تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أما الشر المحض الذي لا خير فيه فذاك ليس له حقيقة بل هو العدم المحض، فإن قيل: فإبليس شر محض، والكفر والشر كذلك، وقد دخلوا في الوجود، فأي خير في إبليس وفي وجود الكفر؟ قيل: في خلق إبليس من الحِكم والمصالح والخيرات التي ترتبت على وجوده ما لا يعلمه إلا الله، كما سننبه على بعضه، فالله سبحانه لم يخلقه عبثا ولا قصد بخلقه أضرار عباده وهلاكهم، فكم لله في خلقه من حكمة باهرة وحجة قاهرة وآية ظاهرة ونعمة سابغة، وهو وإن كان للأديان والإيمان كالسموم للأبدان، ففي إيجاد السموم من المصالح والحكم ما هو خير من تفويتها. انتهى.

وقال في موضع آخر عن خلق إبليس: في ذلك من الحِكم مالا يحيط بتفصيله إلا الله، فمنها:

أن يُكمل لأنبيائه وأوليائه مراتب العبودية بمجاهدة عدو الله وحزبه ومخالفته ومراغمته في الله وإغاظته وإغاظة أوليائه والاستعاذة به منه والإلتجاء إليه أن يعيذهم من شره وكيده فيترتب لهم على ذلك من المصالح الدنيوية والأخروية ما لم يحصل بدونه ...

ومنها خوف الملائكة والمؤمنين من ذنبهم بعد ما شاهدوا من حال إبليس ما شاهدوه، وسقوطه من المرتبة الملكية إلى المنزلة الإبليسية؛ يكون أقوى وأتم ولا ريب أن الملائكة لما شاهدوا ذلك حصلت لهم عبودية أخرى للرب تعالى، وخضوع آخر، وخوف آخر.

إلى أن قال: فاقتضت الحكمة الإلهية إخراجه وظهوره، فلا بد إذاً من سبب يُظهر ذلك، وكان إبليس مَحَكّاً يُميز به الطيب من الخبيث. انتهى كلامه رحمه الله.

وذكر أيضا ما يتعلق بحكمة وجود الكفار وغير ذلك، ومن أراد الاستزادة فليرجع إلى الكتاب المذكور.

وقد يقول بعض الناس إن الموت مصيبة وربما ظنّوه شراً

وليس الأمر كذلك

فقد قال عليه الصلاة والسلام: مستريح ومستراح منه. قالوا: يا رسول الله ما المستريح والمستراح منه؟ قال: العبد المؤمن يستريح من نصب الدنيا وأذاها إلى رحمة الله، والعبد الفاجر يستريح منه العباد والبلاد والشجر والدواب. متفق عليه.

ففي الموت راحة للمؤمن، وراحة من الفاجر والكافر.

وكم من أمر يكرهه العبد ويرى أن فيه شراً، وليس كذلك

ولذا قال الله عز وجل: (إِنَّ الَّذِينَ جَاؤُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَّكُم بَلْ هُوَ

خَيْرٌ لَّكُمْ)

وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: لا أبالي أصبحت على ما أحب أو على ما أكره؛ لأني لا أدري الخير فيما أحب أو فيما أكره.

وقال الحسن: لا تكْرهوا النقمات الواقعة والبلايا الحادثة، فلربّ أمر تكرهه فيه نجاتك، ولرب أمر تؤثره فيه عطبك.

وكان شيخنا العثيمين رحمه الله يكره أن يُقال: الحمد لله الذي لا يُحمد على مكروه سواه.

كره هذا اللفظ لأنه يُشعر بعدم الرضا

والأولى أن يُستبدل بقوله عليه الصلاة والسلام: الحمد لله على كل حال.

وأذكر أنني ألقيت درساً في شرح أركان الإيمان، ومنها: الإيمان بالقدر خيره وشرِّه

ثم فصّلت التفصيل المتقدّم، وقلت: إن الشر قد يكون في نظر العبد، ولو كُشفت للعبد حُجب الغيب لما تمنى غير ما قدر الله وقضى.

فكثر السؤال حول هذه المسألة فقام رجل فقال: أنا في هذا البلد مهاجر! وقد طُردت من بلدي، وظننت أن ما حصل لي شر، وإذا بي أرى الخير من خلال ذلك الذي ظننته شراً

قلت له: ذكرتني كلمة جميلة لابن القيم رحمه الله حيث قال: كم مِن محنة في طيّها مِنحة.

والله أعلم.

كتبه

عبد الرحمن بن عبد الله السحيم

http://www.saaid.net/Doat/assuhaim/fatwa/21.htm

ـ[أبو راشد التواتي]ــــــــ[13 - 07 - 10, 07:51 م]ـ

اخي ابونسيبة هدانا الله واياك مضمون هذه المقولة الكفرية واضح

وهو ان يقررو في هذه المقولة ان صفة القبح من صفات الله تعالي الله عما يقول الجاهلون.

اخي ابو الحسنين بارك فيك والحمد لله ان هذه المقولة ليست عندكم.

ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[13 - 07 - 10, 08:22 م]ـ

لم يتبين لي ذلك أخي الكريم.

إذا كان هناك رجل ذميم .. فمن خلقه؟

ـ[أبو راشد التواتي]ــــــــ[13 - 07 - 10, 08:26 م]ـ

اخي ابو نسيببة اود ان اخبرك انك لم تفهم الموضوع ...

ـ[أبو راشد التواتي]ــــــــ[13 - 07 - 10, 08:27 م]ـ

اذا استشكل عليك شي فهذا ايميلي راسلني عليه

[email protected]

ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[13 - 07 - 10, 08:44 م]ـ

لا بأس أخي الكريم. هل ترسل لي على الخاص هنا أفضل؟

وعموما أرسل لك بريدي على الخاص ايضا ان شاء الله

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير