ـ[محمد فهمي محمد شري]ــــــــ[26 - 05 - 10, 07:32 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
بارك الله في الشيخ شاكر العاروري.
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[04 - 07 - 10, 01:34 ص]ـ
بارك الله فيك ..
علي المعني الذي ذكرتَ - وهو ما ورد في الحديث الصحيح - يزول التعارض فعلاً؛ لكن يبقى اشتراك الله - تعالى - وخلقه في هذه الصفة ..
فهم أيضاً ليس بعدهم شئ؛ إلا إذا كان لبقائهم نهاية .. !
هذا ما أفهمه، ولا بأس من مزيد توضيح ..
وجزاكم الله خيرا.
وفيك بارك أخي الكريم.
لا أرى في ذلك اشتراكا في الصفة، فإن آخرية الله آخرية كاملة ضرورية واجبة كما تقتضيه التعريف بالألف واللام في اسمه (الآخر)، فلا يفني سبحانه ولا يمكن أن يفنى. فهذا آخرية ذاتية مطلقة غير مشروطة بشيء من الأشياء.
أما آخرية الجنة وأهلها، فهي في حد ذاتها آخرية ممكنة غير واجبة. فكان من الممكن أن تفني هذه الآخرية لولا مشيئة الله لإبقاءها كما نص عليه تعالى في قوله: (وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ). هذه آخرية مقيدة بمشيئة الله تعالى مشروطة بدوام السموات والأرض.
فآخرية تلك المخلوقات ليست ضرورية، فلم تنف إمكان الفناء، وإنما تنف وقوعه. وإنما قال النبي صلى الله عليه وسلم في دعاءه: (وأنت الآخر فليس بعدك شيء) هكذا بإطلاق النفي _ فيشمل نفي الوقوع ونفي الإمكان جميعا، كما أن قوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: (أنت الأول فليس قبلك شيء) وقوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - (وأنت الظاهر فليس فوقك شيء وأنت الباطن فليس دونك شيء) نفي للأمرين جميعا وليس مجرد نفي للوقوع.
---
وأما قولك:
عموماً هذا القول قريب من قول الفلاسفة الذين قالوا أن العالم قديم بالزمن ـــــ ..
أي أن العالم عندهم صدر عن الله بلا فارق زماني، وإنما بفارق رتبوي ذاتي ..
مع الأخذ في الاعتبار أن مسألتنا على العكس: تتحدث في الأبد
ففيه ما فيه من الغلط، لأنهما مسألتان مختلفان تماما،
حيث إن تقدم الصانع على مصنوعه وتقدم الفاعل على مفعوله أمر واجب ضروري معلوم بصريح العقل في كل صانع وفاعل. . في حين أن تأخر الصانع بعد مصنوعه وتأخر الفاعل بعد مفعوله - بمعنى بقاء هذا بعد فناء ذاك - ليس عاما لكل صانع وفاعل، بل خاصا بما كان المصنوع والمفعول مما طرأ عليه الفناء وكان الصانع والفاعل ممن بقي بعد ذلك الفناء.
فليست المسألتان إذًا مما يقاس أحدهما على الآخر.
--
ومن وجه آخر إن اسمه (الآخر) لا يعني فقط بقاء وجوده وحياته سبحانه، بل يعني كذلك آخرية الغاية والألوهية (بأن لا يُقصد ولا يطلب ولا يرجى بعد الله أحدا) وكذلك آخرية الحكم والقضاء (بأن لا راد لقضاءه ولا معقب لحكمه ولا نافع ولا ضار ولا شافي بعده ولا معذب ولا منعم ولا موفي للحقوق والأجور بعده). . وهذا مناسب لسياق الحديث الذي ورد فيه هذا الاسم، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم فيه: {اقض عنا الدين وأغننا من الفقر}.
ولا يشرك الله تعالى في هذه الصفة من خلقه أحد البته.
والله أعلى وأعلم.
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[04 - 07 - 10, 02:04 ص]ـ
وقس على ذلك جميع أسماء الله تعالى مما يسمى به المخلوق أيضا على وجه التواطؤ مع المباينة العظيمة في الكمال. . . ليس ذلك اشتراكا في حقيقة الاسم ولا في تمام مدلوله.
فاسم الله (الحي) لا يشاركه فيه غيره لأن الألف واللام في هذا الاسم تدل على كمال الحياة ووجوبها فلم تقتصر دلالته على مجرد وجود الحياة في الموصوف بها سبحانه ... بخلاف الأحياء من العباد، فإن حياتهم في حد ذاتها حياة ممكنة غير ضرورية وهي مشروطة بشروط خارجة عن ذواتهم: {فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ}
واسم الله (العليم) لا يشاركه فيه غيره لأن الألف واللام هنا يدل على كمال العلم ووجوبه فلم تقتصر دلالته على مجرد وجود العلم في الموصوف به سبحانه ... بخلاف العلماء من العباد، فإن علومهم في حد ذاتها علوم ممكنة غير ضرورية وهي مشروطة بتعليم الغير لهم: {وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ}
وهكذا دواليك. . والله أعلم وهو الموفق للسداد.