يقول ابن رجب الحنبلي –رحمه الله تعالى-: " ذكر طائفة من أصحابنا أنَّ الكشف ليس بطريق للأحكام، وأخذه القاضي أبو يعلى من كلام أحمد في ذمِّ المتكلِّمين في الوساوس والخطرات .... وإنما ذمَّ أحمدُ وغيره المتكلمين على الوساوس والخطرات من الصوفية حيث كان كلامُهم حيث كان كلامُهم في ذلك لا يستند إلى دليل شرعيٍّ؛ بل إلى مجرد رأي وذوقٍ "
جامع العلوم والحكم (ص 482)
قلتُ:
رحمك الله يا أبا عبدالله، لقد أحكمت الباب في وجه أي دخيل يُريد إفساد الدين، وهل رأينا ضلال الصوفية إلا من هذه الأبواب؟!!
الوقفة السادسة: رفع الصوت بالذكر والدعاء:
قال شيخ الإسلام ابن تيمية –رحمه الله تعالى-:
" أن رفع الأصوات في الذكر المشروع لا يجوز إلا حيث جاءت به السنة، كالأذان والتلبية ونحو ذلك. كما ثبت في الصحيح عن أبي موسى أنه قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فكنا إذا علونا كبَّرنا فارتفعت أصواتنا، فقال: ((يا أيها الناس أربعوا على أنفسكم فإنكم لا تدعون أصمَّ ولا غائباً، إنما تدعون سميعاً قريباً، إن الذي تدعون أقرب من عنق راحلته))
وقد قال تعالى: {ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وخُفْيَةً إنَّهُ لا يُحِبُ المُعْتَدين} وقال عن زكريا: {إذ نادى ربه نداء خفياً} وقال تعالى: {واذكر ربَّكَ في نفسك تضرعاً وخفية ودون الجهر من القولِ بالغدوِّ والآصال ولا تكن من الغافلين}.
وفي هذا من الآثار عن سلف الأمة وأئمتها ما ليس هذا موضعه. كما قال الحسن البصري: رفع الصوت بدعة. وكذلك نصَّ عليه أحمد بن حنبل وغيره. "
الاستقامة لابن تيمية (1/ 322 - 323)
قلتُ:
رحمك الله يا أبا عبدالله، ما نصصت عليه هو السنة، فأين هذا من حال الصوفية من صراخ وأذكار جماعية؟!!
لا يجوز تسويغ البدع بأي حجة كانت.
الوقفة السابعة: موقفه من الزهاد المبتدعة (الصوفية):
قال الإمام أحمد –رحمه الله تعالى-:
" قبور أهل السنة من أهل الكبائر روضة، وقبور أهل البدعة من الزهاد حفرة، فسّاق أهل السنة أولياء الله، وزهاد أهل البدع أعداء الله"
طبقات الحنابلة (1/ 184)
قلتُ:
رحمك الله يا أبا عبدالله، صدقت فولاية فساق أهل السنة لله، أما المبتدع فقد بارز الله بالعداء ببدعته!! ومن ذلك الصوفية حين يخترعون عبادات وتنسكات ما أمر الله بها؛ بل ربما حذر الشارع منها، وهم بهذا قد أصبحوا أعداء الله!!
الوقفة الثامنة: موقفه من أهل القصص والحكايات:
قال الإمام أحمد –رحمه الله تعالى-: " أكذب الناس القصاص والسؤَّال قيل له: أكنت تحضر مجالسهم؟ قال: لا"
البدع والحوادث للطرطوشي ص (109 - 112)
قلتُ:
صدقت، فما أكذب أصحاب الأقاصيص والحكايات كالصوفية، فإنهم يتعبدون الله بهذه القصص؛ بل وتكون أدلتهم وحججهم؟!! فكم سمعنا قال أعرابي وفعل رجل وقام فلان بشخصيات مبمهمة وأسانيد مبتورة وحكايا مخالفة لأمر شارعنا.
الوقفة التاسعة: موقفه من السماع:
قال الخلال: أخبرنا إسماعيل بن إسحاق الثقفي أن أبا عبدالله سئل عن سماع القصائد. فقال: أكرهه.
وقال أيضاً أخبرني محمد بن موسى، قال: سمعت عبدان الحذاء، قال سمعت عبدالرحمن المتطبب، قال سألت أحمد بن حنبل، قلت: ما تقول في أهل القصائد؟ قال: بدعة لا يجالسون "
المسائل والرسائل (2/ 276)
وسئل عنه أحمد؟ فقال: "بدعة"، وفي رواية: "فكرهه ونهى عن استماعه" وقال: "إذا رأيت إنساناً منهم في طريق فخذ في طريق أُخرى"
رواه الخلال أيضاً من طريق عنه والزيادة من مسألة السماع ص (124) نقلاً عن تحريم الآلات الطرب للألباني.
قلتُ:
صدق –رحمه الله- فأهل السماع مبتدعة لا يجالسون!!
وسماعه مكروه، والكراهة عند السلف يعني التحريم!!
والسماع هو إنشاد القصائد والتغني بها، وقد يصحب ذلك ضرب لنطع أو عود أو ناي أو غير ذلك.
الوقفة العاشرة: موقفه من كبار الزهاد في عصر التابعين:
يقول شيخ الإسلام أحمد بن تيمية-رحمه الله-:
¥