ـ[خالد أبوعاصم]ــــــــ[03 - 04 - 05, 06:38 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
لو أن إنسانآ يضع عند قدمه كرة ثم أراد أن يدنو إلى جانب منها أو أن يرفعها إليه , فهل هذا ينافي علوه عليها و مباينته لها؟ أم هل يستلزم حلوله فيها؟ فهذا مثال يوضح المسألة ولله المثل الأعلى,
وقد روى عن إبن عباس رضى الله عنهما أنه قال (ما السماوات السبع والأرضون السبع وما بينهن في يد الرحمن إلا كخردلة في يد أحدكم) , قال ابن أبي العز في شرحه للطحاوية بعد هذا الأثر: (ومن المعلوم ولله المثل الأعلى أن الواحد منا إذا كان عنده خردلة إن شاء قبضها وأحاط قبضته بها , وإن شاء جعلها تحته وهو في كلا الحالين مباينآ لها عال عليها فوقها من جميع الوجوه , فكيف بالعظيم الذي لا يحيط بعظمته وصف واصف , فلو شاء لقبض السموات والأرض اليوم وفعل بها كما يفعل بها يوم القيامة
فإنه لا يتجدد به إذ ذاك قدرة ليس عليها ألآن , فكيف يستبعد العقل مع ذلك أن يدنو سبحانه من بعض أجزاء العالم وهو على عرشه فوق سمواته , أو يدني إليه من يشاء من خلقه فمن نفى ذلك لم يقدره حق قدره.)
فائدة ===
ذكر أخونا مجدي أبو عيشة حفظه الله أن القياس في حق الله تعالى ممنوع فقال (ولكن هل يقاس بين الخالق والمخلوق:
لسنا نشبه ربنا بعبيده****رب وعبد كيف يشتبهان؟)
فأقول له: إعلم بارك الله فيك أن النفي بإطلاق هكذا لا يصح إذ أن القياس ثلاثة أنواع قسمان يمتنع القياس على الله تعالى بهما وهما قياس التمثيل و قياس الشمول وهذان هما اللذان أنكرهما الله تعالى على المشركين وقال في ذلك (فلا تضربوا لله الأمثال) ,
وأما النوع الثالث: وهو الذي يصح القياس به فهو قياس الأولى , أي أن ما ثبت للمخلوق من كمال فالخالق أحق به وأولى , وهذا هو مذهب أهل السنة ,
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله (والله تعالى له المثل الأعلى, فلا يجوز أن يقاس على غيره قياس تمثيل يستوي فيه الفرع والأصل , ولا يقاس مع غيره قياس شمول تستوي أفراده في حكمه فإن الله سبحانه ليس مثلآ لغيره ولا مساويآ له أصلآ بل مثل هذا القياس هو ضرب الأمثال لله وهو من الشرك والعدل بالله وجعل الند لله وجعل غيره له كفوآ وسميا .................... إلى أن قال: ولهذا ذكر الوزير أبو المظفر بن هبيرة في كتاب الإيضاح في شرح الصحاح أن أهل السنة يحكون أن النطق بإثبات الصفات وأحاديثها يشتمل على كلمات متداولات بين الخالق وخلقه وتحرجوا من أن يقولوا مشتركة لأن الله تعالى لاشريك له , بل لله المثل الأعلى وذلك هو قياس الأولى والأحرى , فكما ثبت للمخلوق من صفات الكمال فالخالق أحق به وأولى وأحرى به منه لأنه أكمل منه ولأنه هو الذي أعطاه ذلك الكمال فالمعطي الكمال لغيره أولى أن يكون هو موصوفآ به) بيان تلبيس الجهمية جـ1 / صـ 327
وكما يقال في التفصيل تأصيل
وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم , والحمد لله رب العلمين
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[04 - 04 - 05, 10:46 ص]ـ
المقصود بالقياس الذي ذهب اليه النفاة عند وصفهم الافعال كما في مثالنا. وذلك بانهم قاسو ما يلزم وما يمكن له على ما يلزمهم وما يمكنهم.لذلك اخبرتك انهم شبهوا الصفات ضمنيا وهم لا يشعرون. لانهم يلزمون للصوت تجسيما:
والصوت ليس بموجب تجسمه ... اذ كانت الصفتان تختلفان
وجزاك الله خيرا على التوضيح.
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[04 - 04 - 05, 02:12 م]ـ
من أفضل الأجوبة لهذا السؤال قول الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله - في شرح الواسطية (ص 437):
(جاء المتأخرون الذين عرفوا أن الأرض كروية وأن الشمس تدور على الأرض قالوا: كيف ينزل في ثلث الليل، وثلث الليل إذا انتقل عن المملكة العربية السعودية ذهب إلى أوروبا وماقاربها؟
فنقول: أنتم الآن قستم صفات الله بصفات المخلوقين. انت آمن اولا بأن الله ينزل في هذا الوقت المعين، وإذا آمنت ليس عليك شيء وراء ذلك. لا تقل: كيف وكيف؟
فقل: إذا كان ثلث الليل في السعودية فالله نازل، وإذا كان في أمريكا ثلث الليل يكون نزول الله أيضًا.
إذًا: موقفنا أن نقول إنا نؤمن بما وصل إلينا عن طريق محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن الله ينزل إلى السماء الدنيا حين يبقى الثلث الآخر من الليل ويقول ك من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر له؟). انتهى كلام الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله -.
قلتُ: وهذا يدخل في قسم الغيب التي أثنى الله على من يؤمنون به؛ لأنه الفارق بين المؤمن المصدق وغيره ممن لايؤمن أو يصدق إلا بالحسيات وعالم الشهادة.