تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[نسبة كتاب السيف الصقيل في الرد على ابن زفيل للسبكي]

ـ[العوضي]ــــــــ[21 - 01 - 09, 04:15 م]ـ

الحمد لله وكفى وصلاة وسلاماً على عباده الذين اصطفى وبعد:

فقد شكك كثير من الباحثين في صحة نسبة كتاب السيف الصقيل في الرد على ابن زفيل! لعلي بن عبد الكافي السبكي؛ وقد رغب بعض الإخوة أن أنقل ما كتبته حول نسبة الكتاب في هذا الملتقى لتعم الفائدة، وسيكون الكلام حول الكتاب، في ضوء ما يلي:

أولاً: نسخ الكتاب المخطوطة:

الكتاب له نسختان خطيتان:

الأولى: النسخة الخطية المحفوظة بالمكتبة الخالدية بمدينة القدس برقم: (4436)، وتقع في 25 لوحة، وهي من (81 - 105) ضمن مجموع بخط المؤلف نفسه، وقد وقفت على هذه النسخة الخطية النادرة وقمت بتصوريها.

الثانية: نسخة مخطوطة بعنوان: (الرد على نونية ابن قيم الجوزية)، وهي محفوظة ضمن الخزانة التيمورية برقم: (358)، وهي منقولة من النسخة الأولى التي بخط المؤلف، وقد نُسخت سنة 1318هـ.

ثانياً: موضوع الكتاب:

الكتاب في أصله ردٌ على نونية العلاّمة ابن قيم الجوزية – رحمه الله-، ولكنَّ مؤلفه لم يستوف النونية كاملة، وإنما أورد مقتطفات منها للردّ عليها، وقد ظهر جلياً في أسلوب المصنف الضعفُ في الحجة والبيان، والتناقض الظاهر في عباراته، وافتقاده لأصول المناظرة والجدل؛ ولذا فإن المعلِّق عليه اعتذر عن ذلك بقوله: ((والتقي السُّبْكي أوجز في رده مكتفياً بلفت النظر إلى كلمات الناظم الخطرة في الغالب بدون أن يناقشه فيها كثيراً)).

ثالثا: تحقيق نسبة الكتاب لأبي الحسن لسبكي:

كتاب الرد على نونية ابن القيم والمسمّى: بالسيف الصقيل في الرَّد على ابن زفيل تتحقق نسبته لأبي الحسن السُّبْكي لِما يلي:

أ- الكتاب مكتوبٌ بخط السُّبْكي نفسه، وذلك من خلال معرفتي بخطه جيداً، ومقارنته بالمخطوطات الأخرى، الثابت نسبتها إليه والمكتوبة بخطه، ومما يؤيد ذلك ما ذكره الزركلي في الأعلام عند ترجمته لأبي الحسن السُّبْكي حيث عدّ السيف الصقيل من مؤلفاته وقال: ((رأيته بخطه في 25 ورقة في المكتبة الخالدية بالقدس)) وهذه النسخة التي عَنَاها الزركلي هي التي بين أيدينا، وتقدّم الإشارة لها.

ب- كتابة المخطوط كانت في زمن مؤلفه سنة 749هـ أي قبل وفاة السُّبْكي بسبع سنوات تقريباً، قال السُّبْكي: ((شرعتُ فيه يوم السبت الرابع والعشرين من صفر سنة 749، وفرغت منه يوم السبت مستهل شهر ربيع الأول من السنة)).

ويُلحظ أيضاً تردد السُّبْكي في إكمال الكتاب فقد ختم كتابه في يوم السبت مستهل شهر ربيع الأول سنة تسع وأربعين وسبع مائة، ثم استأنف الكتابة في نفس اليوم، وانتهى منه في ذلك اليوم! كما في المخطوط

ج- نَسب الكتابَ للسُّبْكي الزبيديُّ في ((إتحاف السادة المتقين شرح إحياء علوم الدين))، ونقل منه في مواطن كثيرة من كتابه، وممن نسبه إليه الزركلي -كما تقدم-، وكذلك كارل بروكلمان في تاريخ الأدب العربي.

د- أسلوب ومنهج الكتابة الذي تميز به السُّبْكي لا يكاد يختلف في هذا الكتاب عن بقية كتبه، وهذا جليٌ لمن أدام النظر فيها، وإنْ كان في هذا الكتاب قد جاوز مصنفُه القنطرةَ في النبز وكيل الشتائم!!.

رابعاً: المشككون في صحة نسبة الكتاب للسُّبْكي:

شكك بعض أهل العلم في ثبوت نسبة كتاب: السيف الصقيل للسُّبْكي كأبي المعالي الألوسي (1) في «غاية الأماني» (2) ووافقه بعض المعاصرين في ذلك (3).

ولعلي أُجمل أسباب تشكيكهم في نسبة الكتاب بما يلي:

1 - لم ينسب هذا الكتاب أحدٌ من المُترجمين المعاصرين لأبي الحسن السُّبْكي، مع استفاضتهم في ترجمته وتقصي مصنفاته كابنه عبد الوهاب في طبقات الشافعية الكبرى (4)، أو ترجمته التي أفردها لوالده في كتابه: «إعلام الأعلام بمناقب شيخ الإسلام قاضي القضاة علي السُّبْكي» (5) وكذلك صلاح الدين الصفدي – أبرز تلاميذ السُّبْكي- في كتابيه «أعيان العصر» (6)، و «الوافي بالوفيات» (7)، وهذان – أعني عبد الوهاب السُّبْكي وصلاح الدين الصفدي - هما أكثر من استوعب مصنفات أبي الحسن السُّبْكي، وأشمل من ترجم له.

2 - أنّ هذا المصنف لو كان من مصنفات السُّبْكي لسارت به الركبان، وخصوصاً من المناوئين لابن القيم، ومنهج أهل السنة والجماعة، والواقع أنّ هذا الكتاب ليس له ذكر في مصنفات السابقين.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير