تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

(الانتصار) للرد عليه وعلى عقيدة المعتزلة، ثم لما ظهرت الأشاعرة أضاف إلى ما ذكره في الانتصار من مسائل القدرية مذهب الأشعرية والرد عليهم.

ولا يختلف العمراني عن غيره من علماء الأثر والحديث، من حيث اعتماده على الكتاب والسنة في تقريره للمسائل الكلامية ورده على المعتزلة. حيث أنه يتفق مع أصول منهج الأمام أحمد في أن المعتزلة أصحاب تأويل وبدعة. ويرى العمراني أن المعتزلة أدخلت على الإسلام وأهله شبهاً في الدين ليموهوا بها على العوام ومن لا خبرة له بأصولهم التي بنوا عليها أقوالهم فاتبعوا متشابه القرآن على خلاف ما نقل عن الصحابة والتابعين المشهورين بالتفسير لينفقوا بذلك أقوالهم، فهم أشد الفرق ضررا على أصحاب الحديث. ومن أشهر المسائل الكلامية التي رد الأمام ابن أبي الخير على المعتزلة فيها: كلام الله تعالى، والقول بخلق القرآن، و العدل، وأفعال العباد، والقضاء والقدر، و مرتكب الكبيرة، والإرادة والمحبة، و الوعد والوعيد، والإسلام والإيمان، والشفاعة والإمامة.

وكان الإمام العمراني صاحب منهج علمي رائع في علم الكلام، حيث اعتمد في منهجه في الأساس على الكتاب والسنة. ولم يقتصر العمراني على نقض آراء المعتزلة في أصول الدين وإنما تناول أيضاً بعض الآراء للأشعرية في بعض المسائل كرأيهم في كلام الله، فاعترض على رأي الغزالي في كتابه (الاقتصاد في الاعتقاد) حول كلام الله وأنه كلام نفسي.

هذا وقد اقتفى الإمام ابن أبي الخير أثر الإمام أحمد بن حنبل وغيره من علماء السنة قبله في مسألة الأسماء والصفات وغيرها من المسائل الأخرى في أصول الدين، و قد يكون قال ببعض الأقوال التي وافق فيها الأشاعرة وخاصة في المسائل الدقيقة التي لم يتبين له فيها قول السلف، أو خالف بها ما جاء عن أئمة الحنابلة، ولكن في الجملة و الأصل والمنهج الذي اتبعه يعتبر حنبلي سني سار على نهج أهل السنة قبله. والموافقة اليسيرة لغيره من أصحاب الفرق الأخرى لا يعني بحال من الأحوال أنه يقول بقولهم، ويذهب مذهبهم وينتحل فكرهم، وهذا الأمر معروف وشائع وحصل عند كثير من الأئمة الآخرين، فكثير من علماء الحديث وأئمة الفقه والمفسرين وغيرهم هم في الأصل من أهل السنة وأتباع السلف الصالح، ولكنهم قد تأثروا ببعض أقوال الأشاعرة أو الماتريدية خصوصاً في تأويل بعض الصفات، وهذا لا يجعلهم أشاعرة و لا ماتريدية لأنهم من أهل الحديث والآخذين به والمقدمين له على كل الأصول بخلاف الأشاعرة والماتريدية الذين تأثروا كثيراً بالمنطق وعلم الكلام والذي أدى بهم إلى مخالفة منهج أهل السنة في بعض مسائل العقيدة.

فالشاهد أن الإمام يحيى بن أبي الخير وإن وافق الأشاعرة في بعض المسائل فلا يعني ذلك أنه أشعري المعتقد، أو خالف أصول الإمام أحمد في مسائل أصول الدين، ومما يجعلنا نستبعد ذلك أن الإمام يحيى بن أبي الخير كان شديداً في التحذير من الأشاعرة حتى عندما علم بأن أحد أبنائه أصبح أشعري العقيدة ثار عليه و تهدده بالبراءة منه حتى يعلن توبته في الجامع عن آراء الأشعرية.

كتبه/

أبو عبدالرحمن

عبدالله السَّيباني

رابط الموضوع ( http://www.alagidah.com/vb/showthread.php?t=3928)

ـ[أبو عبدالله السعيدي]ــــــــ[05 - 01 - 10, 02:07 ص]ـ

منهج السلف أصحاب الحديث في الاعتقاد منهج قديم في اليمن، ووجوده عتيق فهو امتداد طبيعي لمنهج الصحابة الذين دخلوا اليمن ومنهج التابعين الذين أخذوا عن الصحابة وأئمة الحديث من أهل اليمن، وما العلامة يحيى بن أبي الخير العِمراني صاحب البيان وما أدراكم ما البيان إلا حلقة منتظمة في سلسة ذهبية مباركة مسلسلة باعتقاد السلف أصحاب الحديث ...

وما أروع كتاب "الإنتصار في الرد على المعتزلة القدرية الأشرار" للعلامة العمراني الذي انبرى ليرد به على كتاب" الدامغ للباطل من مذهب الحنابل" وهو لعلامة الزيدية القاضي جعفر بن عبد السلام الزيدي المعتزلي رحم الله الجميع ..

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير