تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[مسألة هل تقوم الحجة بالبلوغ فقط ولا يشترط الفهم أم بالبلوغ والفهم (قال الشيخ السعيدان الخلاف بينهم لفظي لا حقيقي!!) أجمع العلماء على مطلق الفهم ..]

ـ[أبو البراء القصيمي]ــــــــ[21 - 05 - 10, 10:33 م]ـ

قال الشيخ وليد السعيدان في كتابة قواعد في الحكم على الآخرين:

((القاعدة السابعة))

لا تقوم الحجة على المعين إلا بالبلوغ ومطلق الفهم

وقد اختلف العلماء فيما تقوم به الحجة على قولين فمنهم من قال بأنها تقوم إلا بالبلوغ فقط ولا يشترط الفهم، ومنهم من قال أنها لا تقوم بالبلوغ والفهم؛ وقد حققنا أن الخلاف بينهم لفظي لا حقيقي وذلك أن الجميع اشترط لقيامها مطلق الفهم والجميع اتفقوا على أنه ليس من شروطها الفهم المطلق والذين يثبتونه إنما يريدون إثبات مطلق الفهم، ولذلك فهذه القاعدة متفق على مدلولها بين العلماء رحمهم الله تعالى وبه تعلم أن الحجة على المكلف لا تقوم إلا بأمرين: الأول بلوغ النص، والثاني فهمه مطلق الفهم، ونعني بمطلق الفهم أي معرفته وإدراكه مطلق الإدراك وهذه القاعدة قد تظافرت الأدلة على صحتها ويكفيك في ذلك إجماع العلماء قاطبة على مقتضاها، فإن الإجماع حجة يجب المصير إليه وتحرم مخالفته وخصوصاً الإجماع القطعي، وقد ذكرنا في موضع آخر التفريق بين مطلق الشيء والشيء المطلق فمن الأدلة على صحتها غير الإجماع قوله تعالى: {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتى نَبْعَثَ رَسُولاً} وقوله تعالى: {وَأُوحِيَ إِليَّ هَذَا القُرْآن لأنْذِرَكُم بِهِ وَمنْ بَلغ} فهذا إخبار من الله تعالى عن عدله وأن لا يعذب أحداً إلا بعد قيام الحجة عليه بإرسال الرسل، وأن الله جل وعلا أنزل كتابه للإنذار وإقامة الحجة على العباد ومن ذلك حديث ابن عمر في القوم الذين صلوا إلى بيت المقدس بعد نسخه وعذروا بذلك لعدم علمهم بالناسخ فإذا كان هذا حال القريب من مهبط الأدلة فكيف بمن كان بعيداً كأهل مكة واليمن ومن في الحبشة فلا معذورون لعدم علمهم ولا يكلف الله نفساً إلا وسعها، ومن ذلك الحديث المشهور الذي رواه الإمام أحمد في المسند عن النبي r أنه قال: (يكون يوم القيامة رجل أصم لا يسمع شيئاً ورجل أحمق ورجل هرم ورجل مات في فترة، فأما الأصم فيقول: رب لقد جاء الإسلام وما أسمع شيئاً، وأما الأحمق فيقول: رب لقد جاء الإسلام والصبيان يحذفونني بالبعر، وأما الهرم فيقول: أي رب لقد جاء الإسلام وما أعقل شيئاً، وأما الذي مات في الفترة فيقول: أي رب ما أتاني من رسول، فيأخذ مواثيقهم ليطيعنه فيرسل إليهم أن ادخلوا النار، قال: فوالذي نفسي بيده لو دخلوها لكانت عليهم برداً وسلاماً) صححه الحافظ ابن القيم وعبد الحق الإشبيلي وغيرهم. فهؤلاء قد عذرهم الله تعالى، فأما الأصم الذي لا يسمع ومن مات في الفترة فعذرهما لعدم وصول الحجة إليهم، وأما الأحمق والهرم فعذرهما لعدم فهمهما، مما يدل على اشتراط البلوغ والفهم لقيام الحجة، ومن ذلك أيضاً: حديث عدي بن حاتم في أكله في نهار رمضان فإن النص قد بلغه ولكنه لم يفهمه على وجهه الصحيح ولذلك عذره النبي r لعدم فهمه، مما يدل على أهمية الفهم لقيام الحجة، وكذلك حديث (لا يصليّن أحدكم العصر إلا في بني قريضة) وأن بعض القوم أخرها عن وقتها وبعضهم صلاها في وقتها في الطريق ولم يعنف النبي r على أحدٍ منهم، ومن المعلوم أن أحد الفريقين أخطأ في الفهم لأن الحق لا يتعدد فكون النبي r لم يعنف على أحدٍ منهم دل على أنه عذر المخطئ لعدم فهمه للنص، مما يدل على أهمية الفهم لقيام الحجة، ومن ذلك حديث الذي أهدى للنبي r رق خمر فقال: (أما علمت أنها حرمت) فهذا لم يعنفه النبي r لعدم علمه بالتحريم لأن النص لم يبلغه لكونه من الأعراب فدل على اشتراط بلوغ النص لقيام الحجة. ومن ذلك حديث الذي بال في المسجد وأن النبي r لم يزجره بل تركه يبول وقال له: (إن هذه المساجد لا يصلح فيها شيء من هذا الأذى والقذر ... الحديث) ففعله فعل جاهل لا يعلم بالحكم فعذره r لأن الحجة لم تقم عليه لعدم بلوغ النص إليه ولذلك ترفق به r وعلمه أكمل التعليم بأحسن بيان. ومثله أنه لما ضاع عقد عائشة في سفرهم الذي نزلت فيه آية التيمم بعث r قوماً يتلمسونه وليسوا على ماءً وليس معهم ماء فنزلت آية التيمم ومرت عليهم بعض الصلوات ولم

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير