تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[وقفات مع مقدمة الشيخ القرضاوي لكتاب سيف العصري في التفويض]

ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[12 - 03 - 09, 06:44 م]ـ

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد ..

فالخلل العقدي عند الشيخ يوسف القرضاوي في باب الصفات = كان لائحاً متضحاً لدي منذ زمن ..

وكنتُ أشبه الشيخَ بالشعراوي من جهة انحسار ضرر الخلل العقدي لديهما؛بقلة كلامهما في هذه الأبواب (كما ظهر لي)

وهذا العام أتحفنا القرضاوي بمقدمة كتبها لكتاب الأخ سيف العصري-رده الله للحق-ساءني جداً فيها أكثر ما ساءني ما ظهر من الشيخ القرضاوي وبدا كأنه نفثة مصدور مبغض لانتشار الدعوة السلفية الصحيحة وانتشارها في ربوع العالم .. حتى وصمها ووصم انتشارها ونبذها لما يُخالفها في هذا الباب =بالإرهاب الفكري .. وإخراس ألسنة الآخرين (!!)

ولذا فقد عزمتُ على الوقوف مع مقدمة الشيخ قليلاً .. بعض الوقفات المنهجية؛لكشف ما بها من الخلل، وأنه حتى من يريد نصرة الباطل لا يُحسن التأتي له .. وهذا من خذلان الله للباطل وأهله ..

وليكن معلوماً أن وقفاتي معها لن تكون إبطالاً للتأويل أو نقضاً للتفويض ونسبته للسلف فهذا مزبور من قبل وسيرقم من بعد، وإنما وقفتي معها أدق من ذلك من جهة أنها مقدمة بقلم القرضاوي وإني أحب أن أرى القرضاوي في مقدمته وأن أرى أين هو فيها (بمنهجه الذي نعرفه وطريقته التي نألفها وهل مقدمته تلك تتسق مع أدبياته الأخرى) وأين هو من الناس، وأن أنبه بعدُ على ما فيها من التناقض والضعف المنهجي بقطع النظر عن الخطأ العلمي المجرد.

ومن نافلة القول: أني لم ولن ولستُ أبغي على الشيخ في ردي هذا ولا أهدر ولا أهدم ولا غيرها من التهم المعلبة ..

الأمر واضح ظاهر: إحقاق الحق أبغي، ونصرة الصواب أريد، وتصحيح الخطأ أقصد

الوقفة الأولى

الذي ختم به الشيخ مقدمته (وتابع فيه الكبيسي) من بيان منهجه في باب الصفات = أقامه وحيداً في العراء تُقله الأرض ولا يعلوه سوى السماء،تتناوشه الريح من كل جانب تسلمه واحدة إلى أختها،فلا هو فيها سلفي سلفية ابن تيمية، ولا هو فيها سلفي سلفية الأشاعرة، ولا هو فيها أشعري أشعرية ابن تيمية ولا هو فيها أشعري أشعرية الأشاعرة وليس هو فيها بالمفوض تفويضاً يعرفه من يعرف التفويض وبيانه:

يقول الشيخ: ((خلاصة ما انتهيت إليه: أني آخذ بمذهب السلف في نصوص الصفات التي هي في البشر انفعالات، مثل الرحمة والغضب والمحبة والكراهية ... ونحوها فنثبتها لله كما أثبتها لنفسه،ولا داعي لتأويلها، بل نقول: رحمة ليست كرحمتنا وغضب ليس كغضبنا)).

وإني أسأل وليُجبني أي واحد ولو كان أشعريا مفوضاً مؤولاً (لا فرق):

مذهب السلف لذي يعنيه الشيخ أي مذهب هو (؟)

التفويض (؟)

صعبة (!)

فالمفوضة لا يقولون: ((رحمة ليست كرحمتنا وغضب ليس كغضبنا)) كما قال الشيخ،فهم لا يثبتون ذلك القدر المشترك مع نفي التماثل ..

مذهب السلف هذا .. في نظر من إذاً (؟؟)

هذا مذهب السلف كما حكاه ابن تيمية (في هذه الصفات وغيرها) .. طيب .. هل يرى الشيخ صواب ما نسبه شيخ الإسلام للسلف في هذه الصفات على الأقل (؟)

طيب .. لم إذاً بكى على صاحب كتاب: ((ابن تيمية ليس سلفياً)) وندد بالإرهاب الفكري و ... (؟؟)

أليس صاحب هذا الكتاب قد ظلم شيخ الإسلام في هذه الصفات على الأقل (؟؟)

ثم هل يرضى الأشاعرة بهذا الكلام من الشيخ (؟؟)

وهل يرضى مؤلف الكتاب نفسه عن هذا من الشيخ (؟؟)

أجيب هذه الأخيرة: نعم قد يرضى فهو متناقض ..

ولتتأمل معي ما دمنا قد أتينا على سيرة مؤلف هذا الكتاب اللذيذ ..

يقول سيف العصري: ((حقيقة التفويض في الاصطلاح مركبة من ثلاثة أشياء:

الثالث منها: نفي الظاهر الموهم للتشبيه،كنفي ما يوهم الأعضاء كالوجه واليد، ونفي ما يوهم الحدث كالغضب والفرح والضحك)

حلو الكلام (؟)

ثم يقول عما يوهم الحدث: ((ولاشك أن أوصاف الحدوث نقص فيُنفى عن الله تعالى، وتُفوض النصوص التي ورد فيها تلك الإضافات، بخلاف أوصاف الكمال المحض فلا يفوض معناها الكلي بل يُثبت ولا يضر بعد ذلك تفويض المعنى الخاص وما تصدق عليه تلك الصفة في خارج الذهن)).

يبقى المعنى الكلي في صفات الحدوث يُنفى صح كده؟

ومن صفات الحدوث الغضب صح كده (؟)

بس القرضاوي في مقدمته لكتابك يا سيف أثبت المعنى الكلي للغضب صح كده (؟)

والمشكلة الأكبر يا سيف أنك نقلتَ عن الغرسي بعدها صحة قولنا: غضب ليس كغضبنا.

ما علينا نعودُ للقرضاوي:

الذي أردتُ قوله أن هذا المذهب الذي تابع فيه القرضاوي الكبيسي ونقله سيف العصري عن محمد صالح الغرسي ليس هو مذهب الأشاعرة الذين تتلمذ عليهم ودرس القرضاوي كتبهم في الأزهر

يقول أبو الحسن الأشعري رأس المذهب: ((وأجمعوا على أنه عز و جل يرضى عن الطائعين له وأن رضاه عنهم إرادته لنعيمهم وأنه يحب التوابين ويسخط على الكافرين ويغضب عليهم وأن غضبه إرادته لعذابهم وأنه لا يقوم لغضبه شيء)).

فهذا أبو الحسن يؤول الغضب ولا يُثبته على منهجكم؛لأنه يوهم الحدوث عنده وهذا مما خالفت فيه الأشعرية الكلابية الذين أثبتوا تلك الصفات إثباتاً لا يتعلق بالمشيئة.

وإذاً فالمقدمة الطويلة عن الأزهر والزيتونة والعالم الإسلامي = لا تُحق حقاً ولا تبطل باطلاً .. وهو المطلوب إثباته.

وإذا كان ابن تيمية ليس سلفياً (ظلماً وزوراً) فلستم بأشاعرة ولا مفوضة (حقاً وصدقاً)

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير