تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[مسألة لفظية حول عبارة العقيدة الطحاوية: "محيط بكل شيء وفوقه"]

ـ[إسماعيل إبراهيم محمد]ــــــــ[20 - 03 - 09, 04:12 ص]ـ

السلام عليكم

فكما تعلمون إن أهل البدع لمدندنون حول عبارة الإمام الطحاوي: وتعالى عن الحدود والغايات ... الخ، ثم يتغاضون عن عبارته: وهو عز وجل مستغن عن العرش وما دونه، محيط بكل شيء وفوقه - أي فوق كل شيء -، وقد أعجز عن الإحاطة خلقه.

وتفسير العبارة الأولى عندنا - أهل السنة - أن الله محيط وليس بمحاط، على أن الطحاوى استخدم تلك الألفاظ - كالحد والغاية - في زمن لم تنتشر فيه العقائد الكلامية التي تثبت العقائد الفاسدة في زي الألفاظ المجملة، فلم يكن لها عند الإمام الطحاوي إلا معنى واحدا كما كان الأمر عند سلفه، وهو المعنى الحق دون المعنى الباطل، كما شرحه الإمام ابن أبي العز.

والعبارة الثانية تثبت عقيدة الإمام الطحاوي في الفوقية حيث يقول: فوقه، أي فوق كل شيء. فالله محيط بكل شيء وفوق كل شيء في آن واحد كما يليق بجلاله.

لكن السؤال ...

وقع في بعض النسخ ما سيغير معنى الفوقية - كما أشرت إليه - إلى معنى دون ذلك تماما.

ففي بعضها: محيط بكل شيء وما فوقه - زيادة اسم موصول

وفي بعضها: محيط بكل شيء وبما فوقه - زيادة الباء واسم موصول

وفي بعضها: محيط بكل شيء فوقه - حذف الواو

كل هذه الثلاث تبطل إثبات معنى الفوقية لله على كل شيء.

والإمام ابن أبي العز رد على العبارة الثالثة وجعله من تحريف النساخ أو غلاة المبتدعة. ولم يظهر علما بالعبارتين الأوليين.

ولكن ما هي العبارة الصحيحة من هذه الثلاث: محيط بكل وفوقه؟ أم محيط بكل شيء وما فوقه؟ أم محيط بكل شيء وبما فوقه؟

وهل يمكن اعتضاد عبارة "محيط بكل شيء وفوقه" من الناحية اللغوية، حيث إن هذا لا يؤدي إلى فصل الضمير عن مرجعه وهو "كل شيء"، بينما العبارتين الأخريين (التين هما بالاسم الموصول) تفيدان أن مرجع الضمير هو "العرش" وليس "كل شيء" وبهذا ستصبح كلمة "كل شيء" أجنبية، يا أصحاب النحو؟

وهل يمكن اعتضاد عبارة "محيط بكل شيء وفوقه" على الأخريين من الناحية البلاغية، يا أصحاب البلاغة (العبارة: وهو عز وجل مستغن عن العرش وما دونه، محيط بكل شيء وفوقه، وقد أعجز عن الإحاطة خلقه)؟

وما هي أقدم نسخة مصورة عندكم للعقيدة الطحاوية أو لأحد شروحها بحيث نوصل إلى الحقيقة، يا أصحاب النسخ؟ الذي أعرف أن ابن أبي العز استخدم العبارة التي تثبت الفوقية لله، بينما الميداني الماتريدي - وهو صاحب اللباب في شرح مختصر القدوري، وهو متأخر - استخدم عبارة "محيط بكل شيء وبما فوقه".

الذي أعرف أن أكثر الكتب التي نقلت عن الطحاوية نقلت عبارة ابن أبي العز، وهذا ما رأيته لما بحثت مسألة العلو في التفسير المظهري للقاضي ثناء الله الباني بتي الهندي، كما أن ابن القيم في الاجتماع والذهبي في العلو أيضا ذكرا العبارة هكذا.

