أحمد بن حنبل وما لقيت من الحجج عليهم يقولون نحن أشعرية (8) , ونشهد أن القرآن لا حرف ولا صوت وأن من يقول هو حرف وصوت كافر ولهم أحاديث في حالنا أو حالك ما أقدر على كتبها).
وكانت الإجابة مفضلة طويلة ومما جاء في مقدمتها (وكان السبب الموجب لهذا الكلام وقوع أمر غريب يحار فيه اللبيب ويتعجب منه الأريب وهو الطعن في أصحاب الإمام أحمد وأهل الحديث وتسميتهم حشوية وما يصدر هذا القول إلا عن حقد خبيث وأنهم بإثبات الحرف والصوت في كلام الله تعالى من الكفار المستوجبين لذلك دخول النار , وهذا قول شنيع عجل الله لقايله جزاه ونسأل لله العافية مما ابتلاه فإنهم لم يزالوا بالسنة ظاهرين وبعروتها الوثقى متمسكين) (9).
يتبع ....
ــــــــــــــــــ
1) عن فرقة الإباضية وأقسامها انظر محمد بن عبدالكريم الشهر ستاني , الملل والنحل , تحقيق محمد الكيلاني , دار المعرفة , بيروت , 1402هـ , ج1 , ص134 - 136.
2) أحمد بن حمد الخليلي , وسقط القناع , مكتبة الضامري للنشر والتوزيع , سلطنة عمان , 1418هـ.
3) المرجع نفسه , ص 42.
4) إنما يبعدون الرأي في التكييف والتمثيل , إذ لا مجال للعقل في ذلك , ويفهمون النص بلغة العرب التي نزل بها الوحي , ويعملون العقل في الاستنباط من نصوص شرعية عديدة , أو في الجمع بينهما , أو في ترجيح نص على نص دولة
وثبوتاً.] الدرعية [.
5) هو الشيخ عبدالرحمن بن حسن بن الشيخ محمد بن عبد الوهاب , ولد في الدرعية عام 119هـ , وأخذ العلم عن جده الشيخ محمد في بداية طلبه للعم , ثم قرأ على علماء الدرعية , وبرز في دراسته واستفاد من ترحيله إلى مصر بعد إسقاط الدولة السعودية الأولى بمقابلة علماء الأزهر , وعاد إلى نجد عام 1241هـ , وأصبح المرجع في التدريس والفتوى إلى وفاته – رحمه الله – في عام 1285هـ , البسام , علماء نجد خلال ثمانية قرون - عبدالله البسام - دار العاصمة - الرياض , ط2 , ج1 , ص 180 - 201.
6) الدرر السنية في الأجوبة النجدية , عبدالرحمن بن قاسم , دار العربية , بيروت , ج3 , ص260.
7) ولد الشيخ أحمد بن يحيى بن عطوة التميمي في بلدة العيينة في الصنف الثاني من القرن التاسع الهجري , وبدأ دراسته في نجد ثم رحل إلى الشام وأخذ من علمائها واستفاد منهم , ثم عاد إلى نجد وأقام في بلدة الجبيلة إلى وفاته – رحمه الله – عام 948هـ , البسام , علماء نجد , مرجع سابق , ج1 , ص 544 - 552.
8) تنسب هذه الفرقة إلى علي بن إسماعيل بن أبي بشر المنتهي نسبه إلى أبي موسى الأشعري – رضي الله عنه – والأشاعرة يتفقون مع أهل السنة في إثبات سبع من الصفات هي الحياة والعلم والقدرة والإرادة والكلام والسمع والبصر ولكنهم يختلفون مع أهل السنة فينكرون الصفات الأخرى كالاستواء على العرش والمجيء والوجه واليدين والعينين والرؤية والرحمة والرضا والغضب فهم يشابهون المعتزلة والجهمية في عدم إثباتها على صفتها الحقيقة (البليهي , صالح بن إبراهيم , عقيدة المسلمين الرد على الملحدين والمبتدعين , المطابع الأهلية , ط2 , ج2 ص 330 - 334) وانظر أيضاً هذه الفرقة الشهر ستاني , مرجع السابق , ص 94 - 103
9) الرسالة الجوابية ناقصة , و الموجودة منها إحدى عشرة ورقة مخطوطة , لدى الباحث , انظر الملحق رقم (4).
ـ[العوضي]ــــــــ[21 - 03 - 05, 07:09 ص]ـ
وحيث أن الشيخ الخليلي – عفا الله عنا وعنه وختم لنا جميعاً بالخاتمة الحسنة – من إحدى هذه الفرق التي تصف أهل السنة والجماعة بهذه الصفة فقد ردد كلام أسلافه باتهام أهل السنة والجماعة – ومنهم أتباع الدعوة الإصلاحية – بقصور الفهم وعدم التعمق في معرفة تفسير النصوص وتحقيقها , والاقتصار على حشو الأذهان بظاهر ما ورد فيها .. عنيُّ عن القول صواب طريقة السلف وهو أهل السنة والجماعة – ومنهم أتباع الدعوة الإصلاحية – وسلامة أصحابها من الخوض فيما يخالف الحق ويشوش العقيدة , وخطأ طريقة المبتدعة , وما جرت عليهم اجتهاداتهم وتأويلاتهم من مخالفة الحق , ونفي وتكييف الصفات أو بعضها , وشغل أوقاتهم بما لا يعود عليهم إلا بالضرر واضطراب الأفكار.
¥