شكر الله لكم، وأسأل الله لكم التوفيق وبعد:
1 - فقلتم في الاعتراض على كلام الأخ الفاضل أسامة عباس: "فيقال التبسم هو درجة أقل للضحك او ضحك خفي في اصل الوضع اللغوي ولهذا توصف به بعض المخلوقات الأخرى فهو ليس لازم للآدميين فقط, كما ان غضب الرحمان فيه الشديد والأشد". وليس كذلك، فمن قال أن ما ذكرتم هو أصل الضحك في الوضع اللغوي، بل أصله نقل في رد سابق عن العلامة ابن فارس ولا يلزم منه ما جعلته أصلاً أحسن الله إليك، وإنما يتوجه ما ذكرت في أصل التبسم لا الضحك. ولم يجي النص بوصف الله بالتبسم حتى نخوض فيه.
2 - تعقيبكم على ابو سلمان صحيح وكلامه محل إشكال حقاً ولعل الإجماع منعقد بين أهل السنة على أن الصفات توقيفية.
3 - التعليق على دكتورنا الفاضل مر.
4 - قلتم: "قولهم الصفات توقيفية لا يعني أنه لالوازم لها، ففرق بين التسمية والوصف وبين الإخبار باللازم، فباب الاخبار أوسع من باب الوصف والتسمية ........
لم أفهم جعل الإخبار قسيم للوصف والتسمية فالذي أفهمه أن الإخبار باللازم هو وصف فكيف يجعل أوسع من باب الوصف والتسمية".
هذه القاعدة من القواعد المقررة في كتب أهل السنة وأنقل هنا نص مشاركة قديمة سطرتها بنحوها:
من القواعد المقررة في الصفات:
باب الإخبار أوسع من باب الأفعال، وباب الأفعال أوسع من باب الصفات، وباب الصفات أوسع من باب الأسماء.
مثال الإخبار عن الله أن تقول: موجود، ومذكور، وشيء، ومعلوم، ومن ذلك ميسر ونحو ذلك، فإذا قلت من باب الإخبار الله موجود أو ميسر، فلا غضاضة في ذلك، خاصة وأن الفعل قد جاء به النص.
ومثال الأفعال قوله صلى الله عليه وسلم (تعرف على الله في الرخاء يعرفك في الشدة)، فإن يعرفك فعل والإخبار به أوسع من التسمية به، فإن الله أطلق على نفسه أفعالاً لم يتسم بها، كأراد وشاء وأحدث، ومن ذلك قوله: (ولقد يسرنا القرآن للذكر)، فالتسمية بهذا لاتجوز ولكن الإخبار به جائز فهو أوسع، فلو قت الله ميسر كل لما خلق له، صح الإخبار بذلك، ولكن لاتسمى الله به أو تصفه بالميسر فالأسماء توقيفية وكذا الصفات، وفرع عن هذا أن لا تسمس عبد الميسر مثلاً ... إلخ.
وأما كون باب الصفات أوسع من باب الأسماء فلعله واضح لايحتاج إلى تفصيل.
وأنصحك أخي الفاضل بمراجعة مدارج السالكين للإمام ابن القيم 3/ 415، مع ماقبيلها وبعيدها، وكذلك شرح قصيدته 2/ 217، وكذلك بدائع الفوائد 1/ 169، وقد نشر هذا الكلام في عامة كتبه.
ونقل قديماً في مشاركة أخر ما نصه:
باب الإخبار أوسع من باب الأفعال، وباب الأفعال أوسع من باب الصفات، وباب الصفات أوسع من باب الأسماء.
ولابن القيم كلمة في المدارج حول ما سألتم عنه إذ يقول عليه رحمة الله (3/ 415): "وقد أخطأ أقبح خطأ من اشتق له من كل فعل اسماً وبلغ بأسمائه زيادة عن الألف، فسماه الماكر والمخادع والفاتن والكائد ونحو ذلك، وكذلك باب الإخبار عنه باسم أوسع من تسميته به، فإنه يخبر عنه بأنه شيء وموجود ومذكور ومعلوم ومراد، ولايسمى بذلك". أهـ المراد.
وعليه فإن أخبر مخبر عن الله باسم مشتق من فعل وارد كأن قال الله ميسر الله ستير الله ساتر ... صح إخباره لكن ليس كل فعل يشتق منه اسم ولهذا قالوا باب الإخبار أوسع من باب الأفعال ومن ذلك الإخبار عن الله بأنه موجود كأن يقول الله موجود أو الله مذكور الله معلوم لا غضاضة فيه، وقد أطلق الله على نفسه أفعالاً لم يتسمى بها كأراد وشاء وأحدث فلم يتسمى بالمريد والشائي والمحدث كما لم يسم نفسه بالصانع والفاعل والمتقن وغير ذلك من الأسماء التي أطلق أفعالها على نفسه، ولهذا فإن إطلاق الاسم له ودعاؤه به كأن تقول ياساتر ياميسر يامذكور يامعلوم ياستير فلا إلاّ أن يثبت ما يدل على التسمي إلاّ أن يكون ذكر الاسم في معرض إخباراً لا إنشاء وطلب.
وهنا أضيف أما الإنشاء والطلب فالأولى التقيد فيه بما ورد أما التعبيد فلا يتعدى ما ورد.
ثم قلتم -أحسن الله إليكم: "وقوله حفظه الله:
المخلوق يعرف اللازم للأصل الوضعي، من معرفته باللسان العربي، الذي خوطب به، ووصف بأنه مبين ....
لاكن هنا يقال هل دلالة اللازم لغوية تحتاج لمعرفة اللسان العربي ,او عقلية تحتاج لإنتقال الذهن من معنى الأصل الوضعي إلى معنى آخر خارج عنه".
¥