ومن أول رجل أو كتاب ذكر العبارة بالاسم الموصول، سواء بالباء أو بغيرها؟ (وهما بمعنى واحد في إلغاء إثبات الفوقية لله وجعل العبارة بمعنى "محيط بكل شيء ومحيط بما فوق العرش - أسأل: ألم يدخل "ما فوق العرش" في "كل شيء" حتى احتيج إلى الإعادة!؟ ")

الغاية من هذا كله أنني أرجو المساعدة بالصور القديمة الأصلية من العقيدة أو من شروحها أو بالنقول من الكتب القديمة الأخرى - سواء من كتب الحنابلة أو غيرهم - حول هذه العبارة حتى تتضح حقيقة هذا الأمر المهم وجزاكم الله خيرا.

كبداية لبحوثكم، راجعوا - بارك الله فيكم - إلى صفحة 55 في تخريج العقيدة الطحاوية للشيخ الألباني هنا ( http://www.scribd.com/doc/936140/-).

ـ[زوجة وأم]ــــــــ[20 - 03 - 09, 09:48 ص]ـ

وعليكم السلام ورحمة الله

ففي بعضها: محيط بكل شيء وما فوقه - زيادة اسم موصول

وفي بعضها: محيط بكل شيء وبما فوقه - زيادة الباء واسم موصول

وفي بعضها: محيط بكل شيء فوقه - حذف الواو

كلها باطلة من جهة المعنى

فلو فرضنا أن الهاء في "فوقه" عائدة على الله عز وجل فسيكون فيها إشارة لوجود شيء فوق الله عز وجل

وهذا باطل، فلا شيء فوق الله عز وجل

وإذا كانت الهاء عائدة على "كل شيء" فلا يصح، فكل شيء مُحاط، فلا يبقى شيء حتى يكون هناك شيء "فوقه"

والله أعلم

ـ[زوجة وأم]ــــــــ[20 - 03 - 09, 10:05 ص]ـ

في العلو للعلي الغفار:

وهو مستغن عن العرش وما دونه محيط بكل شيء وفوقه

ـ[إسماعيل إبراهيم محمد]ــــــــ[20 - 03 - 09, 10:37 ص]ـ

شكرا.

وجدت ثلاثة شروح للطحاوية أصجابها كلهم توفوا قبل ابن أبي العز:

1 ـ شرح القاضي الأجل إسماعيل بن إبراهيم الشيباني المتوفي سنة (629هـ) - رحمه الله - تعالى وسماه: "البيان: اعتقاد أهل السنة والجماعة " تحقيق الشيخ عبد العزيز عز الدين السيروان، نشر دار الرشيد في الرياض الطبعة الأولى (1413هـ).

2 ـ شرح الشيخ محمود بن أحمد القونوي الدمشقي الحنفي المعروف بابن السراج المتوفي سنة (771هـ) المسمى "القلائد في شرح العقائد" طبع في قازان من بلاد روسيا سنة (1311هـ).

3 ـ شرح الشيخ أكمل الدين محمد بن محمد البابرتي المتوفي سنة (786هـ) المسمى "شرح عقيدة أهل السنة والجماعة"، طبع بتحقيق الدكتور عارف آيتكن ومراجعة الدكتور عبد الستار أبو غدة، الطبعة الأولى سنة (1409هـ)، نشر وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية في دولة الكويت.

قد يشق الحصول على الشرح الثاني، ولكن الشرحين الأول والثالث مطبوعان في البلاد العربية. فلو حصل أحد الإخوة أو الأخوات على الكتابين ويتأكد من عبارة المتن من خلالهما لكان مشاركة مفيدة جدا وله - أو ولها - الأجر.

وإن كان عند أحد الإخوة أو الأخوات أحد الشروح وعنده استطاعة للتصوير كان توثيقا قويا للبحث.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير