[التلخيص الحبير في حال السدي الكبير (جواب عن مقال الأخ محمد الأمين)]
ـ[خالد الباتلي]ــــــــ[10 - 02 - 05, 02:52 م]ـ
[التلخيص الحبير في حال السدي الكبير (جواب عن مقال الأخ محمد الأمين)]
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
فأحيي إخواني ومشايخي في هذا الملتقى العلمي الفذ، وأسأل الله تعالى – في مطلع هذه السنة الجديدة – أن يزيدنا علما وهدى وتوفيقا، وأن يعز الإسلام والمسلمين في كل مكان .. آمين
أيها الإخوة ..
سبق أن نشر الأخ/ محمد الأمين - وفقه الله – مقالا حول السدي، وكان المقال يحمل عنوانا صارخا: (تحرير حال الشيعي الخبيث: السدي الكبير)، - لا أجد الآن رابطه، فهو محفوظ عندي على الوورد - أطلق القول فيه في أمور كانت له فية أناة، وقد عقب عليه آنذاك إخوة فضلاء، ومشايخ نبلاء، بتعقبات ومناقشات علمية، لكني رأيت الأمر يحتاج لمزيد بيان وإيضاح، قطعني عنها بعض المشاغل وضعف الهمة، والآن وقد تجدد النشاط، فأقول:
السدي هو: إسماعيل بن عبد الرحمن بن أبي كريمة السدي، أبو محمد القرشي الكوفي الأعور، أصله حجازي سكن الكوفة، وكان يقعد في سدة باب الجامع بالكوفة؛ فسمي السدي، وهو السدي الكبير.
وثقه أحمد – في رواية أبي طالب -، والعجلي، وذكره ابن حبان في (الثقات)، وذكره الذهبي في (أسماء من تكلم فيه وهو موثق).
قال يحيى بن سعيد القطان: لا بأس به، ما سمعت أحدا يذكره إلا بخير، وما تركه أحد.
وقال النسائي: صالح. وقال ابن عدي: هو عندي مستقيم الحديث، صدوق لابأس به.
وضعفه ابن مهدي، وقال ابن معين: في حديثه ضعف.
وأخرج العقيلي 1: 88 عن الخضر بن داود – ولم أعرفه – قال: حدثنا أحمد بن محمد – المروذي أو الأثرم، فكلاهما: أحمد بن محمد – قال: قلت لأبي عبد الله – يعني: أحمد بن حنبل -: السدي؛ كيف هو؟ قال: أخبرك أن حديثه لمقارب، وإنه لحسن الحديث، إلا أن هذا التفسير الذي يجيء به أسباط عنه، فجعل يستعظمه، قلت: ذاك إنما يرجع إلى قول السدي، فقال: من أين، وقد جعل له أسانيد؟، ما أدري ما ذاك؟!.
وقال أبو زرعة: لين. وقال أبو حاتم: يكتب حديثه، ولايحتج به.
قلت: وهو مشهور بالتفسير، مقدم فيه، قال الخليلي في (الإرشاد) 1: 397:"وتفسير إسماعيل بن عبد الرحمن السدي؛ فإنما يسنده بأسانيد إلى عبد الله بن مسعود، وابن عباس، وروى عن السدي الأئمة مثل: الثوري، وشعبة، لكن التفسير الذي جمعه؛ رواه عنه: أسباط بن نصر، وأسباط؛ لم يتفقوا عليه، غير أن أمثل التفاسير: تفسير السدي .. ".
وأخرج ابن أبي حاتم في (الجرح والتعديل) 2: 184، وابن عدي في (الكامل) 1: 276 وأبو نعيم في (تاريخ أصبهان) 1: 247 بأسانيدهم إلى سلم بن عبد الرحمن، قال: مر إبراهيم النخعي بالسدي، وهو يفسر، فقال: أما إنه يفسر تفسير القوم.
وأما ما أخرجه أحمد في (العلل ومعرفة الرجال) 2: 334 – ومن طريقه: العقيلي في (الضعفاء الكبير) 1: 87، و ابن عدي في (الكامل) 1: 276 - عن أبي أحمد الزبيري، قال: حدثنا عبد الله بن حبيب بن أبي ثابت، قال: سمعت الشعبي، وقيل له: إن إسماعيل السدي قد أعطي حظا من علم بالقرآن، فقال: إن إسماعيل قد أعطي حظا من جهل بالقرآن.
فقد علق عليه الذهبي في السير 5: 265 فقال:" ما أحد إلا وما جهل من علم القرآن أكثر مما علم، وقد قال إسماعيل بن أبي خالد: كان السدي أعلم بالقرآن من الشعبي، رحمهما الله".
وفي الكاشف: حسن الحديث.
وقال الحافظ في (التقريب): صدوق يهم، ورمي بالتشيع.
وفي (العجاب): كوفي صدوق، لكنه جمع التفسير من طرق .. وخلط روايات الجميع فلم تتميز رواية الثقة من الضعيف.
مات سنة 127هـ.
والأقرب – والله أعلم – أنه صدوق حسن الحديث، ويؤيد ذلك:
1. إخراج مسلم له في الصحيح.
قال الحافظ في هدي الساري ص 403: "ينبغي لكل منصف أن يعلم أن تخريج صاحب الصحيح لأي راوٍ كان؛ مقتضٍ لعدالته عنده، وصحة ضبطه، وعدم غفلته .. هذا إذا خرَّج له في الأصول، فأما إن خرج له في المتابعات والشواهد والتعاليق؛ فهذا يتفاوت درجات من أخرج له منهم في الضبط وغيره مع حصول اسم الصدق لهم".
قلت: وقد أخرج له مسلم في الأصول، ثم نقل الحافظ عن أبي الحسن المقدسي أنه كان يقول في الرجل الذي يخرج عنه في الصحيح: هذا جاز القنطرة.
¥