تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[من فقه الإمام المجدد في الدعوة إلي التوحيد (1)]

ـ[ابوالمنذر]ــــــــ[26 - 06 - 10, 01:27 م]ـ

إلي التوحيد من جديد (1)

مسئلة: إثارة النقاش حول الصفات الإلهية

قراءة في فقه الإمام المجدد محمد بن عبدالوهاب رحمه الله

- الوحى بشقيه-القرآن الكريم والسنة النبوية- هو الوسيلة الوحيدة للوصول إلي معرفة الله عز وجل ذاتا وأسماءا وصفاتا، ولم ولن يتأتى لأحد مهما كان أن يجتهد أو يناقش فيها، بل يقابل النص بالإيمان والتعظيم.

- والحديث حول أسماء الله وصفاته يأخذ بلب الموحد، ويثمر بقلبه أنواع من العبادات القلبية مما يؤدي إلي الشعور بالقرب والسعي في مراضي الرب جل وعلا، وأحوال السلف في مشاهد التعظيم والخشية والرجاء والحب تشهد لذلك،هذا مع ما يجتنف حديثهم من الأدب والتزام جانب التعظيم، وهذا ظاهر جلي لكل ذي بصر وبصيرة، وقد تكلم على ذلك الإمام ابن عبد السلام و ابن القيم رحمهما الله وغيرهما في كتبهم.

- وهنا ملاحظات:

- إن العلوم الشرعية من فقه وحديث بل حتى علوم القرآن الكريم وغيرها إلا ولها أصول وقواعد كأصول الفقه والقواعد الفقهية بالنسبة للفقه،وأصول الحديث أو علم مصطلح الحديث بالنسبة للحديث، والقرآن الكريم له علوم القرآن فالتلاوة لها علم التجويد وعلوم القراءات،وعلم التفسير له أصول التفسير وغيرها. عدا التوحيد والإيمان فقواعده وأصوله هي القرآن الكريم ذاته والسنة النبوية نفسها ومعرفة دلالة الألفاظ العربية والفطرة المستقيمة السوية. وكل القواعد والأصول تذكر في مجال الرد لا مجال التأسيس والبناء إلا قواعد تعدّ على أصابع اليد الواحدة وهي قواعد قرآنية أو نبوية أساسًا.

- لا يُعرف بين السلف الأول لاسيما قرن الصحابة والتابعين أيّ خلاف على مسألة من مسائل التوحيد والاعتقاد،وإنما نجد الخلاف في الفقه والتفسير وغيرها. أما الخلاف الناشئ في عهدهم فهو خلاف من لم يتبع طريقتهم في التلقي والاستدلال ممن نابذوا الصحابة ش والتابعين رحمهم الله.

- آيات وأحاديث الصفات قد تدخل بوجه من باب المتشابهات، وهو الكيفية كسائر أمور الغيب، فعن ابن عباس رضي الله عنهما: " أنه رأى رجلا انتفض لما سمع حديثا عن النبي صلى الله عليه وسلم في الصفات استنكارا لذلك، فقال: ما فرق هؤلاء، يجدون رقة عند محكمه، ويهلكون عند متشابهه؟ أخرجه عبد الرزاق في المصنف (20895)، وابن أبي عاصم في السنة (485) وصححه الألباني في ظلال الجنة.

قال ابن كثير رحمه الله: (يخبر تعالى أن في القرآن آيات محكمات هن أم الكتاب، أي: بينات واضحات الدلالة، لا التباس فيها على أحد من الناس، ومنه آيات أخر فيها اشتباه في الدلالة على كثير من الناس أو بعضهم، فمن ردّ ما اشتبه عليه إلى الواضح منه، وحكم محكمه على متشابهه عنده، فقد اهتدى. ومن عكس انعكس؛ ولهذا قال تعالى: {هُوَ الَّذِي أَنزلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ} أي: أصله الذي يرجع إليه عند الاشتباه {وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ} أي: تحتمل دلالتها موافقة المحكم، وقد تحتمل شيئًا آخر من حيث اللفظ والتركيب، لا من حيث المراد ...... ثم ذكر أقوال السلف في ذلك ثم قال:وأحسن ما قيل فيه الذي قدمناه، وهو الذي نص عليه محمد بن إسحاق بن يسار، رحمه الله، حيث قال: {مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ} فيهن حجة الرب، وعصمة العباد، ودفع الخصوم والباطل، ليس لهن تصريف ولا تحريف عما وضعن عليه.

قال: والمتشابهات في الصدق، لهن تصريف وتحريف وتأويل، ابتلى الله فيهن العباد، كما ابتلاهم في الحلال والحرام ألا يصرفن إلى الباطل، ولا يحرّفن عن الحق.) تفسير ابن كثير [جـ2 /صـ6: 8] بتصرف.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير