تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[رد على من اتهم ابن بطة بالوضع]

ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[13 - 06 - 10, 08:38 م]ـ

بسم الله

لقد مر بي أكثر من مرة اتهام بعض الاشاعرة الصوفية القبوريين للامام ابن بطة بالوضع ولم أعرف السبب حتى قرأت مشاركة لاخ يسأل عن ابن بطة فاجابه الشيخ الخراشي بالدلالة الى هذا الكتاب. وبعض هؤلاء القبوريين الجهمية من أنتن من رأيت لا يتورع عن الاستشهاد (بل بالاستدلال) بالضعيف والذي لا يعرف له اسناد في عقيدته بينما يضعف الصحيح ولو كان في مسلم! قبح الله عقولهم ما أسوأ أفعالهم وأضل أعمالهم. عموما هذا الفصل ننشره (ننسخه) للفائدة.

فصل من كتاب:

قمع الدجاجلة

الطاعنين في معتقد أئمة الإسلام الحنابلة

(رد على حسن بن فرحان المالكي، في كتابه " قراءة في كتب العقائد ")

تأليف

عبد العزيز بن فيصل الراجحي

تقديم

معالي الشيخ العلامة الدكتور صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان

عضو هيئة كبار العلماء، وعضو اللجنة الدائمة للإفتاء

فصل

في رميه الحنابلة بأن فيهم ضعفاء ووضاعين أحق بالتجريح من غيرهم

وإبطال زعمه والرد عليه

قال المالكي ص (132 - 133):

(مع المضعفين لهؤلاء من الحنابلة من حيث الجملة أضعف في الرواية من خصومهم.

بل إن بعض أئمتهم كانوا يضعون الأحاديث، ويغيرون في الأسانيد والمتون لخدمة المذهب، كما كان يفعل ابن بطة الحنبلي، وهو من كبار علماء الحنابلة في العقيدة، قال ابن حجر: " وقفت لابن بطة على أمر استعظمته، واقشعر جلدي ". ثم ذكر أثرا موضوعا عن ابن مسعود وهو أثر تكليم الله لموسى، وعليه جبة صوف، وعمامة ([1]) صوف.

ثم ذكر ما يدل على أن ابن بطة، غير في أسماء رجال القصة، حتى يكون إسنادها صحيحا.

وكان كثير من الحنابلة يكذبون على أحمد بن حنبل، ويسيئون لمنهجه وسمعته، ولذلك قال أحد العلماء: إمامان جليلان، ابتليا بأصحاب سوء، جعفر الصادق، وأحمد بن حنبل) ا هـ كلام المالكي.

والجواب من وجوه أربعة:

أحدها: أن الحديث الذي عابه المالكي على الإمام ابن بطة رحمه الله (ت 387 هـ)، واتهمه بوضعه، وتغيير إسناده ليظهر صحته حديث قد رواه مع ابن بطة جماعة من الحفاظ والعلماء غيره.

فقد رواه ابن بطة: عن إسماعيل بن محمد الصفار، عن الحسن بن عرفة، عن خلف بن خليفة، عن حميد الأعرج، عن عبد الله بن الحارث، عن عبد الله بن مسعود t قال: قال النبي r{ كلم الله تعالى موسى يوم كلمه، وعليه جبة صوف، وكساء صوف} ([2]) الحديث.

وقد رواه البيهقي في " الأسماء والصفات " (ص 252) عن جماعة من شيوخه عن إسماعيل بن محمد الصفار - وهو شيخ ابن بطة - به.

وهذا الحديث كذلك، في "جزء الحسن بن عرفة العبدي" (ت 257هـ) المشهور ص (63) بسنده الذي ذكره ابن بطة دون تغيير ولا تبديل.

وهو جزء متواتر عن الحسن بن عرفة، قبل أن يخلق ابن بطة.

كما رواه الترمذي (1734) في " سننه " عن علي بن حجر عن خلف بن خليفة به.

وهذا الحديث: حديث معل بحميد بن علي الأعرج، قال ابن حبان فيه: " منكر الحديث جدا، يروي عن عبد الله بن الحارث عن ابن مسعود، بنسخة كأنها موضوعة، لا يحتج بخبره إذا انفرد ".

ومع هذا: فقد رواه الحاكم في " مستدركه على الصحيحين " (2/ 379) من طريق خلف بن خليفة به، وظن حميد بن علي الأعرج راويه الضعيف: حميد بن قيس الأعرج الثقة، فصححه وقال: (هذا حديث صحيح على شرط البخاري ولم يخرجاه).

فإن كان أحد مستحقا للإنكار والتهمة بتغيير رجال إسناده، فالحاكم - وحاشاه- فقد جمع إلى روايته له: وهما في اسم أحد رجاله، ثم تصحيحه له.

وما فهمه المالكي من التشبيه فيه: غير صحيح، فإن الضمير في قوله: " وعليه جبة صوف " إلخ، عائد على (موسى) عليه السلام، ليس على (الله) جل وعلا.

ومن ذكر هذا الحديث، في كتب الاعتقاد، والأسماء والصفات- كما فعل الإمامان أبو عبد الله ابن بطة، وأبو بكر البيهقي - لم يرد منه إثبات لبس الجبة والصوف لله جل وعلا، وتنزه عن ذلك.

وإنما مراده إثبات صفة الكلام لله، كما هي ظاهرة في الحديث، وهذه صفة قد ثبتت بالقرآن، والسنة المتواترة، والإجماع.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير