ميمون بل الظاهر أن أبا حمزة هذا هو عمران بن أبي عطاء القصاب , قال الدولابي
في " الكنى " (1/ 156): " واسطي , روى عنه شعبة و هشيم ".
قلت: و هو من رجال مسلم , روى عن أبيه و ابن عباس و أنس و غيرهم و قد وثقه جمع
و ضعفه بعضهم فهو حسن الحديث , لاسيما عند المتابعة. و منصور بن مهاجر , روى
عنه جمع من الثقات منهم يعقوب بن شيبة , و لم يذكروا فيه توثيقا , و لذلك قال
الحافظ في " التقريب ": " مستور ".
قلت: فمثله لا يستشهد به على أقل الدرجات. و إسماعيل بن مرزوق هو المرادي
الكعبي المصري , ذكره ابن حبان في " الثقات " و تكلم فيه الطحاوي , لكن استنظف
الحافظ إسناد حديث آخر من طريقه. و أما أحمد بن إسماعيل , فلم أعرفه الآن و في
" تاريخ بغداد " جمع من الرواة بهذا الاسم.
الثالثة: عن أبي العلاء الخفاف عن حبيب بن أبي حبيب عن أنس بن مالك قال:
فذكره نحوه موقوفا عليه. و هو الذي أشار إليه الترمذي فيما سبق. أخرجه
الواسطي أيضا في تاريخه (ص 40) من طريقين عنه. و حبيب هذا هو ابن أبي حبيب
البجلي البصري نزيل الكوفة روى عنه أيضا طعمة بن عمرو الجعفري و عمر بن محمد
العنقزي , و ذكره ابن حبان في " الثقات " و قال الحافظ: " مقبول " يعني
المتابعة , و قد توبع كما تقدم. و أما أبو العلاء الخفاف و اسمه خالد بن طهمان
فهو صدوق , لكنه كان اختلط. ثم رواه الواسطي من طريق مؤمل بن إسماعيل عن سفيان
عن خالد عن أبي عميرة عن أنس بن مالك بمثله. و أبو عميرة هذا ثقة , و هو ابن
أنس بن مالك. و خالد هو ابن طهمان المتقدم , فكأنه اضطرب في إسناده , فرواه
تارة عن أبي عميرة عن أنس , و تارة عن أنس مباشرة لم يذكر أبا عميرة , و لعل
ذلك من اختلاطه.
قلت: و بالجملة , فهذه الطرق و إن كانت مفرداتها لا تخلو من علة , فمجموعها
يدل على أن له أصلا , و الأخير منها و إن كان موقوفا , فمثله لا يقال من قبل
الرأي كما لا يخفى. و للحديث طريق رابع عن أنس مرفوعا , و لكن بلفظ: " من صلى في مسجدي أربعين صلاة لا يفوته صلاة كتبت له براءة من النار , و نجاة من العذاب و برىء من النفاق ". و لكنه منكر بهذا اللفظ لمخالفته للفظه في الطرق المتقدمة مع جهالة في إسناده , و لذلك أوردته في الكتاب الآخر (364). " اهت
والله أعلم بالصواب.