[عقيدة الشيخ سيد سابق في الأسماء والصفات]
ـ[عادل القطاوي]ــــــــ[10 - 07 - 10, 03:53 م]ـ
[عقيدة الشيخ سيد سابق في الأسماء والصفات]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن والاه ..
أما بعد:
فقد اطلعت على كتاب العقائد الإسلامية للشيخ سيد سابق - رحمه الله - طبع مكتبة الفتح الإعلامي العربي بالقاهرة.
ورأيت بعد قراءتي في المقدمة وبابي معرفة الله والأسماء والصفات أن الشيخ -رحمه الله – حاول جهده أن يخرج عن منهج الأشاعرة في باب الإستدلال على وجود الله فلم يقل بنظريات المتكلمين من متأخري الأشاعرة وإنما عرج على الفطرة واستدلال العقل بما في ملكوت الله على وجوده.
ولكنه جاء في باب الأسماء والصفات فقرر عين ما تقرره الاشاعرة إلا أنه هرب من كثير من المناقشات الكلامية .. واستلزاماتهم العقلية ..
وهو في الجملة يؤيد اثبات سبعة صفات فقط من صفات الذات .. وينفي الحرف والصوت في كلام الله، ويؤول صفتي الرحمة والنور ..
وهذه اطلالة سريعة على هذين البابين:
في مستهل تعريفاته للعقيدة والايمان قام بربط العمل بالايمان وذكر آيات (الذين آمنوا وعملوا الصالحات) لكنه قال في هامش (ص9) في تعريف الايمان: والايمان بمعنى التصديق.
ولعله أشار به على معناه اللغوي لا الشرعي والاصطلاحي، وإن كان في تعريف الإيمان بالتصديق لغة تعريف ناقص، والأولى أن يقال هو التصديق والإقرار. هذا في اللغة، وهو عند أهل السنة: قول وعمل ونية يزيد وينقص كما هو معلوم.
ذكر (ص13) أن منهج الرسل في العقيدة هو النظر في ملكوت السماوات والارض وفي رسالة الله.
ذكر (ص14) أن تحكيم العقل فيما لا قدرة عليه والقضايا الفلسفية والأقيسة المنطقية والمناقشات الكلامية والبيزنطية كانت سببا في الانحراف عن منهج الرسل.
ذكر (ص14) تقسيم المدارس العقدية: أهل الحديث – الأشعرية – الماتريدية – المعتزلة – الشيعة – الجهمية. وأن كل مدرسة تعتقد أنه الحق.
ولم يختار لنفسه فئة منها .. وإنما اختار في عرض العقيدة على الكتاب والسنة كما قال.
ذكر (ص15) أهم النقاشات التي دارت بين الأشعرية والمعتزلة.
وختم مقدمته بأن العقيدة التي يدعو إليها هي بالرجوع إلى القرآن والسنة.
وفي باب معرفة الله:
ذكر (ص 16) أن هناك وسيلتان لمعرفة الله: الأولى: العقل والنظر فيما خلق الله من أشياء.
الثاني: معرفة أسماء الله وصفاته.
وذكر حديث تعداد الأسماء الحسنى برواية الترمذي، وذكر في تفسير الأسماء الحسنى أن الرحمن: المنعم بجلائل النعم. والرحيم: المنعم بدقائقها.
وهذا ظاهر في تأويله لصفة الرحمة مع أنه قال في اسم الله الفتاح: الذي يفتح خزائن رحمته لعباده.
فأثبت الرحمة في هذه الصفة وأولها في اسمي الرحمن الرحيم.
وقال في اسم الله العلي: الذي بلغ أعلى المراتب التي لا يتصورها العقل، ولا يدركها الفهم.
فجعل العلو علو المرتبة والمنزلة أي أنه ليس هناك علوا حقيقيا.
وقال في اسم الله النور: الظاهر بنفسه والمظهر لغيره.
وفي اثبات وجود الله عرج على الفطرة والبحث في عظمة الكون واستدل بالايات وبكلام العلماء الكونيين الغربيين.
وفي باب الصفات:
(ص48) قسمها الى صفات سلبية وصفات ثبوتية وصفات ذات وصفات أفعال.
وقال (48) في معنى قوله: وكان عرشه على الماء أن العرش في جهة العلو.
(ص48) رده لحديث: أول ما خلق الله العقل، وحديث: أول ما خلق الله نور نبيك يا جابر.
وفي ص (52) يبلور عقيدته في الصفات موافقة منه بالجملة لعقيدة السلف، بقوله:
وقال:
وفي الصفات الثبوتية ذكر في ص (58) القدرة – الإرادة – العلم – الحياة – الكلام – السمع - البصر. أي سبعة صفات كالأشعرية تماما.
ونفي الحرف والصوت في كلام الباري فقال:
وقسم صفات الله إلى صفات ذات وصفات أفعال فقال:
كما دعا الى الرجوع الى تأليف الغزالي في الأسماء الحسنى فقال:
هذا ما اطلعت عليه من كتابه وإن كانت هناك مواضيع عن القدر واليوم الآخر ولكن لم يتسنى لي استكمالها بعد وحسبي التركيز على هذين البابين إلى حين.
والخلاصة:
أنه حين أثبت المنهج العام للسلف في الصفات واستشهد بكلام الامام الشافعي تراه يعرج على سبعة صفات فقط كالأشعرية ولا يبالي بغيرها مما ثبت في القرآن والسنة.
وطريقته في نفي الصوت والحرف عن كلام الله وتأويل صفتي الرحمة والنور يشعر بأنه متأثر بمذهب الأشاعرة، وإن كان لم يوافقهم على الاستدلال بطريقة حدوث الأجسام والجوهر والعرض وما أشبه ذلك ..
وعموما: نسأل الله أن يرحمه ويغفر له، فللرجل سابق كاسمه في تبسيط الفقه وعرضه في صورة أجمعت الأمة في هذا العصر على قبول كتابه ووضعه في محله ..
والحمد لله رب العالمين أولا وآخرا.
ـ[عادل القطاوي]ــــــــ[10 - 07 - 10, 04:05 م]ـ
بعض النقول الناقصة في المقال أعلاه هي:
قوله: وما ورد في الآيات الكريمة والسنة المطهرة بما يوهم ظاهره مشابهة الله لخلقه في بعض صفاتهم فنؤمن به بدون تشبيه ولا تمثيل ولا تعطيل ويسعنا ما وسع السلف رضي الله عنهم وأرضاهم.
وأحسن ما يقال في ذلك ما قاله الإمام الشافعي:
آمنت بكلام الله على مراد الله، وبكلام رسول الله على مراد رسول الله. اهـ
وقال:
الأحد: وهو سبحانه واحد في ذاته وصفاته وأفعاله.
ووحدة الذات: معناها أن ذاته ليست مركبة من أجزاء وأنه لا شريك له في ملكه.
ووحدة الصفات معناها: أنه ليس لأحد صفة تشبه صفة من صفاته.
ووحدة الأفعال: معناها أنه ليس لأحد غيره فعل من الأفعال فالله خالق كل شيء ومبدع كل شيء فهو سبحانه مستقل بالايجاد والابداع. اه،
وقال:
والله سبحانه متكلم، وكلامه ليس بحرف وصوت.
¥