تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[نفي النقائص عن الله يكون بالسمع والعقل خلافا لبعض الأشاعرة]

ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[15 - 03 - 09, 05:57 م]ـ

[نفي النقائص عن الله يكون بالسمع والعقل خلافا لبعض الأشاعرة]

إن الحمد لله, نحمده ونستعينه ونستغفره, ونعوذ بالله من شرور أنفسنا, وسيئات أعمالنا, من يهده الله فلا مضل له, ومن يضلل الله فلا هادي له, وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له؛ وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أما بعد:

إثبات الكمال لله تعالى ونفي النقائص عنه سبحانه من العلوم الضرورية ويدل عليه العقل والشرع والفطرة؛ومن المسائل التي ذهب إليها بعض الأشاعرة قول بعضهم من أن نفي الآفات والنقائص عن الله لم يعلم إلا بالإجماع لم يعلم بالعقل ولا بالشرع كما نص عليه الجويني وتبعه الرازي والآمدي ثم زاد الأمر بلة أنهم زعموا أن دلالة الإجماع ظنية فكان حقيقة قولهم أن لا دليل على نفي النقائص والآفات عن الله فكان الأمر بعد ذلك أن جوزوا عليه فعل كل قبيح؛ وهذه المسألة من أشنع المسائل في مذهب الأشاعرة.

نص كلام الجويني

قال أبو المعالي الجويني في الإرشاد (74):فإن قيل من أركان دليلكم استحالة اتصاف الباري تعالى بالآفات المضادة للسمع والبصر فما الدليل على ذلك؟ قلنا: هذا مما كثر فيه كلام المتكلمين ولا نرتضي مما ذكروه في هذا المدخل إلا الالتجاء إلى السمع إذ قد أجمعت الأمة وكل من آمن بالله تعالى على تقدس الباري تعالى عن الآفات والنقائص فإن قيل: الإجماع لا يدل عقلا وإنما دل السمع على كونه دليلا والسمع وإن تشعبت طرقه فمآله كلام الله تعالى وهو الصدق وقوله الحق والأفعال لا تدل على ثبوت الكلام بل سبيل إثباته كسبيل إثبات السمع والبصر كما سنذكره فلو وقعت الطلبة في الكلام نفسه وأسندنا إثباته إلى نفي الآفة ثم رجعنا في نفي الآفة إلى الإجماع الذي لا يثبت إلا بالكلام لكنا محاولين إثبات الكلام بما لا يثبت إلا بعد العلم بالكلام عليه وذلك نهاية العجز.

قال ابن القيم: وهكذا باب التوحيد وإثبات الصفات فإن في الفطرة الإقرار بالكمال المطلق الذي لا نقص فيه للخالق سبحانه ولكن معرفة هذا الكمال على التفصيل مما يتوقف على الرسل وكذلك تنزيهه عن النقائص والعيوب هو أمر مستقر في فطر الخلائق خلافا لمن قال من المتكلمين أنه لم يقم دليل عقلي على تنزيهه عن النقائص وإنما علم بالإجماع ...

قبحا لهاتيك العقول فإنها ... عقال على أصحابها ووبال ...

فليس في العقول أبين ولا أجلى من معرفتها بكمال خالق هذا العالم وتنزيهه عن العيوب والنقائص وجاءت الرسل بالتذكرة بهذه المعرفة وتفصيلها وكذلك في الفطر الإقرار بسعادة النفوس البشرية وشقاوتها وجزائها بكسبها في غير هذه الدار

شفاء العليل (302)

قال شيخ الإسلام: والمقصود هنا أن ثبوت الكمال له ونفى النقائص عنه مما يعلم بالعقل.

وزعمت طائفة من أهل الكلام كأبي المعالي والرازي والآمدى وغيرهم أن ذلك لا يعلم إلا بالسمع الذي هو الإجماع وأن نفى الآفات والنقائص عنه لم يعلم إلا بالإجماع وجعلوا الطريق التي بها نفوا عنه ما نفوه إنما هو نفى مسمى الجسم ونحو ذلك وخالفوا ما كان عليه شيوخ متكلمة الصفاتية كالأشعرى والقاضي وأبى بكر وأبى إسحاق ومن قبلهم من السلف والأئمة في إثبات السمع والبصر والكلام له بالأدلة العقلية وتنزيهه عن النقائص بالأدلة العقلية.

مجموعة الرسائل والمسائل (2

197)

وقال شيخ الإسلام عن الرازي: وقد ذكر في أعظم كتبه نهاية العقول أنه ليس في هذه المسألة دليل عقلي على النفي فلا يمكنه أن يقيم عليهم فيها دليلا عقليا وغاية ما اعتصم فيها بما ادعاه من الإجماع على أن سبحانه وتعالى غير موصوف بالنقائص وإن الحادث إن كان صفة كمال فقد كان قبل ذلك ناقصا وإن لم يكن صفة كمال فالإجماع منعقد على أنه تعالى لا يوصف بغير صفة الكمال وقد تكلمنا على ما ذكر في غير هذا الموضع وإذا لم يكن في ذلك دليل عقلي لم يصح أن يكون ذلك معارضا لما يقول المنازع إنه معلوم بالفطرة الضرورية.

بيان تلبيس الجهمية (1

303)

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير