تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[قاعدة: في التفضيل بين الأنواع في الأعيان والأعمال والصفات]

ـ[أمجد الفلسطينى]ــــــــ[20 - 01 - 09, 01:54 ص]ـ

[قاعدة: في التفضيل بين الأنواع في الأعيان والأعمال والصفات]

باب التفضيل باب عظيم من أبواب الشرع ويغلط فيه خلق كثير من الطوائف

فلن تجد طائفة من طوائف الإسلام وغيره إلا ولها كلام وقواعد في هذا الباب لأهميته وما يترتب عليه من مسائل علمية وعملية

وفي هذا الموضوع نجمع من كلام أهل التحقيق وأدلتهم ما يهدي إلى الصراط المستقيم في هذا الباب العظيم

ونستخلص ما يصلح أن يكون قاعدة أوضابطا في هذا الباب

وفي ظني أن أولى أهل العلم بنقل كلامه في هذا الباب من اتسعت دائرته في العلوم ومعرفته الملل والنحل والله أعلم.

******************************

- هذا كلام لشيخ الإسلام فيه طول لكن صبرا على قراءته فإنه نفيس فإن أبيت وكسلت فتدبر ما لونته لك

قال شيخ الإسلام في مجموع الفتاوى (11/ 366) بعد كلام له في الرد على بعض الطوائف الذين يفضلون أئمتهم على النبي كالصوفية الذين يفضلون خاتم الأولياء على خاتم الأنبياء وغيرهم كالأحمدية واليونسية:

"ثم نقول: بل أول الأولياء في هذه الأمة وسابقهم هو أفضلهم فإن أفضل الأمة خاتم الأنبياء وأفضل الأولياء سابقهم إلى خاتم الأنبياء، وذلك لأن الولي مستفيد من النبي وتابع له فكلما قرب من النبي كان أفضل وكلما بعد عنه كان بالعكس.

بخلاف خاتم الأنبياء فإن استفادته إنما هي من الله، فليس في تأخره زمانا ما يوجب تأخر مرتبته، بل قد يجمع الله له ما فرقه في غيره من الأنبياء فهذا الأمر الذي ذكرناه من أن السابقين من الأولياء هم خيرهم، هو الذي دل عليه الكتاب والسنن المتواترة وإجماع السلف.

ويتصل بهذا ظن طوائف أن من المتأخرين من قد يكون أفضل من أفاضل الصحابة ويوجد هذا في المنتسبين إلى العلم وإلى العبادة وإلى الجهاد والإمارة والملك حتى في المتفقهة من قال: أبو حنيفة أفقه من علي، وقال بعضهم يقلد الشافعي ولا يقلد أبو بكر وعمر، ويتمسكون تارة بشبه عقلية أو ذوقية من جهة أن متأخري كل فن يحكمونه أكثر من المتقدمين، فإنهم يستفيدون علوم الأولين مع العلوم التي اختصوا بها كما هو موجود في أهل الحساب والطبائعيين والمنجمين وغيرهم ومن جهة الذوق وهو ما وجدوه لأواخر الصالحين من المشاهدات العرفانية والكرامات الخارقة ما لم ينقل مثله عن السلف وتارة يستدلون بشبه نقلية مثل قوله:"للعامل منهم أجر خمسين منكم " وقوله: " أمتي كالغيث لا يدرى أوله خير أم آخره ".

وهذا خلاف السنن المتواترة عن النبي صلى الله عليه وسلم من حديث ابن مسعود وعمران بن حصين و مما هو في الصحيحين أو أحدهما من قوله: " خير القرون القرن الذي بعثت فيهم ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم " وقوله: " والذي نفسي بيده لو أنفق أحدكم مثل أحد ذهبا ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه" وغير ذلك من الأحاديث وخلاف إجماع السلف: كقول ابن مسعود: " إن الله نظر في قلوب العباد فوجد قلب محمد خير قلوب العباد ثم نظر في قلوب العباد بعد قلب محمد فوجد قلوب أصحابه خير قلوب العباد " وقول حذيفة " يا معشر القراء استقيموا وخذوا سبيل من كان قبلكم فو الله لئن اتبعتموهم لقد سبقتم سبقا بعيدا ولئن أخذتم يمينا وشمالا لقد ضللتم ضلالا بعيدا " وقول ابن مسعود: " من كان منكم مستنا فليستن بمن قد مات أولئك أصحاب محمد أبر هذه الأمة قلوبا وأعمقها علما وأقلها تكلفا قوم اختارهم الله لصحبة نبيه وإقامة دينه فاعرفوا لهم حقهم وتمسكوا بهديهم فإنهم كانوا على الهدي المستقيم " وقول جندب وغيره مما هو كثير مكتوب في غير هذا الموضع بل خلاف نصوص القرآن في مثل قوله:"والسابقون الأولون" الآية، وقوله: " لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل "الآية وقوله:" والذين جاءوا من بعدهم " الآية وغير ذلك، فإنه لم يكن الغرض بهذا الموضع هذه المسألة وإنما الغرض الكلام على خاتم الأولياء ومما يشبه هذا ظن طائفة كابن هود وابن سبعين والنفري والتلمساني: أن الشيء المتأخر ينبغي أن يكون أفضل من المتقدم؛ لاعتقادهم أن العالم متنقل من الابتداء إلى الانتهاء كالصبي الذي يكبر بعد صغره والنبات الذي ينمو بعد ضعفه ويبنون على ذلك أن المسيح أفضل من موسى ويبعدون ذلك إلى أن يجعلوا بعد محمد واحدا

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير