ولاكن قبل ان اوجه بحث الإخوة الأفاضل لكي يتسنى لي الإستفادة من هذا المناقشة عندي عدة استفسارات على كلامهم السابق فليسمحوا لي ولتتسع صدورهم وليتحملوني على ثقل فهمي فأقول بالله التوفيق:
1 - قول الأخ أسامة عباس غفر الله ذنبه وأجاره من النار وأدخله الجنة برحمته:
ليس من لوزام الضحك التبسم إلا في ضحك الآدميين .... وأما القول بأنه من لوزام الضحك فغلط ظاهر؛ لأنه فرع عن تصور كيفية الضحك في حق الله .. وهذا لا يجوز أصلاً ..
فيقال التبسم هو درجة أقل للضحك او ضحك خفي في اصل الوضع اللغوي ولهذا توصف به بعض المخلوقات الأخرى فهو ليس لازم للآدميين فقط, كما ان غضب الرحمان فيه الشديد والأشد.
2 - وقول ابو سلمان بارك الله فيه:
اما الصفات فالباب فيها واسع ولا يحتاج فيها للتوقيف .......
ما المقصود بذلك فالذي أعلمه انها أوسع من ناحية تعلقها بأفعال الله التي لا تحصر او من ناحية انها اوسع من باب الاسماء لان كل اسم يتضم صفة وليس العكس , فهل تقصد استدلالاتها اوسع فتشمل الكتاب والسنة والقياس.
3 - وقول د. سليمان بن محمد رعاه الله ووفقه لما يحب ويرضى:
مع العلم أن قاعدة قياس الغائب على الشاهد إنما هي قاعدة معتزلية ......
المردود على المعتزلة في قياس الشاهد على الغائب هو قياس المساواة أما قياس الأولى -او في المصطلح القرآني فلله المثل الأعلى- فهذا يقول به أهل السنة لأنه جاء به القرآن والسنة. كقياس الأعرابي المخلوقات العظيمة كالسموات والنجوم للوصول إلى قدرة الخالق
ووجوده على الأثر الدال على المسير والبعرة الدالة على البعير.
وقوله الأخ:
- الله عز وجل يعرف لازم كلامه.
فهل المخلوق يعرف لازم كلام الله عز وجل؟
المخلوق لا يعرف ذلك، لعدم وجود نص ......
فيقال هذا يبنى على ان دلالة اللزوم عقلية وليست نصية
4 - قول الأخ حارث همام جزاه الله كل خير:
قولهم الصفات توقيفية لا يعني أنه لالوازم لها، ففرق بين التسمية والوصف وبين الإخبار باللازم، فباب الاخبار أوسع من باب الوصف والتسمية ........
لم أفهم جعل الإخبار قسيم للوصف والتسمية فالذي أفهمه أن الإخبار باللازم هو وصف فكيف يجعل أوسع من باب الوصف والتسمية.
وقوله حفظه الله:
المخلوق يعرف اللازم للأصل الوضعي، من معرفته باللسان العربي، الذي خوطب به، ووصف بأنه مبين ....
لاكن هنا يقال هل دلالة اللازم لغوية تحتاج لمعرفة اللسان العربي ,او عقلية تحتاج لإنتقال الذهن من معنى الأصل الوضعي إلى معنى آخر خارج عنه.
وقوله بورك فيه:
ولكن الإشكال يقع عند من يجعل لازم للمخلوق لازم للخالق .......
فيقال اليس هذا نفس قول من قال قياس الغائب على الشاهد لا يجوز بإطلاق.
وقوله للأخ سيلمان حفضهما الله:
فهل تعني أنك لاتعرف معاني الصفات؟
إذا قلت نعم، فقد خالفت السلف الذين قالوا المعنى معلوم ونصوصهم في هذا النحو كثيرة ....
الذي فهمته ان قصد الأخ سليمان انه لايعرف المعنى الزائد الذي دل عليه اللزوم لا معنى الأصل الوضعي.
والآن توضيحا للمسألة تطرح هذه النظريات وأرجو ان تراجعوني فيها وتردوني الى الصواب فاني طالب للحق واسع الصدر إن شاء الله:
أولا: الدلالة الوضعية هي دلالة المطابقة والتضمن ,وأما التلازم فدلالته عقلية لأن اللفظ إذا وضع للمسمى انتقل الذهن من المسمى إلى لازمه ولازمه غير داخل في معنى المسمى فهو خارج فيصبح هذا من باب الإستدلال على صفة لها معنى آخر بالعقل لا دخل لمعرفة اللسان العربي أو غيره فيها, فكيف يلتقي هذا مع قول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله وغيره صفات الله توقيفية لا مجال للعقل فيعا.
ثانيا: ان هذا الإستدلال نوع من القياس وهذا يحتاج الى اصل ثابت محسوس -قياس الغائب على الشاهد -أو عقلي او الأثنين معا ليقاس عليه
ثالثا: قولنا بقاعدة الصفات توقيفية اي لابد ان تكون دلالتها لغوية من النصوص وهذا يشمل المطابقة والتضمن فقط.
ومنه فليسمح لي الأخوة بتوجيه البحث كالتالي:
1 - يجب تحديد مفهوم التلازم لنتفق في ضوء إختلاف الأصوليين والمنطقيين.
2 - تحديد معنى التوقف في إطلاق الصفات
3 - تحديد دلالة اللزوم هل لغوية او عقلية
أخوكم الأستاذ محمد فوزي
ولا تنسوني يا إخوة من دعاءكم بإصلاح القلب والتوفيق لرضى الله فيعلم الله اني في اشد الحاجة لذلك.
ـ[حارث همام]ــــــــ[18 - 09 - 05, 09:23 م]ـ
¥