تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

كَمَا رُوِّينَا مِنْ طَرِيقِ سَعِيدِ بْنِ مَنْصُورٍ: حدثنا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ مَاهِكَ قَالَ: خَرَجْت مَعَ جِنَازَةِ عَبْدِ الرَّحْمَانِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ فَرَأَيْت ابْنَ عُمَرَ جَاءَ فَقَامَ بَيْنَ الرِّجْلَيْنِ فِي مُقَدَّمِ السَّرِيرِ , فَوَضَعَ السَّرِيرَ عَلَى كَاهِلِهِ , فَلَمَّا وُضِعَ لِيُصَلَّى عَلَيْهِ خَلَّى عَنْهُ.

وَمِنْ طَرِيقِ ابْنِ أَبِي شَيْبَةَ، عَنْ وَكِيعٍ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي الْمِهْزَمِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: مَنْ حَمَلَ الْجِنَازَةَ ثَلاَثًا فَقَدْ قَضَى مَا عَلَيْهِ. فَإِذْ لَيْسَ فِي حَمْلِهَا نَصٌّ ثَابِتٌ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ r فَلاَ اخْتِيَارَ فِي ذَلِكَ. وَكَيْفَمَا حَمَلَهَا الْحَامِلُ أَجْزَأَهُ.

وهذا كلام العلّامة الشيخ ابن عثيمين كما هو في الشرح الممتع:

قوله: "يسن التربيع في حمله"، التربيع في حمل الميت سنة، لحديث ابن مسعود - - وفيه: "من اتبع جنازة فليحمل من جوانب السرير كلها فإنه من السنة"؛ ولأن الإنسان إذا ربع حمل الميت من جميع الجهات.

وصفة التربيع: أن يأخذ بجميع أعمدة النعش، ولهذا سميناه تربيعاً؛ لأن أعمدة النعش أربعة.

فيبدأ بالجهة الأمامية بالعمود الذي على يمين الميت، والميت على النعش، ثم يرجع إلى العمود الذي وراءه، ثم يتقدم مرة ثانية للعمود الذي عن يسار الميت، ثم يرجع إلى الخلف، وبعد ذلك يحمل بما شاء.

هذا ما اختاره أصحابنا رحمهم الله.

وقال بعض العلماء: بل يحمله بين العمودين.

قوله: "ويباح بين العمودين"، هذا بيان حكم الحمل بين العمودين.

وقال بعض العلماء: يسن أن يحمل بين العمودين، أي: بأن يكون أحد العمودين على كتفه الأيمن والآخر على كتفه الأيسر، هذا إذا كان النعش صغيراً، أما إذا كان واسعاً فيجعل عموداً على يده اليمنى، وعموداً على يده اليسرى، ولكن لا شك أن فيه مشقة على الحامل، ولا سيما إذا كانت الجنازة ثقيلة.

واستدلوا: بأنه صلى الله عليه وسلم حمل جنازة سعد بن معاذ بين العمودين.

والذي يظهر لي في هذا: أن الأمر واسع، وأنه ينبغي أن يفعل ما هو أسهل، ولا يكلف نفسه، فقد يكون التربيع صعباً أحياناً، فيما إذا كثر المشيعون فيشق على نفسه وعلى غيره. وأما الحمل بين العمودين فهو شاق أيضاً، اللهم إلا إذا كان هناك عمودان يلتقيان عن قرب، بحيث يكون كل عمود على عاتقٍ، فيمكن أن يكون سهلاً.

هذا إذا كان الميت محمولاً على نعش، وإن كان صغيراً فيحمل بين الأيدي إذا كان لا يشق.

ـ[زياد عوض]ــــــــ[19 - 01 - 06, 03:00 م]ـ

اثابكم الله خيرا على هذه الفوائد الطيبة .. وبارك فيكم

اذا كان اثر ابن مسعود ضعيفا .. فماذا عن الاثار الاخرى التي اوردها الامام الصنعاني رحمه الله (انس و ابن عمر وابي هريرة) ... هل هي الاخرى لم تصح؟؟ ارجو التوضيح حتى اذا تكلم المرء تكلم بعلم. وجزاكم الله خيرا

أسأل الله أن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا ويجنبنا القول فيما لا نعلم إنّ ولي ذلك والقادر عليه

ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[20 - 01 - 06, 09:32 ص]ـ

باك الله في الشيخ زياد عوض على ما تفضل به، وما ذكرته عن الشيخ الألباني رحمه الله في كلامك السابق فهو صحيح، ولكن إذا أمكن حمل الكلام على وجه صحيح لايتعارض مع ما ذكره السلف فقد يكون هو الأولى، وخاصة أنه جمع بين التربيع والعشر خطوات.

وأما رواية أبي عبيدة عن أبيه فقول حفاظ الحديث وأطباء العلل فيه صريح بالقبول كما سبق النقل عنهم، فعلى هذا يحكم على أثر ابن مسعود رضي الله عنه بالصحة ويكون له حكم الرفع لقوله من السنة، وفيه دلالة على استحباب حمل الجنازة من الجهات الأربع ثم الاستمرار بعد ذلك أو تركها لغيرها ليحملها.

ـ[زياد عوض]ــــــــ[20 - 01 - 06, 11:26 ص]ـ

جزاك الله خيرا وبارك فيك

باك الله في الشيخ زياد عوض على ما تفضل به، وما ذكرته عن الشيخ الألباني رحمه الله في كلامك السابق فهو صحيح، ولكن إذا أمكن حمل الكلام على وجه صحيح لايتعارض مع ما ذكره السلف فقد يكون هو الأولى، وخاصة أنه جمع بين التربيع والعشر خطوات.

كيف والشيخ ضعف الأثر الوارد في ذلك؟

ومعروف عند الجميع أنّ الشيخ -رحمه الله- لا تأخذه في الحق لومة لائم

وكم من مسألة خالف فيه الشيخ عندما تبين له فيها الدليل

ـ[زياد عوض]ــــــــ[20 - 01 - 06, 11:31 ص]ـ

شيخ عبد الرحمن سلّمك الله إذا تبين لك تصحيح الشيخ لأي أثر من الآثار المتعلقة في الموضوع فدلني عليه مشكورأ مأجوراً ومثلك لا ينكر فضله وعونه لطلبة العلم حفظك المولى

ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[20 - 01 - 06, 02:02 م]ـ

جزاك الله خيرا، والقصد مما سبق هو الاعتذار للشيخ الألباني عن تبديعه للتربيع مع وروده عن السلف وقول عدد من الأئمة به وهم من أشد الناس بعدا عن البدعة كأحمد وغيره، فلعل الأمر اتضح الآن وفقك الله، ولم أجزم بأن الشيخ الألباني لم يبدع هذا الفعل وإنما لم أجد له تصريحا ببدعية التربيع مفردا، فكان من إحسان الظن بالشيخ ألا ينسب إليه تبديع التربيع بمفرده.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير