تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

إذنه ذلكم الله ربكم فاعبدوه أفلا تذكرون}، وقوله تعالى: {تنزيلا ممن خلق الأرض والسموات العلى* الرحمن على العرش استوى}، وقوله تعالى: {وتوكل على الحي الذي لا يموت وسبح بحمده وكفى به بذنوب عباده خبيراً * الذي خلق السموات والأرض وما بينهما في ستة أيام ثم استوى على العرش الرحمن فاسئل به خبيراً}، وقوله تعالى: {هو الذي خلق السموات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش يعلم ما يلج في الأرض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها وهو معكم أينما كنتم والله بما تعملون بصير}، فذكر عموم علمه، وعموم قدرته، وعموم إحاطته، وعموم رؤيته، وقوله تعالى: {ءأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض فإذا هي تمور * أم أمنتم من في السماء أن يرسل عليكم حاصباً فستعلمون كيف نذير}، وقوله تعالى: {تنزيل من حكيم حميد}، وقوله تعالى: {تنزيل الكتاب من الله العزيز الحكيم} إلى أمثال ذلك مما لا يكاد يحصى إلا بكلفة] انتهى كلام شيخ الإسلام –رحمه الله-.

وأما الأدلة من السنة المطهرة فهي كثيرة جداً لا تكاد تحصى:

## منها: الحديث المتواتر في قصة الإسراء والمعراج، وتجاوز النبي السموات سماء سماء حتى انتهى إلى ربه تعالى، فقربه، وأدناه، وفرض عليه الصلوات خمسين صلاة، فلم يزل بين موسى عليه السلام، وبين ربه تبارك وتعالى، وينزل من عند ربه -تعالى- إلى عند موسى فيسأله كم فرض عليك؟ فيخبره، فيقول: ارجع إلى ربك فاسأله التخفيف، فيصعد إلى ربه فيسأله التخفيف.

## ومنها: ما رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله: ((لما خلق الله الخلق كتب في كتاب فهو عنده فوق العرش إن رحمتي تغلب غضبي))

## ومنها: ما رواه البخاري في صحيحه عن أبي موسى الأشعري -رضي الله عنه- قال: قام فينا رسول الله بخمس كلمات فقال: ((إن الله لا ينام، ولا ينبغي له أن ينام، يخفض القسط ويرفعه، ويرفع إليه عمل الليل قبل النهار، وعمل النهار قبل الليل، حجابه النور لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه)).

## ومنها: ما جاء في الصحيحين عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- قال: ((يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار، ويجتمعون في صلاة الفجر وصلاة العصر، ثم يعرج الذين باتوا فيكم فيسألهم ربهم -وهو أعلم- كيف تركتم عبادي؟ فيقولون: تركناهم وهم يصلون وآتيناهم وهم يصلون)).

إلى غير ذلك من الأحاديث الدالة على علو الله على خلقه.

أما الإجماع:

فقد أجمع المسلمون من الصحابة ومن تبعهم بإحسان إلى يومنا هذا على أن الله فوق خلقه، عال عليهم بذاته وقدره وقهره، بائن منهم، وأنه تعالى مستو على عرشه، وأنه مطلع على خلقه وهو معهم بعلمه لا تخفى عليه خافية –سبحانه وتعالى.

قال الإمام أبو عمرو الطلمنكي في كتابه في الأصول: [أجمع المسلمون من أهل السنة على أن الله استوى على عرشه بذاته].

وقال-أيضا-: [أجمع أهل السنة على أنه تعالى استوى على عرشه على الحقيقة لا على المجاز، ثم ساق بسنده عن مالك قوله: الله في السماء وعلمه في كل مكان]

ثم قال: [وأجمع المسلمون من أهل السنة على أن معنى قوله تعالى: {وهو معكم أينما كنتم} ونحو ذلك من القرآن؛ بأن ذلك علمه، وأن الله فوق السموات بذاته، مستو على عرشه كيف شاء].

وقال الإمام إسماعيل بن محمد التيمي الأصبهاني في كتاب "الحجة في بيان المحجة": [وزعم هؤلاء أنه لا يجوز الإشارة إلى الله سبحانه بالرؤوس والأصابع إلى فوق فإن ذلك يوجب التحديد!

وقد أجمع المسلمون أن الله سبحانه العلي الأعلى، ونطق بذلك القرآن، فزعم هؤلاء أن ذلك بمعنى علو الغلبة لا علو الذات!

وعند المسلمين أن لله -عز وجل- علو الغلبة والعلو من سائر وجوه العلو؛

لأن العلو صفة مدح، فنثبت أن لله تعالى: علو الذات وعلو الصفات وعلو القهر والغلبة.

وفي منعهم الإشارة إلى الله -سبحانه وتعالى- من جهة الفوق خلاف منهم لسائر الملل؛ لأن جماهير المسلمين وسائر الملل قد وقع منهم الإجماع على الإشارة إلى الله سبحانه وتعالى من جهة الفوق في الدعاء والسؤال، واتفاقهم بأجمعهم على ذلك حجة، ولم يستجز أحد الإشارة إليه من جهة الأسفل ولا من سائر الجهات سوى جهة الفوق] إلخ كلامه –رحمه الله-

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير