تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ومع صريح النهي الوارد في الحديث في الحلف بغير الله نرى العامة كهذا الذي حلف ببركة سيده لا يتورعون عن الحلف بغير الله، ولهم في ذلك مذاهب منهم من يحلف بشيخه المربي له في زعمه، ومنهم من يحلف بأبيه أو جده، وآخر بقية سيدي فلان أو بضريحه أو بتابوته حتى بزاويته وما إلى ذلك من انتحالاتهم، وما سوّلته لهم أنفسهم من التفنن في هذا الباطل؛ والذي هو أقبح من ذلك وأشنع أنه لو حلفت لهم يمينا شرعية وأقسمت بالله جهد يمينك ما صدقوك ولا أقاموا ليمينك وزنا، لكن لو حلف لهم حالف بما اعتادوا الحلف به مما ليس بمعظم شرعا لرأيتهم يستبشرون به وتصغي إليه أفئدتهم، ويقطعون بصدق الحالف بهذه اليمين الفاجرة ويقولون: لولا أنه صادق لما أقدم على هذه اليمين التي تخلي الديار وتذهب بالأموال وترجع على صاحبها بالوبال متى حلف بها كاذبا لأنه استخف بالمحلوف به من شيخ أو قبة أو ضريح، وهكذا يرمون بأنفسهم في المهالك وهم لا يشعرون بأنهم هالكون، كما أنهم لا يشعرون بأنهم يتناولهم قول الله تعالى: (وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِن دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ) (الزمر: 45). صدق الله العظيم اللهم أصلح حالنا وحالهم ووفقنا جميعا لما فيه رضاك.

الملاحظة الثانية: نرى الحالف ببركة السيد المذكور قد زاد على ذلك قوله: الذي كلم الله على جبل مكنوس، ويا ليته بعدما تجرأ على الحلف بغير الله لم يزد ما زاد، وإن كانت تلك الزيادة قابلة للتأويل بحملها على ضرب من التجوز وهو أن يراد من كلام العبد ربه كما جاء في العبارة السابقة، مناجاته له بالإقبال عليه والتضرع بين يديه مناديا له بمثل اللهم أو مخاطبا بقوله: إياك نعبد وإياك نستعين وفي الحديث (المصلي يناجي ربه) فبمناجاة الله تعالى ومحادثته غير مكالمته لأن مقام الكلام لا بد أن يسمع صاحبه كلام الله القديم المنزه عن الأصوات والحروف، وهذا خاص بالأنبياء عليهم الصلاة والسلام، (وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْياً أَوْ مِن وَرَاء حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولاً فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ) (الشورى: 51) وقال الله تعالى أيضا: (وَرُسُلاً قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِن قَبْلُ وَرُسُلاً لَّمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ وَكَلَّمَ اللّهُ مُوسَى تَكْلِيماً) (النساء: 164).

فمن زعم أن الله كلمه كما كلم موسى عليه السلام، فإن زعمه باطل، لأنه ينافي اختصاص موسى عليه السلام واصطفاءه على الناس بالكلام، أما المناجاة والمحادثة فليستا كذلك، وإنما هما كما تقدم عبارة عن الإقبال، وحضور القلب واستغراق الفكرة في بحار العظمة والجلال والكبرياء، مع ما يثمره ذلك من الفهم عن الله بواسطة إلهامات تلقى في قلب العارف حال استغراقه في بحار التجليات الإلهية، بحيث تصير تلك الإلهامات علوما ضرورية يفهم منها المعنى المقصود، كما يفهم من الكلام الحقيقي، فإذا قيل العارف يكلم ربه كان المعنى أن يناجيه لا أنه يكلمه كلاما حقيقيا، فالقائل في ما تقدم أن صاحب الترجمة كلم الله على جبل مكنوس أن أراد بالكلام المناجاة بالمعنى الثالث، فله وجه خصوصا وأنه أسند الكلام لغير الله حيث قال: الذي كلم الله ولم يقل الذي كلمه الله، وإن أراد بالكلام غير المناجاة، وإنما سمع الناس يقولون فقال هو متهور ينطق بما لا يفهم، يغفر الله لنا وله."

والحمد لله رب العالمين وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين لهم إلى يوم الين

ـ[وذان أبو إيمان]ــــــــ[14 - 11 - 09, 08:08 م]ـ

أخي آل شطارة الجزائري

والله نيتي حسنة

الشيخ الطيب المهاجي رحمه الله له سمعة طيبة وذو أثر كبير وإنما قصدت أن بعض ممن درسوا عنده ممن أعرفهم من بلدي تيهرت لم يحصلوا الشيء الكثير

ليس العيب فيه

إنما العيب فيهم لأنه لم تكن لهم همة وحب للعلم

وإلا فجلوسهم لأمثال الشيخ الطيب المهاجي رحمه الله هو فرصة ذهبية لم تتكرر في حياتهم

هذا الذي قصدت.

أما الشيخ فسمعته طيبة ورجل مبارك.

ـ[آل شطارة الجزائري]ــــــــ[14 - 11 - 09, 09:31 م]ـ

أخي آل شطارة الجزائري

والله نيتي حسنة

الشيخ الطيب المهاجي رحمه الله له سمعة طيبة وذو أثر كبير وإنما قصدت أن بعض ممن درسوا عنده ممن أعرفهم من بلدي تيهرت لم يحصلوا الشيء الكثير

ليس العيب فيه

إنما العيب فيهم لأنه لم تكن لهم همة وحب للعلم

وإلا فجلوسهم لأمثال الشيخ الطيب المهاجي رحمه الله هو فرصة ذهبية لم تتكرر في حياتهم

هذا الذي قصدت.

أما الشيخ فسمعته طيبة ورجل مبارك.

جزاك الله خيرا يا أبا إيمان التيهرتي، وأنا دائما أحسن الظن بإخواني وإلا فالأمر فقط يدور في حيز المذاكرة العلمية، ولكن تحاشى بارك الله فيك أن تقول فيهم هذا، ولعل أقل ما يمكن أن تجتنيه من هؤلاء الشياب ترجمة الشيخ المهاجي بلسان من حضر مجالسه وزاولها كما قلت (ممن درسوا) وأوقن أنك لو فعلت وتتبعت هؤلاء الطلبة لوجدت عندهم من القصص واللطائف عن الشيخ الأمر الكثير ولخرجت بمقالة بديعة تطرب بها أسماعنا، وتملأ بها عيوننا وتروي بها ظمأنا الحسي والمعنوي.

لك مني التقدير والشكر اللائق بمقامكم والله ولي التوفيق

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير