تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[طقوس الألمعي .. بين الإيمان والكفر (د. صالح السندي)]

ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[23 - 05 - 10, 05:46 م]ـ

طقوس الألمعي .. بين الإيمان والكفر

(ردٌ على مقال: سلفي في مقام سيدي عبد الرحمن لإبراهيم طالع الألمعي)

الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على عبده المصطفى وآله وصحبه ومن اقتفى، أما بعد: فإن تحقيق التوحيد -الذي هو لب الدين ولحُمته وسداه- يعني انجذاب الروح إلى الله تعالى؛ محبة وخوفا، وتوكلا ودعاء، وإجلالا وتعظيما؛ فلا يرجو العبد سواه، ولا يخشى إلا إياه، ولا ينيب إلا إليه، ولا يتوكل إلا عليه؛ إذ ليس في قلبه شيء لغيره، ولا رغبة إلى من سواه؛ فيكون متحققا بقوله تعالى: (وأن إلى ربك المنتهى)؛ فليس وراءه سبحانه غاية تطلب، وليس دونه غاية إليها المنتهى.

ومن البلية -والبلايا اليوم جمة- أن تنتكس المفاهيم وتُشوه الحقائق المتعلقة بجناب التوحيد؛ ومن جديد ما حُمل من ذلك إلى الناس مقال موحش في مبناه ومعناه، بعنوان: (سلفي في مقام سيدي عبد الرحمن) للكاتب إبراهيم طالع الألمعي، منشور في صحيفة الوطن (الخميس 29/ 5/1431هـ)، تعرض فيه الكاتب لأصل الدين وأساس الملة فأتى بالفواجع؛ فحسّن القبيح وقبّح الحسن، فالتحذير من الشرك والغلو في الأموات والدعوة إلى أن تتعلق القلوب ببارئها وحده وأن تتجه له دون أحد سواه قد ألبسها لباسا بشعا، بينما وصف الشعوذات -بصريح العبارة- بكونها (نوعا من أنواع الحياة المتكاملة)! وجعل الغلو الشركي في الصالحين تخليدا للعظماء والرموز! في سلسلة من المغالطات التي لا يخفى انحرافها على صبيان الكُتّاب، وسأقف وقفات يسيرة مع بعضها.

وقبل أن أسترسل أشير إلى أن الكاتب يتوهم أنه يصادم بأطروحاته الفكر الذي تميّز من الغيظ بسببه (الفكر السلفي) ولم يكن كلامه في نقده سوى نقد مقذع عارٍ عن المناقشة العلمية والبحث المنهجي؛ فهو في نظره ليس سوى: (ثقافة جرداء مسطحة الفكر)! وليس ثمة جديد! طرحٌ مكرور ممجوج؛ فالطعن في "السلفية" أضحى شغل كل من يريد أن (يُسمع صوته ويُري مكانه)، ولست بحاجة إلى أن أقيم البراهين على أن المنهج السلفي -وهو الذي عليه أئمة الإسلام من الصحابة فمن بعدهم، ومن أئمة المذاهب الأربعة ومن سار على نهجهم- أسعد بالحق في كل ما اختلفت الأمة فيه؛ فهو غني -بقوة حجته ونصاعة بيناته وعمق طرحه- عن دفاع المدافعين، ولن يضيره هيش الشانئين وتشويههم، وإنما أريد أن أقول: إن الكاتب يعارض -بجهل أو تجاهل- الكتاب والسنة صراحة، ويناقض أصول الملة وقواعدها؛ فإنه إذا كان يعيب حملة هذا النهج الرشيد ويصفهم بما سبق لكونهم (لم يكونوا طقوسيين)! -على حد تعبيره- فليعلم أن إنكارهم (الطقوس) من الغلو في القبور، ومظاهر الشرك بالأموات شيءٌ تعلموه من النبي الخاتم محمد بن عبد الله -عليه الصلاة والسلام-.

إنه لمسكين من يظن أن هذه الدعوة المباركة إلى صفاء الاعتقاد قد ابتكرها من يعنيهم -وأكثر الناس بلادة يدرك من يقصد- .. إنها دعوة حمل لواءها سيد ولد آدم -عليه الصلاة والسلام- والأنبياء قبله، وما دعاة التوحيد إلا جنود منضوون تحت هذا اللواء الكريم؛ فليدرك الكاتب إذن خطورة هذا الوصف الذي أطلقه: (ثقافة جرداء مسطحة الفكر) فإنه يهوي به في واد سحيق! فالنبي الكريم عليه الصلاة والسلام هو الذي بعث عليا رضي الله عنه -كما في صحيح مسلم- أن لا يدع قبرا مشرفا إلا سواه؛ وهو الذي قال -كما في الصحيحين-: (لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد) يحذّر ما صنعوا، وهو الذي نهى -كما في صحيح مسلم- عن أن يُجصص القبر وأن يُنى عليه وأن يُصلى إليه. هذا هو هديه، وهذا ما دعا إليه محاربو الطقوس اتباعا له، فما الذي يدعو إليه الكاتب وما الذي يريد أن يبثه في صفوف المسلمين؟ دونك أيها القارئ بعض ما سوده الكاتب في مقاله:

أولا: يتباكى الكاتب على حال بعض الأهالي قديما حين كانوا يضعون الزهور على قبر الولي! فأين هذا الفعل في هديه عليه الصلاة والسلام مع قبور أصحابه؟ وأين هذا في هدي أصحابه من بعده؟

فهل عدم القيام به أو النصيحة بتركه -اتباعا لهدي النبي الكريم عليه الصلاة والسلام- من (الثقافة الجرداء مسطحة الفكر)؟!

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير