ثُمَّ الرِّضَا مِنْهُ مَعَ الْمَحَبَّةِ
غَيْرُ الْمَشِيئَةِ مَعَ الإِرَادَةِ
فَلَيْسَ يَرْضَى الْكُفْرَ لِلْعِبَادِ
وَفِعْلُهُ مِنْهُمْ عَلَى الْمُرَادِ
هُوَ الَّذِي يَرْزُقُ ثُمَّ الرِّزْقُ مَا
يَحْصُلُ مِنْهُ النَّفْعُ لَوْ مُحَرَّمَا
بِيَدِهِ الْهُدَى مَعَ الإِضْلاَلِ
أَيْ خَلْقُ الاِهْتِدَاءِ وَالضَّلاَلِ
وَالاِهْتِدَا الإِيمَانُ وَالتَّوْفِيقُ
فِيمَا هُوَ الأَشْهَرُ وَالتَّحْقِيقُ
الْخَلْقُ لِلْقُدْرَةِ وَالدَّاعِيَةِ
لِطَاعَةٍ وَقِيلَ خَلْقُ الطَّاعَةِ
فَضِدُّهُ الْخِذْلاَنُ وَاللُّطْفُ الَّذِي
بِهِ صَلاَحُ الْعَبْدِ آخِرًا خُذِ
وَالْخَتْمُ وَالطَّبْعُ مَعَ الأَكِنَّةِ
الْخَلْقُ في الْقُلُوبِ لِلضَّلاَلَةِ
أَرْسَلَ لِلأَنَامِ رُسْلاً وَافِرَهْ
بِالْمُعْجِزَاتِ الظَّاهِرَاتِ الْبَاهِرَهْ
وَخَصَّ مِنْ بَيْنِهِمُ مُحَمَّدَا
بِأَنَّهُ خَاتِمُهُمْ وَالْمُبْتَدَا
وَبَعْثِهِ لِلثَّقَلَيْنِ أَجْمَعِينْ
وَفَضْلِهِ عَلَى جَمِيعِ الْعَالَمِينْ
يَلِيهِ إِبْرَاهِيمُ ثُمَّ مُوسَى
وَنُوحُ وَالرُّوحُ الْكَرِيمُ عِيسَى
وَهُمْ أُولُو الْعَزْمِ فَمُرْسَلُو الأَنَامْ
فَالأَنْبِيَاءُ فَالْمَلاَئِكُ الْكِرَامْ
وَاخْتَلَفَتْ في خَضِرٍ أَهْلُ النُّقُولْ
قِيلَ وَلِيٌّ وَنَبِيٌّ وَرَسُولْ
لُقْمَانِ ذِي الْقَرْنَيْنِ حَوَّى مَرْيَمِ
وَالْمَنْعُ في الْجَمِيعِ رَأْيُ الْمُعْظَمِ
مُعْجِزَةُ الرَّسُولِ أَمْرٌ خَارِقْ
لِعَادَةٍ مَعَ ادِّعَا مُوَافِقْ
وَلَمْ يَكُنْ عُورِضَ وَالإِيمَانُ
تَصْدِيقُ قَلْبٍ أَيِ الاِطْمِئْنَانُ
وَإِنَّمَا بِالنُّطْقِ مِمَّنْ قَدْ قَدَرْ
بِكِلْمَةِ الشَّهَادَتَيْنِ يُعْتَبَرْ
وَالنُّطْقُ شَرْطٌ فِيهِ عِنْدَ الْخَلَفِ
وَمِنْهُ شَطْرٌ عِنْدَ جُلِّ السَّلَفِ
وَجَازَ أَنْ يَقُولَ إِنِّي مُؤْمِنْ
إِنْ شَاءَ رَبِّي خَشْيَةً أَنْ يُفْتَنْ
بَلْ هُوَ أَوْلَى عِنْدَ جُلِّ السَّلَفِ
وَأَنْكَرَ الْقَوْلَ بِهَذَا الْحَنَفِي
وَالْمُرْتَضَى عَنْ عُظَمَاءِ الشَّانِ
قَبُولُهُ لِلزَّيْدِ وَالنُّقْصَانِ
وَعَمَلُ الْجَوَارِحِ الإِسْلاَمُ
وَشَرْطُهُ الإِيمَانُ وَالتَّمَامُ
بَعْدَ حُصُولِ ذَيْنِ بِالإِحْسَانِ
أَنْ تَعْبُدَ اللهَ عَلَى الْعِيَانِ
وَالْفِسْقُ لاَ يُزِيلُ الاِيمَانَ وَلاَ
يُخَلَّدُ الْفَاسِقُ فِيهَا لِلْمَلاَ
أَوَّلُ شَافِعٍ وَمَنْ يُشَفَّعُ
نَبِيُّنَا وَهْوَ الْمَقَامُ الأَرْفَعُ
