قال: حدّثني الحسن بن أبي طالب قال: نبّأنا أبو الحسن منصور بن محمد بن منصور القزاز قال: سمعت أبا الطيب أحمد بن عثمان السمسار والد أبي حفص بن شاهين يقول: حضرت عند أبي جعفر الترمذي فسأله سائل عن حديث النبي صلى الله عليه وسلم: ((إنَّ الله تعالى ينزل إلى سماء الدنيا ... ))، فالنزول كيف يكون يبقى فوقه علوّ؟!،
فقال أبو جعفر الترمذي: ((النزول معقول، والكيف مجهول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة)) - تاريخ بغداد 1/ 365
وأورده الذهبي في العلوّ، قال الألباني -رحمه الله-: ((وهذا إسناد رجاله كلهم ثقات ... )) - مختصر العلوّ ص:232
وعلّق الذهبيُّ على هذا الأثر بقوله: ((صدق فقيهُ بغداد وعالمُها في زمانه؛ إذ السؤال عن النزول ما هو؟ عيٌّ؛ لأنَّه إنما يكون السؤال عن كلمة غريبة في اللغة، وإلاّ فالنزول والكلام والسمع والبصر والعلم والاستواء عباراتٌ جليّةٌ واضحةٌ للسامع، فإذا اتّصف بها من ليس كمثله شيء، فالصفة تابعةٌ للموصوف، وكيفية ذلك مجهولة عند البشر، وكان هذا الترمذي من بحور العلم ومن العباد الورعين. مات سنة خمس وتسعين ومائتين)) - مختصر العلوّ ص:231
- أبو علي الحسين بن الفضل البجلي:
سئل عن الاستواء وقيل له: كيف استوى على عرشه؟
فقال: ((أنا لا أعرف من أنباء الغيب إلاَّ مقدار ما كُشف لنا، وقد أعلمنا جلّ ذكره انَّه استوى على عرشه ولم يخبرنا كيف استوى)) رواه الصابوني في عقيدة السلف ص:40
- إمام الأئمة ابن خزيمة:
((نشهد شهادة مقر بلسانه مصدق بقلبه مستيقن بما في هذه الأخبار من ذكر نزول الرب من غير أن نصف الكيفية، لأن نبينا المصطفى لم يصف لنا كيفية نزول خالقنا إلى سماء الدنيا وأعلمنا أنه ينزل والله جل وعلا لم يترك ولا نبيه عليه السلام بيان ما بالمسلمين الحاجة إليه من أمر دينهم فنحن قائلون مصدقون بما في هذه الاخبار من ذكر النزول غير متلكفين القول بصفته أو ((بصفة الكيفية)) إذ النبي لم يصف لنا كيفية النزول)) التوحيد لابن خزيمه 1/ 289 - 290
- الإمام أبو الحسن محمد بن عبد الملك الكرجي:
يقول في قصيدته في السنة:
وأن استواء الرب يعقل كونه **** ويجهل فيه الكيف جهل الشهارب
العلو للذهبي 191 وطبقات السبكي 6/ 137
- الجويني الإمام الأشعري الكبير:
يقول في العقيدة النظامية ص34:
((وما استحسن من كلام إمام دار الهجرة رضي الله عنه وهو مالك ابن أنس أنه سئل عن قوله تبارك وتعالى: ((الرحمن على العرش استوى)) فقال:
((الاستواء معلوم والكيفية مجهولة والسؤال عنه بدعه))، فلتجر آية الاستواء والمجيء وقوله: ((لما خلقت بيدي)) ((ويبقى وجه ربك)) وقوله ((تجري بأعيننا)) وما صح من أخبار الرسول صلى الله عليه وسلم كخبر النزول وغير على ما ذكرناه)) أ. هـ
- أبو بكر بن العربي الأشعري:
((وذهب مالك رحمه الله أن كل حديث منها معلوم المعنى ولذلك قال للذي سأله الاستواء معلوم والكيفية مجهولة)) عارضة الاحوذي 3/ 166
- الإمام المفسر القرطبي الأشعري:
((قال مالك رحمه الله: الاستواء معلوم -يعني في اللغة- والكيف مجهول والسؤال عنه بدعة))
وينقل إجماع السلف ويقول: ((ولم ينكر أحد من السلف الصالح أنه استوى على عرشه حقيقة، وخص العرش بذلك لأنه أعظم المخلوقات وإنما جهلوا كيفية الاستواء فإنه لا تعلم حقيقته)) تفسير القرطبي 7/ 140 - 141
- الإمام حماد بن أبي حنيفة رحمه الله:
قال محمد بن الحسن: قال حماد بن أبي حنيفة رحمه الله:
قلنا لهؤلاء أرأيتم قول الله -عز وجل: ((وجاء ربك والملك صفاً صفاً))
قالوا: أما الملائكة فيجيئون صفاً صفاً، وأما الرب تعالى فإنا لا ندري ما عنى بذلك ولا ندري كيف مجيئه.
فقلت لهم: إنا لم نكلفكم أن تعلموا كيف جيئته، ولكن نكلفكم أن تؤمنوا بمجيئه، أرأيتم إن أنكر أن الملائكة تجيء صفاً صفاً ماهو عندكم؟
قالوا: كافر مكذب.
قلت: فكذلك من أنكر أن الله سبحانه يجيء فهو كافر مكذب
راوه أبو عثمان الصابوني في عقيدة السلف ص64 وإسناده في غايه الصحة
- العلامة جمال الدين القاسمي:
قال في تفسيره "محاسن التأويل" في شرح آية الإستواء:
قال البخاري في آخر [صحيحه] في كتاب الرد على الجهمية، في باب قوله تعالى "وكان عرشه على الماء": [قال مجاهد: استوى: علا على العرش] انتهى.
¥