وفيه: قال أبو إسحاق الصابئ:
صُليت بنار الهم فازددت صفرة كذا الذهب الإبريز يصفو على السبك
وفيه: قيل: إن الزاهد في الذهب الأحمر أكرم من الذهب الأحمر.
وقال الأستاذ محمد حسين جودي في كتابه (علوم الذهب وصياغة المجوهرات): ومن المعروف أن كل فلز من الفلزات المكونة لسبيكة الذهب كالنحاس والفضة والبلاديوم والبلاتين والخارصين وغيرها لها تأثير واضح في لون السبيكة وصلادتها ودرجة انصهارها، فالذهب يعطي اللون الأصفر ويقاوم ضد تأكسد السبيكة، ويعطيها قابلية لتحمل السحب، ويزيد من كثافتها النوعية، ويسهل مع النحاس المعالجة الحرارية.
أما النحاس يعطي السبيكة اللون الأحمر، ويزيد من قوتها وصلادتها. اهـ ()
وقال أيضا:وكلما زادت نسبة النحاس الأحمر يعطي للذهب احمرارا.اهـ ()
وقال الأستاذ الدكتور ممدوح عبد الغفور حسن في كتابه (مملكة المعادن): ويتميز الذهب النقي بلون أصفر خاص () ... وقال: فقليل من النحاس يضفي عليه احمرار () في اللون. اهـ ()
وفي كتاب المعادن والصخور عن الذهب ():اللون الأصفر الفاتح مميز له، ويصبح اللون أصفر باهت إذا وجدت به شوائب من الفضة.
وقال الدكتور محمد عز الدين حلمي (): اللون أصفر ذهبي فاقع أو فاتح تبعا لكمية الفضة المختلطة مع المعدن.
وجاء في النشرة الإعلامية الصادرة عن وزارة البترول والثروة المعدنية بالمملكة العربية السعودية – وكالة الوزارة للثروة المعدنية، في تاريخ 22/ 3/1410 عن المعادن في المملكة في الكلام على (الذهب) ما نصه ():
معلومة: ... ويمكن التحكم في درجة احمرار الذهب وذلك برفع أو خفض نسبة النحاس المضافة. اهـ
ثالثا: ما جاء في ذلك من النصوص والآثار
وقد ورد في بعض الأحاديث والآثار وصف الذهب بالأحمر؛ والأصفر منها:
ما في الصحيحين () من حديث عائشة رضي الله عنها في قصة الإفك، قالت: ولقد جاء رسول الله ? بيتي فسأل عني خادمتي، فقالت: لا والله ما علمت عليها عيبا؛ إلا أنها كانت ترقد حتى تدخل الشاة فتأكل خميرها أو عجينها، فانتهرها بعض أصحابه، فقال: اصدقي رسول الله ? حتى أسقطوا لها به، فقالت: سبحان الله، والله ما علمت عليها إلا ما يعلم الصائغ على تبر الذهب الأحمر.
وفي صحيح البخاري () عن أبي وائل قال: جئت إلى شيبة (وفي لفظ): جلست مع شيبة على الكرسي في الكعبة، فقال: لقد جلس هذا المجلس عمر ? فقال: لقد هممت أن لا أدع فيها صفراء ولا بيضاء إلا قسمته، قلت: إن صاحبيك لم يفعلا. قال: هما المرآن أقتدي بهما.
وروى الطيالسي () عن جماعة عن ثابت عن أنس، وعن شيخ سمعه من النضر بن أنس، وقد دخل حديث بعضهم في بعض قال:
قال مالك أبو أنس لامرأته أم سليم وهي أم أنس: إن هذا الرجل يعني النبي ? يحرم الخمر، فانطلق حتى أتى الشام فهلك هناك، فجاء أبو طلحة فخطب أم سليم فكلمها في ذلك، فقالت: يا أبا طلحة ما مثلك يرد: ولكنك امرؤ كافر: وأنا امرأة مسلمة:لا يصلح لي أن أتزوجك.
فقال: ما ذاك دهرك.
قالت: وما دهري؟ قال: الصفراء والبيضاء.
قالت: فإني لا أريد صفراء ولا بيضاء، أريد منك الإسلام.
قال: فمن لي بذلك؟
قالت: لك بذلك رسول الله ?.
فانطلق أبو طلحة يريد النبي ? ورسول الله جالس في أصحابه، فلما رآه قال:
جاءكم أبو طلحة، غرة الإسلام بين عينيه.
فأخبر رسول الله ? بما قالت أم سليم، فتزوجها على ذلك.
قال ثابت: فما بلغنا أن مهرا كان أعظم منها، أنها رضيت الإسلام مهرا فتزوجها، وكانت امرأة مليحة العينين فيها صغر، فكانت معه حتى ولد له بني، وكان يحبه أبو طلحة حبا شديدا ومرض الصبي وتواضع أبو طلحة لمرضه أو تضعضع له، فانطلق أبو طلحة الى النبي ? ومات الصبي، فقالت أم سليم: لا ينعين الى أبي طلحة أحد ابنه حتى أكون أنا الذي أنعاه له.
فهيأت الصبي ووضعته وجاء أبو طلحة من عند رسول الله ? حتى دخل عليها فقال: كيف ابني؟
فقالت: يا أبا طلحة ما كان منذ اشتكى أسكن منه الساعة.
قال: فلله الحمد، فأتته بعشائه فأصاب منه، ثم قامت فتطيبت وتعرضت له فأصاب منها.
فلما علمت أنه طعم وأصاب منها، قالت: يا أبا طلحة، أرأيت لو أن قوما أعاروا قوما عارية لهم، فسألوهم إياها، أكان لهم أن يمنعوهم؟
فقال: لا، قالت: فإن الله عز وجل كان أعارك ابنك عارية، ثم قبضه إليه فاحتسب واصبر. فغضب، ثم قال: تركتني حتى إذا وقعت بما وقعت به نعيت إلي ابني.
¥