وَلاَ يَمُوتُ الْمَرْءُ إِلاَّ بِالأَجَلْ
وَالنَّفْسُ بَعْدَ الْمَوْتِ تَبْقَى لِلْمَلَلْ
وَفي فَنَاهَا قَبْلَ بَعْثٍ حَصَلاَ
تَرَدُّدٌ وَصَحَّحَ السُّبْكِيُّ لاَ
وَشَهَّرُوا بَقَاءَ عُجْبِ الذَّنَبِ
وَالْمُزَنِي يَبْلَى وَأَوِّلْ تُصِبِ
وَالرُّوحُ عَنْهَا أَمْسَكَ النَّبِيُّ مَعْ
سُؤَالِهِ فَلاَ تَخُضْ فِيهَا وَدَعْ
حَقُّ كَرَامَاتٍ لِلاَوْلِيَاءِ
قَالَ الْقُشَيْرِيُّ بِلاَ انْتِهَاءِ
لِوَلَدٍ بِدُونِ وَالِدٍ وَمَا
أَشْبَهَهُ قِيلَ وَهَذَا الْمُعْتَمَى
وَلاَ نَرَى تَكْفِيرَ أَهْلِ الْقِبْلَةِ
وَلاَ الْخُرُوجَ أَيْ عَلَى الأَئِمَّةِ
مِنَ الْفُرُوضِ النَّصْبُ لِلإِمَامِ
وَلَوْ لِمَفْضُولٍ عَلَى الأَنَامِ
حَقٌّ عَذَابُ الْقَبْرِ كَالسُّؤَالِ
لِمَنْ عَدَا الشَّهِيدِ وَالأَطْفَالِ
وَالْحَشْرُ مَعْ مَعَادِنَا الْجِسْمَانِي
وَالْحَوْضِ وَالصِّرَاطِ وَالْمِيزَانِ
وَالنَّارُ وَالْجَنَّةُ مَخْلُوقَانِ
الْيَوْمُ وَالأَشْرَاطُ ذَاتُ الشَّانِ
طُلُوعُ شَمْسِهَا وَمعْهَا الْقَمَرُ
مِنْ مَغْرِبٍ بَعْدَ ثَلاَثٍ تُنْظَرُ
وَيَخْرُجُ الدَّجَّالُ ثُمَّ يَنْزِلُ
عِيسَى وَفي رَمْلَةِ لُدٍّ يَقْتُلُ
الْخَسْفُ وَالدَّابَةُ وَالدُّخَانُ
وَبَعْدَ هَذَا يُرْفَعُ الْقُرْآنُ
وَأَفْضَلُ الأُمَّةِ صِدِّيقٌ يَلِي
فَعُمَرٌ فَالأُمَوِيُّ فَعَلِي
فَسَائِرُ الْعَشْرَةِ فَالْبَدْرِيَّةُ
فَأُحُدٌ فَالْبَيْعَةُ الزَّكِيَّةُ
وَأَفْضَلُ الأَزْوَاجِ بِالتَّحْقِيقِ
خَدِيجَةٌ مَعَ ابْنَةِ الصِّدِّيقِ
وَفِيهِمَا ثَالِثُهَا الْوَقْفُ وَفي
عَائِشَةٍ وَابْنَتِهِ الْخُلْفُ قُفِي
وَالْمُرْتَضَى تَقَدُّمُ الزَّهْرَاءِ
بَلْ وَعَلَى مَرْيَمٍ الْغَرَّاءِ
وَمَا بِهِ عَائِشَةٌ قَدْ رُمِيَتْ
فَإِنَّهَا بِغَيْرِ شَكٍّ بُرِّئَتْ
ثُمَّ الَّذِي بَيْنَ الصَّحَابَةِ شَجَرْ
نُمْسِكُ عَنْهُ وَنَرَى الْكُلَّ ائْتَجَرْ
وَالشَّافِعِي وَمَالِكٌ وَالْحَنْظَلِي
إِسْحَاقُ وَالنُّعْمَانُ وَابْنُ حَنْبَلِ
وَابْنُ عُيَيْنَةَ مَعَ الثَّوْرِيِّ
وَابْنُ جَرِيرٍ مَعَ الاَوْزَاعِيِّ
وَالظَّاهِرِي وَسَائِرُ الأَئِمَّهْ
عَلَى هُدَىً مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَهْ
وَالأَشْعَرِيُّ الْحُجَّةُ الْمُعَظَّمُ
إِمَامُنَا في السُّنَّةِ الْمُقَدَّمُ
وَأَنَّ مَا كَانَ الْجُنَيْدُ يَلْزَمُ
وَصَحْبُهُ فَهْوَ طَرِيقٌ قَيِّمُ
فهل من شارح لنا تلك الأبيات بالدليل و له دعوة الخير.
¥