[الفوزان: تخصيص خطبة الجمعة لآخر العام لا نعرف لهذا أصل .. هذا يتدرج إلى البدع ..]
ـ[ابوفيصل44]ــــــــ[31 - 01 - 05, 07:51 ص]ـ
[الفوزان: تخصيص خطبة الجمعة لآخر العام لا نعرف لهذا أصل .. هذا يتدرج إلى البدع ..]
اجابات المشاكل الملمة ص229.
ـ[ابوفيصل44]ــــــــ[14 - 01 - 07, 09:15 ص]ـ
لقد انتشر بين المسلمين في الأزمنة المتأخرة وفي مثل هذه الأيام من نهاية العام الهجري؛ ظاهرة محاسبة النفس، وتجديدِ التوبة، وتقصدِ ختم العام بعمل صالح وما أشبه ذلك، أو الاحتفال بهذه المناسبة وكأن لنهاية العام مَزِيَّةٌ خاصة من بين سائر أيام السنة.
وكذلك تخصيص بعض الخطباء آخر جمعة من العام، أو أول جمعة من العام الهجري الجديد بذكر الهجرة النبوية وأحداثها، وسرد أحداث هجرته صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة، مع أن تاريخ هجرته عليه الصلاة والسلام لم يكن في نهاية العام الهجري (فقد ذكر الحافظ في الفتح ج 7 ص 227نقلا عن الحاكم:" ان خروجه e من مكة كان بعد بيعة العقبة بثلاثة اشهر أو قريبا منها وجزم بن إسحاق بأنه خرج أول يوم من ربيع الأول، وكذا جزم به الأموي في المغازي عن بن إسحاق فقال كان مخرجه من مكة بعد العقبة بشهرين وليال قال وخرج لهلال ربيع الأول وقدم المدينة لاثنتي عشرة خلت من ربيع الأول) إ. هـ ومع هذا حتى لو علم التأريخ فإنه لايجوز إحداث احتفال بهذه المناسبة فإن الشرع لم يعلق على هذا التاريخ عبادة ولاعادة.
فعندما تُذكر أحداث سيرته ? في هذه الأيام، وتُنسى أو يُغفل عنها باقي أيام السنة؛ فهذا العمل لايليق بالمسلم؛ أن يهجر سيرة المصطفى ?، والتأسي بهديه عليه الصلاة والسلام طوال العام؟!
ومعلوم أن التأسي بسيرته وشمائله عليه الصلاة والسلام عبادة، فلا ينبغي للمسلم أن يغفل عن سيرة الهادي البشير؟!
فذِكْر أحداث قصة الهجرة في نهاية شهر ذي الحجة وبداية شهر المحرم؛ تغيير وتحريف للتاريخ وإعطاءُ معلومة خاطئة للمسلمين، ومع مرور الأزمان، وجهل كثير من الناس وزهدهم في الاطلاع على كتب السيرة، يجعل الأمر ـ غداً البعيد ـ مسلّماً به على هذا الوجه؛ إذا لم يكن هناك من ينبه على ذلك.
وقد ازداد الامر سوءا عند بعض المسلمين فأقاموا الاحتفالات برأس السنة الهجرية تشبها وتقليداً للنصارى في احتفالاتهم برأس السنة الميلادية ولكن المراسم تختلف.
ولا شك أن في هذا الاحتفال – الاحتفال برأس السنة الهجرية – أمر مُحدث مُبتدع، لم يُؤثر عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أحد من أصحابه–رضوان الله عليهم-،ولا عن السلف الصالح من التابعين وتابعيهم وأعلام الأمة وعلمائها من الأئمة الأربعة وغيرهم – رحمة الله عليهم -.
ولكن حدث ذلك بعد القرون المفضلة، بعدما اختلط المسلمون بغيرهم من اليهود والنصارى، ودخل في الإسلام من يريد بذلك أن يفسد على المسلمين دينهم.
فأول من احتفل برأس السنة الهجرية هم ناصرو البدعة حكام الدولة العبيدية الفاطمية- في مصر.
ذكر ذلك المقريزي في خططه ضمن الأيام التي كان العبيديون يتخذونها أعياداً ومواسماً. حيث قال: موسم رأس السنة: وكان للخلفاء الفاطميين اعتناءٌ بليلة أول المحرم في كل عام؛ لأنها أول ليالي السنة وابتداء أوقاتها ... ) ا. هـ. ثم ذكر الرسوم المتبقية في هذا الموسم، وذكر بعده موسم أول العام وعنايتهم به. ا. هـ (البدع الحولية)
وقد حذر رسول الله عليه الصلاة والسلام من ذلك بقوله ((لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة شبرا بشبر ذراعا بذراع حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه، قالوا يارسول اليهود والنصارى؟؟ قال: فمن؟ ... )) الحديث.
@ وأما تذكير الناس بمحاسبة أنفسهم وأن السنة الماضية انطوت صحيفتها بما فيها من أعمال، وحثهم على العمل الصالح فيما يأتي من السنة الهجرية الجديدة، وكأنهم يبينون للناس أن لهذا الوقت أفضلية في مضاعفة الحسنات.
فنقول لهم: هل الصحف تطوى في نهاية كل عام هجري؟
الجواب: لانعلم على ذلك دليلا.
والأمر الآخر أن عامَ كلِ إنسانٍ هو تاريخُ ولادته وليست نهاية العام الهجري.
وثالثا: أن التقدير الحولي لايكون الا في ليلة القدر في رمضان من كل عام والتي قال عنها تعالى (فيها يفرق كل أمر حكيم).
قال العلامة صالح الفوزان:
¥