

وقال شيخ الإسلام: فإن الرازي وإن قرر في كتبه الكلامية كالأربعين و نهاية العقول وغيرهما: امتناع حوادث لا أول لها كما تقدم تقريره واعتراض إخوانه عليه فهو نفسه في كتب أخرى يقدح في هذه الأدلة ويقرر وجوب دوام الفاعلية وامتناع حدوث الحوادث بلا سبب وامتناع حدوثها في غير زمان ويجيب عن كل ما يحتج به في هذه الكتب كما فعل ذلك في كتاب المباحث المشرقية وغيره.

درء التعارض (4

227)

ونقل الحافظ ابن حجر اعتراف الرازي في المطالب العالية بأن قول من قال: أنه تعالى متكلم بكلام يقوم بذاته وبمشيئته واختياره هو أصح الأقوال نقلاً وعقلاً.

الفتح (13

455)

والآمدي كذلك اعترف أن حجج أصحابه ضعيفة في منع قيام الصفات الاختيارية بالله قال: "وقد احتج أهل الحق على امتناع قيام الحوادث به بحجج ضعيفة: الأولى…".

درء التعارض (2

195)

والله هو الموفق والهادي للحق والصواب.

1 - عبد الله بن عباس رضي الله عنهما

أخرج البخاري في صحيحه عن المنهال عن سعيد بن جبير قال قال رجل لابن عباس

: إني أجد في القرآن أشياء تختلف علي؟ - وذكر منها - قال {وكان الله غفورا رحيما} / النساء 96 /. {عزيزا حكيما} / النساء 56 /

{سميعا بصيرا} / النساء 58 / فكأنه كان ثم مضى فقال ابن عباس: سمى نفسه بذلك وذلك قوله أي لم يزل كذلك فإن الله لم يرد شيئا إلا أصاب به الذي أراد فلا يختلف عليك القرآن فإن كلا من عند الله.

رواه البخاري - كتاب التفسير- تفسير سورة فصلت.

2 - جعفر الصادق

روى الثعلبى فى تفسيره بإسناده عن جعفر بن محمد الصادق رضي الله عنه أنه سئل عن قوله تعالى {أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا} لم خلق الله الخلق؟ فقال: لأن الله كان محسنا بما لم يزل فيما لم يزل إلى ما لم يزل فأراد الله أن يفيض إحسانه إلى خلقه وكان غنيا عنهم لم يخلقهم لجر منفعة ولا لدفع مضرة ولكن خلقهم وأحسن إليهم وأرسل إليهم الرسل حتى يفصلوا بين الحق والباطل فمن أحسن كافأه بالجنة ومن عصى كافأه بالنار.

مجموع الفتاوى (5

538)

3 - الإمام أحمد

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير