تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ومنه ما هو ذهب أصفر طلي بمادة جعلت ظاهره باللون الأبيض.

3. هناك معدِن نفيس هو البلاتين تصنع منه أنواع من الحلي، قد يطلق عليه بعض الناس – من غير الصاغة – اسم: الذهب الأبيض، وهي تسمية خاطئة، قد يكون سببها أن البلاتين ذو لون أبيض، كما إنه يشارك الذهب في نفاسته، إلا إنه في الوقت الحاضر أغلى منه ثمنا لندرته ().

4. أكثر ما يوجد في السوق السعودي من الذهب الأبيض هو من عيار 18، ويوجد أيضا من عيار 21 لكن بنسبة أقل.

وقال شيخ الذهب في منطقة الرياض الأستاذ يوسف العطير ـ وفقه الله تعالى ـ في رسالة جوابية كتبها إلي (): نفيدكم بأن الذهب الأبيض هو الذهب المعروف الأصفر، وما يجعله أبيض هي مادة تضاف عليه عند السبك من البلاديوم ومعدن آخر، وأحيانا يطلى الأصفر ببعض المواد المركبة وتطبخ في إناء ثم تغمس فيها الحلي الصفراء وتكون بيضاء. اهـ

الفصل الرابع

أحكام الذهب الأبيض

إذا تبين لك ما تقدم؛ وهو أن ما يسمى بالذهب الأبيض ذهب حقيقي؛ فيترتب على ذلك أن تكون له أحكام الذهب المعتاد في جميع أبوابه ومسائله؛ كالذهب الأصفر سواء بسواء، فتجب فيه الزكاة، ويحرم فيه الربا، ويحرم لبسه على الرجال، وغير ذلك من الأحكام مما لا حاجة لي بذكرها في هذه الرسالة التي كان الغرض منها بيان حقيقة الذهب الأبيض التي أشكلت على كثير من الناس.

وأوجه دخول الذهب الأبيض في الأحكام المذكورة ما يلي:

الوجه الأول: عموم النصوص الشرعية مثل قوله تعالى: (والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم) ()، وقوله تعالى: (زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة) ().

وقول الرسول ?: (الذهب بالذهب ربا إلا هاء وهاء) ()،وقوله: (الذهب بالذهب وزنا بوزن) ()، وعن البراء بن عازب وزيد بن أرقم ? قالا: (نهى رسول الله ? عن بيع الذهب بالورق دينا) ().

فهذه النصوص ـ وغيرها ـ نصوص عامة يدخل فيه كل ما يسمى ذهبا على الحقيقة؛ وقد بينا فيما سبق أن الذهب الأبيض ذهب على الحقيقة.

وهذا الوجه كاف في إثبات صحة ما نقول، ولكن نزيد ذلك بيانا في الأوجه التالية؛ ليتضح الحق لكل ذي عينين.

الوجه الثاني: أن هذا مقتضى اللغة، فالذهب الأبيض داخل في مسمى الذهب في اللغة من وجوه متعددة؛ منها: أنه ذهب حقيقي كما تقدم، ومنها: أن أهل العربية ذكروا () أن الذهب يكون أحمر، وهو إنما يكون كذلك بخلطه بالنحاس، ولم يخرجه هذا عن كونه ذهبا، فهكذا إذا خلط به غير النحاس بنسبة لا تسلبه حقيقته.

الوجه الثالث: أن الذهب الذي كان يستعمل في الأزمنة السابقة ويتداوله الناس حليا أو نقدا لم يكن يخلو غالبا من خلطه بمواد أخرى، بل إن الحلي لايكاد يصاغ إلا مخلوطا بالنحاس غالبا ()؛ جاء في الموسوعة العربية العالمية () تحت مادة (الذهب):ولا بد من خلط الذهب بفلز آخر إذا أردنا صنع جسم صلب منه؛ كقطعة مجوهرات مثلا ... وهكذا فإن الذهب عيار 24 قيراطا هو الذهب النقي، وذهب عيار 18 قيراطا يتكون من 18 جزءا من الذهب و6 أجزاء من فلز آخر. وفيها أيضا: يسبك الذهب مع معادن أخرى مثل النحاس والفضة لصنع العديد من أنواع المجوهرات.

وفي دائرة المعارف للبستاني ():ويتصلب الذهب بالفضة أو النحاس فيصير أوفق للنقود والحلي والآنية.

وقال الدكتور صلاح يحياوي في كتابه (الذهب) (): ولما كان الذهب في حالته النقية معدنا في منتهى الليونة لذلك فهو يخلط دائما مع النحاس أو الفضة لما يلائم استخدامه، ويلجأ إلى الأمر نفسه عند سك النقود الذهبية ... ويعتبر الذهب الصرف الذهب ذا الـ 24 قيراطا (100%)، إلا أن الحد الذي يمكن بلوغه لا يتعدى 22 قيراطا (92%)، وقد جرت العادة أن يتراوح عيار الذهب المستخدم للحلي بين 10 و 22 قيراطا، وإن كان العيار الشائع بصورة عامة 18 قيراطا (75%).

وقال الأستاذ الدكتور ممدوح عبد الغفور حسن في كتابه (مملكة المعادن) (): والذهب النقي ليس صلدا بدرجة كافية تصلح لصناعة المجوهرات، ولكنه يخلط بالنحاس أو الفضة أو النيكل أو البلاتين لزيادة صلادته، وفي الوقت نفسه إكسابه ألوانا مميزة.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير