تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أخى المسلم أمرُ الإسبال جدُّ خطير يجب عدم التهاون به كما لم يتهاون به الصحابة رضي الله عنهم، ولنا في قصة مقتل عمر رضي الله عنه درس عظيم، فالقصة كما رواها لنا البخاري في صحيحه عن عمرو بن ميمون وهو حديث طويل والشاهد منه "جاء رجل شاب فقال: ... .. ، فلما أدبر-يعنى الشاب- إذا إزاره يمسُّ الأرض، قال عمر: ردُّوا عليَّ الغلام، قال: يا ابن أخي، ارفع ثوبك، فإنه أنقى لثوبك وأتقى لربك". الله أكبر .. وهو يغادر الدنيا لم يترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، لو كان في زماننا لقاولوا: الآن والأمة في خطر والأعداء متكالبة علينا!! فنقول أين فقه عمر من فقه هؤلاء .. والله ما نرى هذه الاجتهادات إلا من مداخل الشيطان .. والله المستعان.

فتبين لك أخى الكريم أنه لا فرق بين الإسبال لخيلاء ولغير الخيلاء من حيث التحريم للأحاديث المتقدمة، وإنما إثم الخيلاء يكون أكبر من الذي يجره دون قصد الخيلاء، فعقوبة القصد للخيلاء أن لا ينظر الله إليه يوم القيامة ولا يكلمه ولا يزكيه وله عذابٌ أليم وأما إذا لم يقصد به الخيلاء فعقوبته أن يعذب في ما نزل من الكعبين بالنار.

أخى الحبيب الإسبال خطره عظيم، وذنبه جسيم، فهو سبب لرد الدعاء " فقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء يارب، يارب، ومطعمه حرام، ومشربه حرام، وملبسه حرام، وغُذي بالحرام، فأنّى يستجاب له " (أخرجه مسلم)، فاحذر يا من تسبل إزارك، يا من تجر ثيابك، احذر من عاقبة ذلك، فإنه لا يرفع لك دعاء، انتبه أيها المسبل فأنت على خطر عظيم، ومُتَوعد بالعقاب الأليم، وصلاتك وأنت مسبل إزارك محل نظر من حيث الصحة، لأن الثوب الطويل الذي هو أسفل من الكعبين ثوب محرم، والصلاة في الثوب المحرم غير صحيحة عند جمع من العلماء، وصحيحه مع الإثم والذنب عند آخرين، فالأمر عظيم، والخطب جسيم، فيا ويلك يا مسكين إن لم تُقبل لك صلاة، ولم يُرفع لك دعاء.

أيها المسبل: يا من تُسبل إزارك خشية من الناس وحياءً .. أما آن لك أن تتوب إلى ربك، أما آن لك تعود عن غيّك وتعود إلى رشدك، إتق الله واستحي من الله ولا تخشى إلاّ الله، ولا تأخذك في دينك لومة لائم، ولا نعيق نائم، ولا همهمة قائم. ما قيمة حياة لا يرفع فيها دعاء، وما قيمة حياة ينتظر صاحبها البطش والعذاب في قبره ويوم محشره.

قد يقول من لا نصيب له من العلم ولاحظ له من الفهم، أنه يسبل ثوبه خشية من الناس وخوفاً، والله تعالى يقول " أتخشونهم فالله أحق أن تخشوه إن كنتم مؤمنين ". أو يقول: يسبل إزاره من الناس حياءً، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول " فالله أحق أن يستحيا منه ". ومن الناس من يطيل ثوبه عادةً وتقليداً فعن الحق حاد، وإلى الباطل عاد، العادة والعرف إذا خالفت الشرع المطهر، لا حاجة إليها، ولا داعي لها، بل يضرب بها هنا وهناك. فأين تذهب من تلك الأدلة يا مسبلاً إزارك، ويا جاراًّ لثوبك، أتراك تدس رأسك كالنعامة في التراب، أم تقول كما قالت اليهود " سمعنا وعصينا "، فمسخهم الله قردةً وخنازير. ما أحرانا بالتمسك بالكتاب العزيز، واتباع سنة سيد المرسلين، ففيهما الفوز والنجاة.

• خلاصة ما تقدم أن الإسبال يحرم للأمور التالية:

الوعيد بالنار لمن أسبل للخيلاء ولغير الخيلاء كما تقدم في الأحاديث.

الأمر برفع الثوب إلى نصف الساق أو فوق الكعبين.

أننا مأمورون بالإقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم وكان ثوبه إلى نصف ساقيه صحيح (شمائل الترمذي)

أن إطالة الثوب مظنّة الخيلاء وذريعة إليها وتشبه بها، وقد جاءت الشريعة بسد ذرائع المحرمات.

أن الإسبال تشبه بالنساء.

أن الإسبال فيه إسراف.

أن المسبل لا يأمن تعلق النجاسة بثوبه.

شبهات والرد عليها لفضيلة الشيخ أبى إسحاق الحوينى الأثرى

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير