تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الطريق الثاني: أخرجه أبو نعيم في "معرفة الصحابة" (7493) من طريق إسماعيل بن إسحاق القاضي، ثنا إسحاق بن محمد الفروي، حدثتنا (أم عروة) ([9])، عن أبيها جعفر، عن الزبير، عن صفية، به مطولاً، وشك الراوي في كون هذه الحادثة في غزوة أحد أم الخندق.

الطريق الثالث: أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (24/ 321 - 322/ 809)، قال: حدثنا علي بن عبد العزيز، ثنا إسحاق بن محمد الفروي، حدثتنا أم عروة بنت جعفر بن الزبير، عن أبيها، عن جدتِها صفية، به مطولاً، وذكر الراوي أنَّ هذه الحادثة كانت في غزوة أحد.

الطريق الرابع: أخرجه الحاكم في "المستدرك" (4/ 50 - 51) من طريق إبراهيم بن الحسين بن ديزيل، ثنا إسحاق بن محمد الفروي، حدثتنا (أم عروة) ([10]) بنت جعفر بن الزبير، عن أبيها، عن جدها الزبير، عن أمه صفية، به مطولاً، ولكن ذكر الراوي أنَّ هذه الحادثة كانت في غزوة الخندق.

قلتُ: وهذه الأسانيد مدارها على إسحاق بن محمد الفروي، قال الحافظ: [صدوق كُفَّ فساء حفظه]، وقد اضطرب فيها أيضاً في الإسناد، فتارة يرويه موصولاً، وتارة يرويه منقطعاً بإسقاط الزبير من الإسناد.

وقد اضطرب أيضاً في المتن، فتارة يذكر أنَّ هذه الحادثة كانت في غزوة أحد، وتارة يذكر أنّها كانت في غزوة الخندق، وتارة يروي ذلك على الشك.

وأضِف إلى ذلك العلتين السابقتين، وهما: جهالة جعفر بن الزبير، وأم عروة، فالإسناد على كل حال ضعيف جداً، لا يصلح في الشواهد والمتابعات.

2 - أخرج ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (12/ 432)، والْمِزِّي في "تَهذيب الكمال" (2/ 98 - ط2.الرسالة) مِن طريقِ الزُّبَيْر بْنُ بَكَّارٍ، حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ جَدِّي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُصْعَبٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كَانَ ابْنُ الزُّبَيْرِ يُحَدِّثُ، فذكر الحديث مطولاً وبه زيادات منكرة.

قلتُ: وهذا إسنادٌ ضعيف جداً؛ مسلسل بالعلل:

الأولى: الانقطاع بين "مصعب بن ثابت" وبين "عبد الله بن الزبير".

الثانية: مصعب بن ثابت بن عبد الله بن الزبير، قال الحافظ: [لين الحديث، وكان عابداً] ([11]).

الثالثة: عبد الله بن مصعب بن ثابت، قال يحيى بن معين: [كان ضعيف الحديث، لم يكن عنده كتابٌ، إنما كان يحفظ] ([12])، وقال أبو حاتم: [هو شيخ، بابة عبد الرحمن بن أبي الزناد] ([13]).

الرابعة: علي بن صالح، هو المدني، قال الحافظ ابن حجر: [مَسْتور] ([14]).

3 - أخرج الواقدي في "المغازي" (2/ 264 - 265)، قال: وحدثني شيخ من قريش قال: كان حسان بن ثابت رجلاً جباناً، فذكر الحديث مختصراً.

قلتُ: هذا إسنادٌ موضوع، مسلسل بالعلل:

الأولى: الانقطاع بين الشيخ القرشي، وبين أحداث القصة.

الثانية: جهالة الشيخ القرشي.

الثالثة: الواقدي، هو محمد بن عمر ([15])، قال أحمد بن حنبل: [هو كذاب]، وقال الشافعي: [كتب الواقدي كلها كذب]، وقال النسائي: [الكذابون المعروفون بالكذب عن رسول الله أربعة: الواقدي بالمدينة، .. ].

بيان وتخريج الطريقين المرسلين عن "عروة بن الزبير" و "عباد بن عبد الله بن الزبير"

1 - مرسل عروة:

قال ابن سعد في "الطبقات الكبرى" (10/ 41): أَخْبَرَنَا أَبُو أُسَامَةَ حَمَّادُ بْنُ أُسَامَةَ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ النَّبِيَّ كَانَ إِذَا خَرَجَ لِقِتَالِ عَدُوِّهِ مِنَ الْمَدِينَةِ رَفَعَ أَزْوَاجَهُ وَنِسَاءَهُ فِي أُطُمِ حَسَّانَ بْنِ ثَابِتٍ، لأَنَّهُ كَانَ مِنْ أَحْصَنِ آطَامِ الْمَدِينَةِ، وَتَخَلَّفَ حَسَّانُ يَوْمَ أُحُدٍ، فَجَاءَ يَهُودِيُّ فَلَصِقَ بِالأُطُمِ يَسْتَمِعُ وَيَتَخَبَّرُ، فَقَالَتْ صَفِيَّةُ بِنْتُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ لِحَسَّانَ: انْزِلْ إِلَى هَذَا الْيَهُودِيِّ فَاقْتُلْهُ، فَكَأَنَّهُ هَابَ ذَلِكَ، فَأَخَذَتْ عَمُودًا فَنَزَلَتْ، فَخَتَلَتْهُ حَتَّى فَتَحَتِ الْبَابَ قَلِيلاً قَلِيلاً، ثُمَّ حَمَلَتْ عَلَيْهِ فَضَرَبَتْهُ بِالْعَمُودِ فَقَتَلَتْهُ.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير