وكما قلت لك رعاك الله بأن ليس بعد الكفر ذنب, فالكافر هو العدو الصريح لهذا النبي الامين وهذا الدين الحق, ولكن المشكله فيمن يتعرضون لهذا الدين من بعض ابناءه المحسوبين عليه أمثال الداعين لفصل هذا الدين عن دنيانا الفانية المغترين بافكار الكفار وتقدمهم الزائف في هذه الدنيا الملعونة بلعن سيد المرسلين عليه الصلاة والسلام فقد صح عنه أنه يقول: (الدنيا ملعونة ملعون ما فيها إلا ذكر الله وما والاه أو عالما أو متعلما).
وكذلك رعاك الله مّن يدعون الى التقارب مع الكفار من اهل الكتاب او المشركين والانفتاح على حضاراتهم بدعوى زائفه باطله ألا وهي حوار الحضارات زعموا فقد طلع علينا ممن ينتسب الى علم سيد المرسلين ويتكلم بأسم الدين من يقول بهذا النص مداحاً زعيم الكافرين في هذه الدنيا بابا الفاتيكان, يقول هداه الله: فمواقف الرجل (يقصد البابا) العامة وإخلاصه في نشر دينه ونشاطه حتى رغم شيخوخته وكبر سنه، فقد طاف العالم كله وزار بلاد ومنها بلاد المسلمين نفسها، فكان مخلصا لدينه وناشطا من أعظم النشطاء في نشر دعوته والإيمان برسالته!!
قال تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ} , وكلنا يعلم بأن كل أساءه يتعرض لها نبينا عليه الصلاة والسلام تكون مؤيده من كبارئهم ولا تجد منهم أي استنكار, فكيف نمجدهم وهم يتباهون بالصليب في كل وقت!!
كذلك من الدفاع عنه صلى الله عليه وسلم, الحذر من رد شيء من السنة الثابته عن رسول الله عليه الصلاة والسلام, قال احمد بن حنبل:" من رد حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو على شفا هلكة " قال الله تعالى {فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب اليم}.أهـ
قال ابن كثير رحمه الله في تفسيره " أي: عن أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو سبيله ومنهاجه وطريقته وسنته وشريعته فتوزن الأقوال بأقواله وأعماله فما وافق ذلك قبل وما خالفه فهو مردود على قائله وفاعله كائنا من كان " ا. هـ
وهنا أنقل كلام طيب لأخينا عبدالله المعيدي العضو في هذا المنتدى:
يقول جزاه الله خير: [ومن مظاهر رد السنة السخرية والاستهزاء بالسنة النبوية ومعارضتها بالعقول والآراء والرغبات والعادات كالسخرية والاستهزاء باللحية ورفع الرجل ثوبة فوق الكعبين وحجاب المرأة والسواك والصلاة الى سترة وغير ذلك. فتسمع من يصف تلك الأعمال بأوصاف رديئة أو يتهكم بمن التزم بها فلم يجد هؤلاء مايملؤون به فراغهم الا الضحك والاستهزاء بمن عمل بالسنة وحافظ عليها فيجعلونه محلا لسخريتهم هازلي لاعبين فيصدق في مثلهم قوله صلى الله عليه وسلم: (وان العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالا يهوي بها في جهنم)] ... انتهى كلامه
وكذلك من طرق الدفاع عن نبينا الكريم, الذب عن صحابته رضوان الله عليهم لأن الطاعن فيهم مقصودة الطعن في معلمهم آلا وهو رسول الله صلى الله عليه وسلم, فلابد من التحذير في الوقوع في صحابة رسول الله لانهم هم حمله الشريعه ونقله الاحاديث فهم شهودنا على هذا الدين الحق, فقد كثر الطعن فيهم وممن ينتسبون الى العلم وأهله وللاسف بل ممن ينتسبون الى أهل السنه والجماعه.
يقول أمام السنه المبجل أحمد بن حنبل رحمه الله متحدثاً عن أصول أهل السنة والجماعه, ومنها الكف عما شجر بين الصحابة وذكرهم بالخير:
وهذه الأصول التي من ترك منها خصلة لم يقبلها ويؤمن بها لم يكن من أهلها. أهـ
ومن طرق الدفاع عن نبينا الكريم عليه الصلاة والسلام, الإجتهاد في الدعاء على شاتميه وتعيينهم بالدعاء, وعلى المعتدين من الكافرين في المواطن المستحب فيها الدعاء كالسجود وبين الأذان والاقامه وأخر ساعة في يوم الجمعة وغيرها من مواطن استجابة الدعاء.
فهذه بعض السبل للدفاع عن سيد المرسلين بااحب الاعمال اليه عليه الصلاة والسلام لا بالدعوات المنفعلة الوقتيه مثل (المقاطعة) وإلزام الناس بأمور حياتية تُفرض عليهم وربما تُدخلنا في تحريم ما احل الله لنا وليست من الدين في شيء وقد ردها كبار العلماء, قال تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ}
يقول الشاطبي في الاعتصام عن مّن يترك ما أحل الله قُربه وتعبداً:
التارك يصير عاصيا بتركه أو باعتقاده التحريم فيما احل الله , وأما ان كان الترك تدينا فهو الابتداع في الدين على كلتا الطريقتين إذ قد فرضنا الفعل جائزا شرعا فصار الترك المقصود معارضة للشارع في شرع التحليل وفي مثله نزل قول الله تعالى (يا أيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات ما احل الله لكم ولا تعتدوا ان الله لا يحب المعتدين) فنهى أولا عن تحريم الحلال ثم جاءت الآية تشعر أن ذلك اعتداء لا يحبه الله. أهـ
فأن دُعي إلى ترك منتجات الكفار, فيُدعى إليها على سبيل التفضيل لا على سبيل الوجوب على الناس ولا على سبيل يثاب فاعلها ويؤثم تاركها فنجعل من الدين ما ليس منه والله تعالى أعلم.
وصلي اللهم على خير البشر وعلى آله وصحبه وسلم
وأخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
¥