ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[16 - 07 - 10, 11:35 ص]ـ
بارك الله فيك أيها المكرم الفاضل أنس الدركالي
وأقول ختاما لأبي دجانة وفقه الله، الغاية العظمى من تقسيم التوحيد سواء كان تقسيما نظريا كما ندرسه الآن، أو مجرد التقسيم الاعتقادي الإقراري بمعنى أن العبد يفهم هذه المعاني الثلاث كلها من التوحيد هو أن أغلب طوائف المشركين كانوا يعتقدون بربوبية الباري، والمقصد الأعظم من بعثة الرسل كان توحيد العبادة لله (ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت)، فلما دخل المتكلمون الإسلاميون معارك طواحين الهواء مع الملاحدة وعبدة فلاسفة اليونان وكانوا كلهم كفارا لا يؤمنون بالله أصلا، ومنهم من يقول بقدم العالم ـ فكانوا أسوأ حالا من مشركي العرب رغم فلسفتهم ـ لما دخل معهم المسلمون المتكلمون تلك المعارك ذهلوا عن أصل بعثة الرسل وهو توحيد الألوهية، فاغفلوه حتى من تعاريفهم للتوحيد، مما أدى إلى اختلال مفهومهم للإيمان فقال بعضهم المعرفة وقال بعضهم التصديق، ولم يعد للتوحيد العملي أثرا عندهم في الإيمان، وهذا ضياع لجوهر بعثة الرسل أصلا، لذلك فصل العلماء في تبيين أن التوحيد علمي وعملي، ربوبية وألوهية، والأسماء والصفات من توحيد الربوبية كما هو معلوم، واقرأ أول الجزء الثاني من المجلد الأول لمجموع الفتاوى لشيخ الإسلام تجد كلاما طويلا له في المسألة ـ من أول قوله رحمه الله (وَالْمُتَكَلِّمُ يَظُنُّ أَنَّهُ بِطَرِيقَتِهِ - الَّتِي انْفَرَدَ بِهَا - قَدْ وَافَقَ طَرِيقَةَ الْقُرْآنِ: تَارَةً فِي إثْبَاتِ الرُّبُوبِيَّةِ وَتَارَةً فِي إثْبَاتِ الْوَحْدَانِيَّةِ وَتَارَةً فِي إثْبَاتِ النُّبُوَّةِ وَتَارَةً فِي إثْبَاتِ الْمَعَادِ وَهُوَ مُخْطِئٌ فِي كَثِيرٍ مِنْ ذَلِكَ أَوْ أَكْثَرِهِ مِثْلَ هَذَا الْمَوْضِعِ. فَإِنَّهُ قَدْ أَخْطَأَ الْمُتَكَلِّمُ فِي ظَنِّهِ أَنَّ طَرِيقَةَ الْقُرْآنِ تُوَافِقُ طَرِيقَتَهُ مِنْ وُجُوهٍ.) وما بعده
ـ[ابوحمزة]ــــــــ[21 - 07 - 10, 11:08 ص]ـ
سؤال يطرح
الي من يقول التقسيم
شرعي وليس اصطلاحي
لو كان التوحيد بالأستقراء ثلاثة واجمع عليه العلماء
سؤال هل اجمع العلماء علي هذا التقسيم الثلاني؟
ان قلت نعم ولا يجوز مخالفته
لماذا قسم ابن القيم التوحيد الي الاثنين
والحكمي في السلم قسمه الي الأثنين
وهل خالف ابن ابن القيم والحكمي الإجماع؟
ـ[ابو الفيصل]ــــــــ[21 - 07 - 10, 08:59 م]ـ
أرجو من الإخوة المتداخلين أخيرا، قراءة المشاركات و التعقيب على محتواها إن كان هناك إشكال، أما القفز من المشاركة الأولى و كتابة رد!! هذا غير لائق و تدوير للفكرة و الإشكالات.
سبق في المشاركة 26:
الظاهر أيها الإخوة، و هو الذي أفهمه فيما أعلم من النصوص الشرعية أن يقال:
أن الإنسان إذا كان يوحد الله توحيدا صحيحا بلا خلل في جوانبه، اكتفينا بذلك و الحمد لله.
و هذا ما كان يفعله النبي صلى الله عليه و سلم و عليه تواترت نصوص من أراد الإسلام في عهده.
و إذا وجدنا خللا لديه احتجنا إلى التقسيم لإفهامه موطن الخلل و إصلاحه.
هذا من جهة الحاجة للتقسيم.
أما من جهة وجوده و عدمها:
فإن كان المعترض عليه يعترض عليها اصطلاحا فقط دون اعتراض على محتواه و أصله: قلنا لك ذلك، مع أنه ورد عن السلف و أئمة الخلف.
و هذه نقطة حساسة و هي في نظري موطن الخلاف مع بعض الناس الذين نظنهم أخطأوا و هم ليسوا كذلك:
لأنه يعترض على التقسيم اصطلاحا لا وجودا، فربما رأى هو أن يقسم إلى قسمين فيقال:
توحيد إرادة و قصد و طلب، و توحيد معرفة و إثبات.
فرجعنا إلى نفس الهدف الذي نريده و لكن اختلاف الاصطلاح و التقسيم، و هكذا.
قد تتغير التقسيمات (الاصطلاحية) لكن يبقى الهدف و الأصل موجودا، فهذا لا خلاف فيه.
الحالة الثانية للمعترض:
أن يعترض عن أصل التقسيم نهائيا، و أن توحيد الله هو في جانب الربوبية فقط و لذا يعرف التوحيد: لا خالق إلا الله، لا مدبر إلا الله ... الخ.
فهنا نستدل عليه بالنصوص الشرعية التي أثبتت التقسيمات الأخرى.
و نستدل عليه بفعله هو: إذ أن غالب من ينفي هذا التقسيم، يعرف التوحيد بأنه: توحيد الله في ذاته فلا قسيم له، و توحيد في صفاته لا شبيه له، و توحيده في أفعاله لا شريك له!!
فهو قد قسم التوحيد ثلاثة أقسام و لكنها كلها في الربوبية!! و هذا من الضعف إذا أن إثبات الربوبية يستلزم بقية الأوصاف وليست مقتصرة على هذه الثلاث.
و الله أعلم.