[ما هو محل غلط الأشاعرة في التحسين والتقبيح؟]
ـ[محمد براء]ــــــــ[09 - 02 - 09, 08:40 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
قال الإمام القرافي رحمه الله في التنقيح: " حسن الشيء وقبحه يراد بهما:
1) ما لاءم الطبع او نافره؛ نحو إنقاذ الغرقى واتهام الأبرياء.
2) أو كونه صفة كمال أو نقص؛ نحو العلم حسن والجهل قبيح.
3) أو كونه موجبا للمدح أو الذم الشرعيين.
والأولان عقليان إجماعاً.
والثالث شرعي عندنا؛ لا يعلم ولا يثبت إلا بالشرع، فالقبيح ما نهى الله تعالى عنه، والحسن ما لم ينه سبحانه عنه ".
سؤالي:
هل أخطأ الأشاعرة في عد الحسن والقبيح بالمعنى الثالث شرعيين؟.
[أرجو بحث هذه الجزئية فحسب دون نقل كلام لا علاقة له بها]
ـ[محمد براء]ــــــــ[11 - 02 - 09, 05:51 م]ـ
والأولان عقليان إجماعاً.
تعقب ابن حلولو القرافي في التوضيح ص243 بقوله: " قال الفهري رحمه الله تعالى: والأولى أن يحرر محلُّ التراع قبل ذكر طرق
الأصحاب فنقول: الحسن والُقبح يطَْلق باعتبارات ثلاثة:
الأول: الحسن عبارة عن الملائمة، والقبح عبارة عن المنافرة – أي: بالطبع وهما بهذا التفسير عرفيان يختلفان باختلاف الأمم والأعصار، وهذا لا نزاع فيه، وإن كانت هذه القضية هي منشأ / الغلط، فإن المعتزلة والبراهمة اعتقدوها عقليًة مطَِّردة.
فجعل المصنف وغيره هذا القسم عقلياً إجماعًا ليس كما ذكر " اهـ كلامه رحمه الله
وقال الغزالي في المستصفى: " الاصطلاح المشهور العامي: وهو أن الأفعال تنقسم إلى ما يوافق غرض الفاعل وإلى ما يخالفه وإلى ما لا يوافق ولا يخالف فالموافق يسمى حسنا والمخالف يسمى قبيحا والثالث يسمى عبثا.
وعلى هذا الاصطلاح إذا كان الفعل موافقا لشخص مخالفا لآخر فهو حسن في حق من وافقه قبيح في حق من خالفه حتى أن قتل الملك الكبير يكون حسنا في حق أعدائه قبيحا في حق أوليائه فإطلاق اسم الحسن والقبح على الأفعال عند هؤلاء كإطلاقه على الصور فمن مال طبعه إلى صورة أو صوت شخص قضى بحسنه ومن نفر طبعه عن شخص استقبحه ورب شخص ينفر عنه طبع ويميل إليه طبع فيكون حسنا في حق هذا قبيحا في حق ذاك حتى يستحسن سمرة اللون جماعة ويستقبحها جماعة فالحسن والقبح عند هؤلاء عبارة عن الموافقة والمنافرة وهما أمران إضافيان لا كالسواد والبياض إذ لا يتصور أن يكون الشيء أسود في حق زيد أبيض في حق عمرو ".
قال مقيده عفا الله عنه: " أن يكون الحسن والقبح بهذا المعنى أمرين إضافيين أو يختلفان باختلاف الاعصار لا ينفي أن يكونا عقليين، إذ معنى كونه عقليا أن العقل يدرك حسنه أو قبحه، لذا قال العضد الإيجي في المواقف
ـ[محمد براء]ــــــــ[11 - 02 - 09, 06:12 م]ـ
في المواقف ص324: في بيان إطلاقات الحسن والقبح: " الثاني: ملائمة الغرض ومنافرته، وقد يعبر عنهما بالمصلحة والمفسدة، وذلك أيضاً عقلي ويختلف بالاعتبار، فإن قتل زيد مصلحة لأعدائه ومفسدة لأولياءه "
ـ[ابو سلمان]ــــــــ[12 - 02 - 09, 11:51 ص]ـ
الجواب عند ابن القيم
قال في مفتاح السعادة
وتحقيق القول في هذا الأصل العظيم أن القبح ثابت للفعل في نفسه وأنه لا يعذب الله عليه إلا بعد إقامة الحجة بالرسالة وهذه النكتة هي التي فاتت المعتزلة والكلابية كليهما فاستطالت كل طائفة منهما على الأخرى لعدم جمعهما بين هذين الأمرين فاستطالت الكلابية على المعتزلة بإثباتهم العذاب قبل إرسال الرسل وترتيبهم العقاب على مجرد القبح العقلي وأحسنوا في رد ذلك عليهم واستطالت المعتزلة عليهم في إنكارهم الحسن والقبح العقليين جملة وجعلهم انتفاء العذاب قبل البعثة دليلا على انتفاء القبح واستواء الأفعال في أنفسها وأحسنوا في رد هذا عليهم فكل طائفة استطالت على الأخرى بسبب إنكارها الصواب ا. ه
ـ[ابو سلمان]ــــــــ[12 - 02 - 09, 11:57 ص]ـ
وخطأ الاشاعرة نسوا رقم 4
4) العقاب الاخروي على الحسن والقبيح
فنحن نثبت الثلاث الاول وننفي الرابعة
وما جاء من الادلة فهو على نفي القسم الرابع فقط ونفي القسم الرابع دليل اثبات للثلاثة السابقة
والله اعلم
ـ[محمد براء]ــــــــ[12 - 02 - 09, 01:02 م]ـ
كلام ابن القيم في أن الحسن والقبح هل هما صفتان ذاتيتان للأفعال أو لا، وليس فيما سألت عنه.
وهذه النقطة سأكتب فيها موضوعاً آخر بإذن الله
أما هذا القسم الرابع الذي ذكرتَه فهو القسم الثالث بعينه.
ـ[ابو سلمان]ــــــــ[12 - 02 - 09, 01:32 م]ـ
اخي ابو الحسنات
من جعل القسم الثالث هو الرابع دخل في الخلط
فكون الشرك بالله ومستبشع الجرائم مذموما في الشرع قبل النبوة وبعدها لااشكال فيه
لكن رحمة من الله الرحيم انه لايعذب على هذه الجرائم الا من ارسل له رسولا
لايعني بحال من الاحوال ان هذه الجرائم ليست مذمومة شرعا ولا عقلا
والشاهد من كلام ابن القيم قوله
وجعلهم انتفاء العذاب قبل البعثة دليلا على انتفاء القبح واستواء الأفعال في أنفسها وأحسنوا في رد هذا عليهم
فانه مربط الفرس
والله اعلم
¥